وفاة مصاب بالملاريا بعد تشخيص حالته على أنه مريـض نفسيا في غردايـة

مجهولون حاولوا العبث بالملف الطبي للمصاب بعد وفاته وتغيير ملاحظات الأطباء

 كشف مدير الصحة والسكان بغرداية، عبد الباقي بوحفص، في تصريح خص به «النهار»، أنه أمر بفتح تحقيق حول وجود خطأ في تشخيص المدعو محمد عبد العزيز الذي توفي نتيجة إصابته بوباء الملاريا، وأردف أنه لا يمكن إعطاء أحكام مسبقة لنتيجة التحقيق الذي يقوم به محققون أطباء، وقال بأنه سيقوم بإجراءات عقابية في حال ثبت وجود هذا الخطأ الطبي في تشخيص حالة محمد عبد العزيز .و كانت «النهار» قد تمكنت من الحصول على صورة للملف الطبي للمرحوم محمد عبد العزيز الذي قضى نتيجة إصابته بوباء الملاريا، أين تظهر الصورة المأخوذة من واجهة الملف الطبي للمرحوم، كيف أن الطبيبة التي قامت بالكشف الطبي على الضحية والموجود ختمها على واجهة الملف، قامت بتشخيص حالة الضحية على أساس أنه مصاب بمرض نفسي بالرغم من تسجيل الارتفاع في درجة حرارة جسمه، ووصف أدوية طبية خاصة بارتفاع درجة الحرارة، ثم قامت بتحويله إلى طبيب نفساني، تلك العبارة التي امتدت إليها أيدي خفية وقامت بمحاولة محوها بواسطة قلم من الملف، بعدما تبين بعد ذلك أن المدعو محمد عبد العزيز مصاب بوباء الملاريا الذي لم تستطع الطبيبة تشخيص حالته أول مرة، وهو ما تسبب في تدهور حالته وإدخاله إلى العناية المركزة إلى أن لاقى حتفه. وكانت المصالح الصحية، قد حمّلت الضحية محمد عبد العزيز مسؤولية التأخر في القدوم إلى المستشفى مما تسبب في تدهور حالته، لكن كشفت مصادر من عائلة «النهار» أن محمد عبد العزيز كان يرتاد على العديد من الأطباء منهم الخاصين، ولم يكتشف أحد حالته إلى غاية يوم 31 أكتوبر بمستشفى ترشين إبراهيم بسيدي أعباز بعدما عاينته مختصة في الأمراض المعدية، وهي التي تطالب الجمعيات الطبية بتمكينها من مصلحة الوقاية نظرا لخبرتها الكبيرة. وقال أطباء أخصائيون حول الموضوع أن الخطأ الكبير تتحمله وزارة الصحة التي لم تقم بأية دورات تكوينية حول أعراض وباء الملاريا، خاصة لأطباء الاستعجالات الذين يعملون في الولايات التي سبق ظهور وباء الملاريا بها على غرار ولاية غرداية التي سبق وأن اكتشفت فيها قبل اليوم العديد من حالات وباء الملاريا.