والد مراح لـ''النهار'': ''سأقاضي الأمن الفرنسي في المحكمة الدولية إذا تطلّب الأمر''

محمد كان يستعد للإستقرار في الجزائر نهائيا قبل قتله ؟ ”اتصل بي أمن تيارت لإفادتهم بمعلومات حول ابني وتحويلها للأمن الفرنسي”
سيرفع والد محمد مراح المتهم في قضية الاعتداء على المدرسة اليهودية بفرنسا، دعوى قضائية رسمية ضد الأمن الفرنسي بسبب الطريقة البشعة التي قتِل بها ولده وليس ضد السلطات الفرنسية مثلما يروج له في الساحة الإعلامية لأنه ليس بدولة. وقال محمد بن علال مراح، أمس، في اتصال هاتفي بـ”النهار” إنه سيكلف مجموعة من المحامين بمقاضاة الأمن الفرنسي سواء كان ذلك هنا بالجزائر أو بفرنسا أو حتى بمحكمة العدل الدولية إذا تطلب الأمر: ”لا أعرف القانون لكنني سأكلف رجال القانون لاسترجاع حق ابني والحصول على الحقيقة..ابني قتِل بطريقة بشعة في دولة تتوفر على الوسائل الكفيلة بالقبض على المجرمين ومعاقبتهم”. وأضاف والد محمد أنه يجهل الحقيقة إلى حد الساعة في قضية الاعتداء على المدرسة اليهودية وأنه كان بإمكان الأمن الفرنسي أن يقبض على ابنه باستعمال الغاز قبل زجه في السجن ومحاكمته والحكم عليه بالمؤبد في حال التأكد من أنه هو المتهم الرئيسي في قضية الاعتداء على المدرسة اليهودية: ”أنا ضد قتل النفس التي حرم الله قتلها وضد فكرة قتل اليهود وقتل المسلمين.. والحقيقة ستظهر عاجلا أم آجلا”. وأشار والد مراح إلى أن أمن مقاطعة تيارت قد اتصل به بعد وفاة ابنه نزولا عند طلب الأمن الفرنسي من أجل معرفة المزيد من التفاصيل عن حياة محمد المتهم في قضية الاعتداء على المدرسة الفرنسية، مؤكدا في هذا الشأن أن ابنه كان مصليا ومتدينا وزاره وكان يطالبه بالرفق بالحيوانات (القطط) ”وزارني في تيارت عام 2010”، وفي 2011 تنقل محمد الوالد إلى تولوز لزيارة أبنائه وأبلغه ابنه محمد ”الضحية” بخبر استعداده الكامل للاستقرار في الجزائر بشكل نهائي، لكن شاءت الأقدار أن يرحل محمد في الغربة بعد قتله بطريقة بشعة. وفي رده عن سؤال تعلق بتاريخ طليقته والدة محمد المتواجدة حاليا بتولوز الفرنسية، أكد المتحدث جهله الكلي لذلك وقال: ”لست على اتصال بها وكل ما أعرفه هو أنها مستعدة لدخول التراب الوطني في القريب العاجل”. وكان لمحمد مراح نية في مراسلة بوتفليقة من أجل التدخل والترخيص لابنه ودفنه في التراب الوطني لأن التعجيل بدفنه في فرنسا جعله يتنازل عن هذا القرار.
الأستاذة مختاري محامية محمد مراح لـ”النهار”: ”هناك أدلة من موقع الحدث لا تحتمل الشك سنكشفها للعالم”
أكدت دفاع المتهم محمد مراح الأستاذة مختاري زهية، أنها تملك أدلة على تجاوزات ارتكبتها القوات الخاصة الفرنسية في مقتل الشاب محمد لا يوجد فيها أدنى شك، لأن قوات الأمن بإمكانها القبض عليه بدون اللجوء إلى اغتياله، سيتم الكشف عنها. وقالت الأستاذة المعتمدة لدى مجلس قضاء العاصمة في لقاء مع ”النهار”، إن رفع الدعوى القضائية جاءت بناء على التجاوزات التي كانت في العملية المقامة ضد اغتيال محمد مراح، وعلى هذا الأساس تأسست القضية ضد الأمن الخاص الفرنسي المتسبب في مقتل الابن. وأضافت الأستاذة، أن الوالد اتصل بها ولم يتراجع عن سحب الدعوى، لأنه كان مقتنعا بما قام به، وهناك تجاوزات قانونية، وأكدت المحامية، أنها قامت بالتكفل بالقضية من مبدأ قناعة، خصوصا وأنها كانت على يقين من فبركة العملية من قبل السلطات الفرنسية ومحاولة استغلالها سياسيا. كما ذكرت المحامية، أن رفع الدعوى ليس ضد السلطات السياسية الفرنسية وإنما ضد قوات الأمن الخاصة المسؤولة على عملية اغتيال الشاب مراح، وهناك تجاوزات قانونية اعترف بها القانونيون منها قاضي فرنسية، وهناك معلومات سيحتفظ بها إلى الوقت المناسب. بالنسبة إلى رد فعل السلطات الفرنسية منذ تصريحات مراح بن علال الوالد، قالت المحامية إن السلطات الفرنسية بدأت التحامل على القضية، وكأن والد مراح يطالب بشيء غير مشروع، في حين أن له حق التقاضي الذي يكفله الدستور في أي مكان وزمان والوالد لا يطالب بشيء مستحيل بل يريد المقاضاة. وبخصوص طلب الجزائر فتح تحقيق في القضية قبل نقل مراح إلى الجزائر، فأوضحت، عدم وجود معلومات حول طلب الجزائر للتحقيق في القضية ولا يمكن التكلم عنها لأن المعلومات ليست أكيدة.