يتملص من مسؤولياته ولا يهتم لقلق أهلي
سيدتي، سعيدة أنا لأنني وجدت هذا الفضاء كمتنفس لي في محنتي هاته، فوالله ما أمر به قلب موازين حياتي وجعلني أهوى من جبل عال إلى سفح الأرض.
فبعد رحلة ألاف الأميال التي ظننت نفسها قد بلغتها وجدت نفسي اليوم أخسر كل شيء في غمضة عين على يد إنسان سلمته مفاتيح قلبي وآمنت به رفيقا للدرب.
إنسان أحسسته أهلا ليكون صهرا لأهلي الذين أظنهم سينهارون إن هم علموا بما أنا أمر به.
سيدتي، طرت باب منبر قلوب حائرة وقلبي مثقل بالهموم وأتمنى أن أجد لديك آذانا صاغية لما في خافقي. كما وأنني أريد أن أجد حلا يغنيني عن زخم التساؤلات التي أنا في غنى عنها.
سيدتي، أنا فتاة في العقد الثاني من عمري، كغيري من الفتيات إرتبطت عاطفيا بشاب أحببته وهمت به. حقيقة كان هذا الشاب في المستوى ولم يخذلني وتقدم لأهلي طالبا يدي.
ولأنه محترم وجاد، فقد قبل به والداي مسألة تزويجي على أن يتمّ العقد الشرعي بعد أن يجهز نفسه ليكون الزفاف مباشرة بعد ترتيب عش الزوجية.
سعدت بالأمر كأي فتاة حالمة تنتظر موعد زفافها، إلا أنني مؤخرا تفاجأت بتغير طباع الخطيب الذي بات كثير الشكوى والسجال على أتفه الأشياء.
ولعل أكثر ما تأثرت به أنني لما فاتحته عن موعد عقد القران الشرعي بيننا، وجدته يخبرني بـأنه علينا إعادة التفكير في مسألة إرتباطنا.
حيث أن التقارب الذي تلى تقدمه لخطبتي جعله يحسّ بأننا نوعا ما غير متوافقين. ماذا أفعل سيدتي، أيعقل أن تنهار أحلامي وتتلون بالسواد أيامي؟.
ماذا عساي أفعل حتى أنقذ نفسي وأهلي من إنكسار واي إنكسار؟.
أختكم ش.نجاة من الوسط الجزائري.
الرد:
بنيتي، من المؤسف ما يحدث معك، فعوض أنتك تحيين فرحة العمر وترتبين لزواجك ممن تحبين وجدت نفسك في نفق مظلم.
ولعل أكثر ما يثير الإنتباه والإستغراب أن كل شيء كان يسير على ما يرام. وأن الأمور تغيرت بعد أن علم أهلك بما بينك وبين الخطيب الذي لا أريد أن اسيئ به الظن. بقدر ما أنا أرى أنه يمرّ بضغط كبير جرّاء تفكيره وتخمينه في تأمين متطلبات عش الزوجية.
أظنك بينتي إستسلمت لمنطق الخطيب، حيث جعلت مما قاله لك الخطيب مشكلة كبيرة ولم تسعي لأن ترأبي الصدع الموجود بينكما.
ولم تذللي لغة الحوار بينكما بأن تشجعيه وتخبريه بأنك دائما تقفين إلى جانبه ومهما كان.
عديد المشاكل تحدث بين المخطوبين ما يجعلهم يحسون بأنهم أخطأوا الإختيار وبأنهم لا محالة سيفشلون.
لم تشركي أهلك فيما أنت عليه من هموم، ولم تقحمي أهل الخطيب في شيء مما تعانيه مع إبنهم. لذا من الضروري أن تخبريهم بما تمرين به حتى يتدخلوا في الوقت المناسب. وحتى يكون الخطيب مسؤولا أمام قراره بالإرتباط بك وأمام مسؤولياته تجاه عائلته وعائلتك.
لا تجعلي الأمور تخرج عن نطاقها، وتفاءلي ولا تخافي مما يحدث فعديد السحابات تغطي سماء العلاقات إلا أنها سرعان ما ستنجلي بإذن الله.
ردت:”ب.س”