وقعت في شر أعمالي وصرت عانس 

 سيدتي  أتمنى أن لا أجد بعد ما سأقول في رسالتي هذه اللوم والعتاب، لأن ضميري يؤنبني على الدوام، ففي أيام الثانوية كنت أحب كثيرا المزاح، وكنت أنا أكثر واحدة من بين صديقاتي التي أزين الجلسات. لكن بالضحك على الغير والاستهزاء بهم وكنت أسخر كثير من أستاذاتنا آنذاك.

وقعت في شر أعمالي وصرت عانس 

كنت أعيرهن وأنعتهن بالعوانس، تحصلت على البكالوريا وانتقلت إلى الجامعة وبقيت على سيرتي، وكانت طالبة معنا تتحدث عن أهلها بحسن نية لكنني عيرت أخواتها أيضا لأنهن تأخر عليهن النصيب، تخرجت من الجامعة .

وقعت في شر أعمالي وصرت عانس 

وصرت أنا أيضا أنتظر النصيب. لكنه لم يأتي وأنا اليوم في الـ35 من عمري، فأيقنت أن الله ابتلاني مثلما سخرت منهن، وصرت أعاني من تأنيب الضمير وعذاب التفكير ليلا نهارا في الموضوع.

راضية من الوسط

 الــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

مرحبا بك حبيبتي، وصدقيني العتاب واللوم في غير وقتهما لا يجديان نفعا، لذلك تأكدي أنني أتفهم وضعك، فأنت تريدين تصحيح الماضي، وهذا الاعتراف رحمة من الله وبداية خير ان شاء الله، ودليل أيضا على أخلاقك الفاضلة وقلبك الطيب.

وقعت في شر أعمالي وصرت عانس 

أنت اليوم تشعرين بنوع من الحزن، وقرنت تأخر النصيب بتصرفات صبيانية صدرت منك وأنت مراهقة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه. هل أنت فقط من تأخر نصيبك؟ أكيد لا، فالكثيرات لم يتزوجن وهذا امتحان من الله تعالى.

ثم عليك الانتباه للنقاط الآتية:

1-  تيقني أن المال رزق، والأولاد رزق، والعلم رزق، وأيضا الزواج رزق، والله تعالى يرزق من عباده من يشاء، فعلينا الرضا بذلك وعدم الاعتراض، ولكن الله تعالى أعطانا طريقا واضحا لكيفية الوصول للرزق.

2- اختاري صديقاتك ورفيقاتك بعناية، اختاري من تهديك عيوبك، وتنهاك إن غرتك الحياة الدنيا، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وضح لنا أن المرء على دين خليله.

وقعت في شر أعمالي وصرت عانس 

3- غيري نظرتك للحياة، ولا تحددي معالمها فقط في الزواج، وتربطي سعادتك وسلامة قلبك برجل يتخذك عروسا له، فالحياة أكبر وأوسع من ذلك، هي وصال بالله تعالى عبادته واتباع الأعمال الصالحة.

4- تأكدي أن الله على كل شيء قدير، وحين يقول للشيء كن فيكون، فالكثيرات في سنك وأكبر منك حتى تأخر نصيبهن، لكن مرت سحابة أحزانهم وتفكيرهم، وهن اليوم معززات في بيوت أزواجهن.