وقوع المزيد من العنف في سوريا رغم مهلة الجامعة العربية
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
يعد مسؤولون عرب خططا لفرض عقوبات على سوريا يوم السبت بعد فشلها في السماح لمراقبين من الجامعة العربية بالإشراف على مبادرة تهدف لإنهاء الحملة الدموية على المحتجين المعارضين للرئيس بشار الأسد . وتجاهلت دمشق يوم الجمعة الموعد النهائي للتوقيع على اتفاقية تخطط بموجبها الجامعة العربية لإرسال مراقبين لسوريا التي تقول الأمم المتحدة أن 3500 شخص قتلوا فيها منذ اندلاع الانتفاضة في مارس .
ورغم تعهد سوريا في وقت سابق من نوفمبر تشرين الثاني بسحب الجيش من المناطق المدنية والسماح لدخول مراقبين فقد تواصل العنف. وتقول دمشق أن قوى إقليمية ساهمت في تأجيج العنف الذي تلقي باللائمة فيه على جماعات مسلحة تستهدف المدنيين وقواتها الأمنية، وقال نشطاء أن القوات السورية قتلت بالرصاص أربعة متظاهرين على الأقل في العاصمة دمشق كانوا يطالبون بتدخل خارجي لوقف الحملة على الاحتجاجات. وأضاف النشطاء أن اثنين آخرين من المدنيين قتلا بعد أن داهمت القوات منزليهما.
وقال الجيش السوري في بيان أن عشرة من أفراده بينهم ستة طيارين قتلوا في هجوم على قاعدة للقوات الجوية وان الحادث يبرهن على تورط جهات أجنبية في الثورة المستمرة منذ ثمانية أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد، وقال وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الخميس إنه إذا لم توافق سوريا على دخول المراقبين فإنهم سوف يدرسون فرض عقوبات على سوريا بينها تعليق الرحلات الجوية لسوريا ووضع قيود على التجارة ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد حسابات مصرفية للحكومة السورية.
وقال الوزراء أنهم قد يقررون أيضا وقف المعاملات التجارية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الإستراتيجية حتى لا يؤثر ذلك على الشعب السوري. ومن المقرر أن ينعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة العربية يوم السبت والذي يمكن أن يضم مسؤولين أو وزراء لإعداد توصيات يتم رفعها لاجتماع وزراء الخارجية المقرر في اليوم التالي.
ويترنح الاقتصاد السوري بالفعل بعد أشهر من الاضطرابات كما ساهمت في تفاقم الأمر عقوبات أمريكية وأوروبية على صادرات النفط والعديد من المشروعات الحكومية، وفي تركيا المجاورة قال وزير الخارجية احمد داود أوغلو أن بلاده قد تتخذ خطوات مع الجامعة العربية إذا لم ترد سوريا بشكل إيجابي على خطة الجامعة بإرسال مراقبين. وجاء التصعيد عقب اقتراح فرنسي بتوفير ممرات إنسانية يمكن من خلالها نقل أغذية وأدوية لتخفيف معاناة المدنيين.
وقد تربط الخطة الفرنسية مراكز مدنية سورية بالحدود التركية واللبنانية وساحل البحر المتوسط أو مطار وتوفير وصول الإمدادات الإنسانية أو الأدوية إلى المحتاجين إليها، وأكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن الاقتراح الفرنسي لا يصل إلى حد التدخل العسكري لكنه سلم بأن القوافل الإنسانية ستحتاج إلى حماية مسلحة.
ويقول دبلوماسيون أن قوى أجنبية تسعى لإقناع دمشق بقبول مثل هذا البرنامج، وقال مصدر دبلوماسي غربي حتى الآن لم يعلنوا رفضهم لذا فربما نتمكن من إقناعهم ما دمنا في البعد الإنساني يكون من الصعب على دول مثل سوريا رفض السماح بوصول المساعدات للمدنيين، وبدون الموافقة السورية تكون الوسيلة الوحدية لإنجاح فكرة الممرات الإنسانية هي دعمها بالقوة وبتأييد من الأمم المتحدة.
لكن روسيا والصين ودولا أخرى عبرت عن معارضتها لفرض عقوبات على سوريا وحذرت من أي تدخل عسكري خارجي مما يوفر قدرا من الإرتياح للأسد، وقال ألكسندر لوكاشيفتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في موسكو ليست القرارات أو العقوبات أو الضغوط هي المطلوبة في المرحلة الراهنة بل المطلوب هو حوار سوري داخلي، وقال لوكاشيفتش أن روسيا تدعم نداء الجامعة العربية لوقف العنف لكن جماعات المعارضة الراديكالية التي تحظى بدعم خارجي يلقى عليها اللوم أيضا وأضاف أن التدخل العسكري الخارجي غير مقبول على الإطلاق.
وبعد اجتماع في موسكو يوم الخميس حذر أيضا دبلوماسيون من روسيا والصين وثلاث دول أخرى من مجموعة بريكس للإقتصادات الصاعدة من التدخل الخارجي في سوريا بدون تأييد من الأمم المتحدة، وبجانب الاحتجاجات التي تخرج في أغلبها سلمية فإن مسلحين هاجموا أهدافا عسكرية في الأسابيع الأخيرة ويقول مسؤولون أن 1100 فرد من قوات الأمن قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة.
وقال متحدث باسم الجيش السوري في تصريح عبر التلفزيون الرسمي أن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أمس. وأضاف هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريبا نوعيا على قيادة الطائرات الحربية الحديثة هو تصعيد إرهابي خطير يكشف عن الوجه الحقيقي للمخطط الذي يستهدف بنية قواتنا المسلحة بمختلف أنواعها وصنوفها ويؤكد تورط جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة“
وتتفق الرواية مع ما تقوله الحكومة من أنها تواجه تمردا مسلحا من قبل مثيري متاعب بدعم من أعدائها وليست حركة سلمية مؤيدة للديمقراطية تستلهم ثورات الربيع العربي التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا هذا العام وربما تجبر الرئيس اليمني على الرحيل. وعرض التلفزيون الرسمي أيضا صورا لآلاف الأشخاص الذين تظاهروا في وسط دمشق تعبيرا عن رفضهم لقرار جامعة الدول العربية تجاه سوريا.