يجندونهم ويقتلونهم في عمليات انتحارية ضد المدنيين…أكثر من 250 قتيل و500 جريح منذ بداية العمليات الانتحارية بالجزائر
العناصر الإرهابية تستهدف المدنيين بعمليات انتحارية ينفذها شباب من أبناء الشعب
قتل أكثر من 250 شخصا وجرح ما يزيد عن 500 آخرين في عمليات متفرقة لعناصر الإرهابية وذلك منذ سنة 2007 إلى آخر عملية انتحارية، أمس، استهدفت أبرياء بمنطقة يسر بالقرب من المدرسة العليا للدرك الوطني، حيث اغتنم منفذو هذه العملية فرصة توافد عدد من الشباب الذين سجلوا لاجتياز اختبار الانخراط في صفوف الدرك الوطني، ليذهب ضحيتها 43 قتيلا و38 جريحا كلهم من المدنيين بينهم دركي واحد.
وبدأت الحملة الشرسة للعناصر الإرهابية ضد المدنيين منذ شهر أفريل 2007 عندما نفذت أول عملية انتحارية بالجزائر استهدفت قصر الحكومة ومركزا للشرطة ببلدية باب الزوار، خلفت أكثر من 30 قتيلا وأزيد من 200 جريح من المدنيين الأبرياء، خاصة وأنها تضرب مناطق مكتظة بالسكان وبالضبط في الأوقات التي تعرف حركة كثيفة للسكان. ويهدف التنظيم الإرهابي بالدرجة الأولى إلى تحصيل أكبر قدر ممكن من القتلى بغض النظر عن المستهدفين، سواء من المدنيين أو قوات الجيش وعناصر الأمن، وهو ما تجسد في العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا مقر هيئة الأمم المتحدة بحيدرة ومقر المجلس الدستوري، حيث قتل 41 شخص فيما جرح ما يزيد عن المائة أغلبهم مدنيون. ويمكن اعتبار العمليتين تكذيبا صريحا لكل ما تنشره القاعدة بمواقعها على شبكة الأنترنت بخصوص استهدافها للعسكريين، خاصة وأنها ألحقت ضررا كبيرا بسكنات المواطنين التي انهار بعضها عن آخره، لاسيما منها تلك التي تقع بالقرب من مكان العملية، في حين توفي العديد من المارة والركاب في الانفجار الذي مس المجلس الدستوري لوقوعه في جانب الطريق الذي يستعمله عامة الناس.
وفي السياق، اتخذت العناصر الإرهابية بالجزائر هذه السياسة الدنيئة لتجسيد مخططاتها على حساب الأبرياء من المدنيين، بعدما فشلت في مواجهة قوات الجيش الوطني الشعبي، كما أكدت التحليلات والتحريات الأمنية أن أكبر نسبة تستهدفها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” هي فئة الشباب دون العشرين سنة، مما يوحي بأن الرؤوس التي تحرك العمليات الإرهابية في الجزائر تختبئ، وتدفع بالشباب وأبناء الشعب الجزائري إلى الموت انتحارا مخلفين وراءهم هلاك مئات الأرواح، فيما لا يمكن إلا اعتباره اعتداء إرهابيا من عدو يكيد للجزائريين وليس أبناء وطن “يريدون تحريره…” كما يدعون. فليس تحرير شعب بتقتيل أبنائه وشبابه الذين هم أمله في النهوض ومواكبة حضارة الدول المتقدمة أو “الكافرة” الفكرة التي يزعم هؤلاء العناصر أنها يمكن أن تتحقق بقتل أبناء الوطن الأبرياء والعزل.
العمليات الانتحارية التي تنفذها الجماعات الإرهابية اقتصر مجالها على ولايات الوسط على غرار تيزي وزو، بومرداس والجزائر العاصمة، بالإضافة إلى العملية التي شهدتها ولاية باتنة في السادس من شهر سبتمبر 2007 حين أرادت الجماعات الإرهابية استهداف موكب رئيس الجمهورية، قبل أن يتفطن رجال الأمن للإرهابي الذي كان يحمل حزاما ناسفا ضمن الجماهير الغفيرة التي خرجت لاستقبال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مما صعب مهمة إبطال مفعول هذا الحزام الذي كان يلفه حول جسده، إذ ألقى بنفسه على الأرض عندما وجد نفسه مطوقا من طرف رجال الأمن، ما يكذب تصريح عناصر القاعدة باستهدافهم فقط رجال الأمن وقوات الجيش الوطني الشعبي.
كرونولوجيا ضحايا العمليات الإرهابية خلال 18 شهرا:
13 فيفري 2007: ستة قتلى في منطقة القبائل في سبعة اعتداءات شبه متزامنة بقنابل وسيارات مفخخة.
11 أفريل 2007: ثلاثون قتيلا وأكثر من 200 جريح في هجومين شبه متزامنين في العاصمة; استهدف احدهما قصر الحكومة، والثاني استخدمت فيه سيارتان مفخختان على مركز الشرطة لباب الزوار.
11 جويلية: مقتل عشرة عسكريين وجرح 35 آخرين بثكنة الجيش بالأخضرية في هجوم انتحاري نفذ بشاحنة تبريد مفخخة.
06 سبتمبر 2007: 22 قتيلا وأكثر من 100 جريح في هجوم انتحاري استهدف موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في باتنة.
08 سبتمبر: 32 قتيلا و45 جريحا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ضد ثكنة لحرس الحدود في دلس ببومرداس.
11 ديسمبر: 41 قتيلا، بينهم 17 من موظفي الأمم المتحدة في هجومين انتحاريين بسيارة مفخخة استهدفت المجلس الدستوري ومقر ممثلية هيئة الأمم المتحدة.
2 جانفي 2008: مقتل 4 أفراد من الشرطة في هجوم انتحاري على مركز الشرطة بالناصرية.
29 جانفي 2008: قتيلان في انفجار سيارة ملغومة استهدفت مركز الشرطة بالثنية.
4 مارس 2008: مقتل ثلاثة جزائريين وروسي في هجوم بقنبلة مزروعة على الطريق بالمدية.
5 جوان 2008 : مقتل ستة عسكريين وجرح أربعة آخرين قرب دلس ببومرداس.
08 جوان: 13 قتيلا بينهم مهندس فرنسي وسائقه الجزائري، في هجومين استهدفا شركة رازال بالأخضرية.
9 جويلية 2008: مقتل عنصرين من الحرس البلدي وجرح 10 آخرين بمنطقة القبائل.
11 جويلية 2008: مقتل 8 أشخاص في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدفت ثكنة بمنطقة القبائل.
26 جويلية 2008: اغتيال عسكري بجيجل.
3 أوت: هجوم انتحاري يستهدف مركز الاستعلامات بتيزي وزو، يسفر عن إصابة 25 شخصا.
9 أوت: وفاة 6 أشخاص وإصابة 18 آخر في هجوم انتحاري استهدف منطقة زموري البحري.
14 أوت 2008: مقتل قائد القطاع العملياتي وجرح آخر بجيجل إثر انفجار قنبلة.
18 أوت 2008: مقتل 12 شخصا بسكيكدة إثر انفجار قنبلتين.
19 أوت: 43 قتيلا وإصابة 38 شخصا في هجوم انتحاري استهدف المدرسة العليا للدرك بيسر.
أعمال العنف والهجمات الإرهابية تخلف 200 ألف قتيل بالجزائر
خلّفت أعمال العنف التي تبنتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أعلنت سابقا أنها غيرت اسمها وأطلقت على نفسها اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مقتل نحو 200 ألف شخص في الجزائر. كانت هذه العمليات قد خفّت قبل أن يصّعد تنظيم القاعدة عملياته الانتحارية في الجزائر عقب إلغاء السلطات الجزائرية عام 1992 نتائج الانتخابات العامة التي كانت الجبهة الإسلامية المنحلة تتجه نحو الفوز بها، حيث استهدفت هجمات عديدة شهدتها الجزائر منشآت أمنية وعسكرية.
ويعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف، أمس، المدخل الرئيسي لمدرسة تابعة لقوات الدرك في مدينة يسر في ولاية بومرداس شرقي الجزائر، بينما كان الطلبة ينتظرون في الخارج لتأدية امتحان الالتحاق بالمدرسة والذي أسفر عن مقتل 43 شخصا وجرح 45 آخر، هو الأعنف الذي تشهده البلاد خلال أشهر ويتجاوز في حصيلته الهجوم الذي استهدف أواخر العام الماضي مباني للحكومة والأمم المتحدة في العاصمة وراح ضحيته 41 شخصا وجرح العديد غيرهم.
وجاء الهجوم في أعقاب مقتل مدني و11 شخصا من قوات الأمن في الجزائر في هجوم قامت به جماعة إسلامية مسلحة شرقي البلاد وفقا للتقارير الأمنية، بالإضافة إلى الهجوم الذي جرى الأحد الماضي في مدينة سكيكدة وتعد من أشد الهجمات التي شنت خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي أسفرت بدورها عن إصابة نحو 12 شخصا في صفوف القوات الأمنية.
وتحاول الجماعات الإسلامية المطاردة من قبل القوات الأمنية في منطقة القبائل حشد صفوفها في منطقة سكيكدة، كما تقول التقارير، شن هجمات متكررة. وكان ثلاثة من رجال الشرطة قد أصيبوا بجروح قبل عشرة أيام في مدينة تڤزيرت الواقعة شرقي العاصمة الجزائر، بعد انفجار قنبلة قرب مركز للشرطة لا يبعد كثيرا عن الشاطيء. في حين أبطل رجال الأمن مفعول قنبليتن آخرتين.