يتمنى الانتحار ويبكي كلما سمع سخريات الأصدقاء بسبب ميوله للإناث…حكيم ضحية لامبالاة الأبوين ومجتمع لا يرحم
كانت مهمة التقرب من حكيم، صاحب 18 ربيعا، صعبة وأمرا مستحيلا، ورغم ذلك انتقلنا إلى الحراش مقر إقامته مع والدته الخياطة. حكيم ثمرة حب بين شريفة 48 سنة وعبد الرحمان 52 مع أخته الوحيدة إيمان 23 سنه كما قال لنا، و بعد إلحاح شديد منا تحدثنا إلى حكيم وسألناه اسمك “حكيم”، فأجاب نعم وبلهجة جريحة جدا قال “أو بالأحرى “حكيمة” كما يصر الجميع على مناداتي وهو الأمر الذي يشعرني وكأنني حقا طفلة في الوقت الذي أتمتع بصفات الرجل، ولا يمكنك أن تتصوري كيف يكون شعوري عندما أكون محل سخرية الجميع سواء كانوا من الجيران وحتى العائلة التي أتجنب دوما زيارتها عندما كنت صغيرا”. بدأت قصة حكيم عندما بلغ 5 سنوات، كان يعيش مع والدته التي تعمل خياطة “ولم يكن لها همّ آخر سوى ماكنة الخياطة التي كانت تجلس أمامها من الصباح إلى غاية ساعات متأخرة من الليل كونها مصدر رزقنا الوحيد”. ويضيف حكيم “والدي يعمل إطار في البلدية ولكن لطيشه عانينا الأمرّين لاسيما وأنه كان زير نساء والجميع يلقبه بذلك، وهو الأمر الذي كنت أخجل منه خصوصا عندما أتلقى إهانات في الخارج بسببه”.
توقف حكيم قليلا، وأجهش بالبكاء، حاولنا مواساته ولكن دون جدوى. وبعد مدة قصيرة استرجع أنفاسه وجمع كل قواه وعاود الحديث إلينا، قال “عندما كنت صغيرا أخجل بنفسي لكون الجميع يقول لي إنك تشبه طفلة. كنت أشعر بجرح عميق بداخلي ولكن في كل مرة أتوجه إلى أمي وأخبرها بالأمر كانت تسخر مني ثم تصرفني، طبعا كانت مشغولة بالخياطة وعلى هذا المنوال إلى أن وجدت نفسي حقا “حكيمة” نقطة شهوة الجنس الآخر وهنا أقصد الرجال الذين هم من جنسي وأصبحت أقلد الفتيات في كل شيء وأرغب أن أكون جميلا وأتمتع برشاقتهن رغم كل شيء إلا أني في قرارة نفسي كنت جد كئيب وأنا اليوم ألزم البيت ولا أغادره قط من أجل اجتناب نظرات الغير المليئة بالتهميش.