يسعى جاهدا لتأسيس مدرسة ومهرجان للضحك والفكاهة .. الكوميدي هندو يفتح قلبه لـ”النهار”:”تهميشي وراء غيابي عن الساحة الفنية.. التلفزيون الجزائري مارس سياسة الإقصاء في حقي”
“أنشط السهرات والأعراس بالصحراء، وأحيي السهرات للجنود بالثكنات العسكرية”
برز بشكل لافت خلال بداية التسعينات، بأدائه لعدد من الأدوار الفكاهية وكذا تقليده لبعض أصوات الفنانين والشخصيات السياسية، عرفه الجمهور بإسم هندووبأغنية “جانيتو” الهندية التي أعاد غنائها وجلبت له شهرة كبيرة، الكلام معه شيق ويحمل مابين طياته الكثير من الفكاهة والضحك، في حالة الغوص معه في الحديث، لم تفارق لسانه كلمة الإقصاء التي كان دائما يستعين بها عندما يتعلق الأمر بتبريره لغيابه الطويل عن الساحة الفنية ومسارح التنشيط التي لم يفارقها في وقت سابق، إنه الفنان الكوميدي إبن مدينة وادي سوف، التي رحل عنها مبكرا ليستقر بعاصمة الواحات ورقلة، صحرواي، الذي استغلت “النهار “فرصة تواجده بمدينة جيجل للمشاركة في الأسبوع الثقافي لولاية ورڤلة، لتجري معه هذا الحوار الشيق الذي كشف من خلاله الكثير من الخبايا.
- النهار: بداية، أين هوالكوميدي هندو؟
– هندو: الكوميدي هندو، متواجد حاليا بمدينة جيجل من أجل المشاركة في الأسبوع الثقافي لولاية ورڤلة، بعد أن كنت في وقت سابق أقوم بتنشيط عدد من السهرات والأعراس بالصحراء، وكذا في الثكنات العسكرية التي دائما ما تستعين بي من أجل تنشيط تلك الحفلات.
* ما هوسبب غيابك عن الساحة الفنية، خصوصا في التلفزيون؟
**هذا صحيح، الجميع يعلم سبب ذلك الغياب الذي أرجعه إلى سياسة الإقصاء التي تمارس في حقي من طرف بعض الأشخاص الذين لا يحبون ظهوري وعودتي إلى الساحة. نفس الشىء بالنسبة لبعض مسؤولي التلفزيون، فما عدا السيدة ليلى التي تدعوني للمشاركة في بعض الحصص التي تشرف عليها، فأنا مغيب عن كل النشاطات التي ينظمها التلفزيون الجزائري.
* إلى ماذا ترجع أسباب الإقصاء الذي تتحدث عنه؟
إلى حد الأن، لم أفهم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء إقصائي، في وقت سابق كان دائما ما يتم الاتصال بي من أجل المشاركة في إعداد بعض الحصص وكذا تنشيط السهرات والحفلات، فجأة توقف حضوري وتم تهميشي على حساب بعض الفنانين الذين لا يحملون من الفن إلا الإسم، والغريب أنه انه عندما اقوم باتصالات مع بعض المخرجين والمنتجين وكذا مسؤولي التلفزيون للاستفسار عن سبب التهميش الذي أتعرض له، تكون الإجابة دائما، هوتواجدي بورڤلة وعدم استقراري بالجزائر العاصمة، انهم يريدون من الفنان أوالكوميدي الإقامة بالعاصمة، حتى يتمكن من المشاركة في المهرجانات والحفلات، إضافة إلى حجتهم بأنني فنان أؤدي النوع الهندي فقط، بالنسبة لي هذا ليس تبريرا.
لماذا يتم دائما تعمد إقصاء الفكاهي ببلادنا؟
الجواب بسيط، لأنه لا توجد مكانة للفكاهي ببلادنا، في الدول التي تعرف قيمة الرجل الكوميدي أوالفكاهي، دائما ما يتم الاستعانة به لتنشيط الحفلات والسهرات في جميع المهرجانات، لأن الفكاهة في حد ذاتها فن ذوقيمة كبيرة لا نستطيع الإستغناء عنها، فبدونها لا يمكن نجاح أي عمل فني. أما في بلادنا فكلمة الإقصاء دائما ما نلصقها بالفكاهي، فأين هوالكوميدي محمد بسام، هذا الرجل الذي أعطى وساهم بشكل كبير في إنجاز بعض الحصص الفكاهية التي ضاع صيتها كحصة إبتسامة التي نالت سنة 1994 جائزة أحسن عمل عربي، باختصار في بداية التسعينات كانت الحصص الفكاهية حاضرة وبقوة، أما في الوقت الحالي فهي شبه مغيبة باستثناء حصة الفهامة.
سمعنا بأنك فكرت في الاعتزال؟
لم أفكر في الاعتزال، بل اعتزلت خلال بداية العام الجاري ولمدة خمسة أشهر، قبل أن أعدل عن قراري بسبب تدخل بعض أصدقائي الذين طلبوا مني العدول عن القرار وهوما قمت به، ودائما التهميش والإقصاء سببان لاعتزالي.
هل صحيح أنك طالبت باستحداث مهرجان غنائي خاص بسكان الجنوب؟
بالفعل، لقد طلبت في وقت سابق من مسؤولي الثقافة ضرورة إستحداث مهرجان غنائي خاص بسكان الجنوب، على غرار ما هوموجود بالشمال، لأنه من حق سكان الجنوب الكبير التمتع بروائع الأغنية، خاصة في حر الصيف الذي نحن فيه الأن، وفي حالة الموافقة فإن قالب الضحك والفكاهة سيرافقان المهرجان، عكس مهرجان تيمڤاد وجميلة التي كان من الواجب على المشرفين إستحداث أوقات للضحك وليس للغناء فقط.
نفس الشىء بالنسبة لمهرجان ومدرسة للضحك والفكاهة؟
في الوقت الحالي، لدي العديد من المشاريع التي ستعود بالفائدة الكبيرة لووجدت الدعم والمساندة الكافية، وأستغل الفرصة لأكشف ولأول مرة وعلى صفحات جريدة النهار، على سعيي الجاد مع مسؤولي الثقافة لولاية ورڤلة من أجل استحداث مهرجان وطني للضحك والفكاهة، وهنا أستغل الفرصة لأنوه بالمجهودات التي يقدمها مدير دار الثقافة بعاصمة الواحات. نفس الشىء بالنسبة لمدرسة الضحك والفكاهة اللذان سيكونان بمثابة محطة لتفجير مواهب الشاب الإبداعية والتي تزخر بها بلادنا، في ظل عدم وجود مدارس تهتم بهم.
هل من جديد لجمهورك العريض؟
إضافة إلى المشاريع التي ذكرتها، يضاف إليها مشاركتي في تقمص دور رب عائلة قدمت من الهند إلى الجزائر وذلك في فيلم “سنوات الإشهار” لمهندسه الممثل القدير عثمان عريوات الذي كان لي الشرف الكبير للتمثيل إلى جانبه، إضافة إلى ممثلين أخرين.
كلمة أخيرة؟
أوجه شكري، إلى كامل العاملين بجريدة النهار على هذه الالتفاتة الطيبة، خاصة وأنها الجريدة الوحيدة التي تخصص يوميا صفحة كاملة للفن والفنانين.