إعــــلانات

وفاة الكاتبة الجزائرية اسيا جبار

وفاة الكاتبة الجزائرية اسيا جبار

لقيت الساحة الأدبية بكل حسرة نبأ وفاة الكاتبة الجزائرية البارزة آسيا جبار، “Assia Djabar ” ، وسيوارى جثمان الراحلة اسيا جبار التي توفيت بعد 8 أشهر من صراعها مع المرض، الاسبوع الجاري، في شرشال بتيبازة.

وتعتبر الكاتبة والروائية الجزائرية “فاطمة الزهرة امالايان” من مواليد آسيا جبار 30 جوان 1940 في شرشال غرب الجزائر العاصمة، حيث تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدة فالجزائر العاصمة شجعها والدها الذي تقول عنه بأنه «رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية». تابعت دراستها في فرنسا حيث شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر.

 وتناقش اسيا جبار في  معظم اعمالها المصاعب التي تواجه النساء ، حيث عرفت الكاتبة بحس الطابع الانثوي. وتعتبر “فاطمة الزهرة امالايان” من أشهر روائيات الجزائر ومن أشهر الروائيات في افريقيا الشمالية. و تم انتخابها في 26 جوان 2005 عضوة في أكاديمية اللغة الفرنسية “Académie française” وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية. حيث تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب والعالم العربي تصل لهذا المنصب. كان أول أعمال ” اسيا جبار” الروائية كانت بعنوان “العطش” سنة 1953 ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية “نافذة الصبر” (1957). بعد استقلال الجزائر توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة “المجاهد”، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي. وفي عام 1958 تزوجت الكاتب “أحمد ولد رويس” (وليد قرن) الذي ألف معها رواية “أحمر لون الفجر” وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس. 

لم تزر الجزائر سوى مرة واحدة خلال النزاع الدامي الذي شهدته التسعينات بين قوات الامن والجماعات الإسلامية المسلحة لتشييع جنازة والدها الذي كان مدرسا. وتزوجت آسيا جبار بعد أن طلقت في 1975، من جديد مع الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة. هاجرت إلى فرنسا عام 1980 حيث بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة، التي تجلى فيها فنها الروائي وفرضها كصوت من أبرز الكتاب الفرنكوفونيين. واختارت شخصيات رواياتها تلك من العالم النسائي فمزجت بين الذاكرة والتاريخ. من رواية «نساء الجزائر» إلى رواية “ظل السلطانة” ثم “الحب والفنتازيا” و”بعيداً عن المدينة”.

في الاكثر سنوات رعبا التي هزت الجزائر كتبت عن الموت أعمالاً روائية أخرى منها: “الجزائر البيضاء” و”وهران… لغة ميتة”. وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، كتبت رواية “ليالي ستراسبورغ”. وهي لم تكتب هذه الرواية هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها. كما كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955 م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا، وفي 16 يونيو 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية.

رابط دائم : https://nhar.tv/tay7l