إعــــلانات

واقعي‮ ‬مع ملاك طاهر‮… ‬وفكري‮ ‬يعيش ماض ترك القلب شاغر

واقعي‮ ‬مع ملاك طاهر‮… ‬وفكري‮ ‬يعيش ماض ترك القلب شاغر

‮السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،‮ ‬سيدتي‮ ‬نور،‮ ‬لا أدري‮ ‬من أين أبدأ الكلام ولا كيف أطرح انشغالي‮ ‬لأنني‮ ‬في‮ ‬غاية الخجل من نفسي،‮ ‬فأنا ناكر للجميل وجميل من؟ جميل زوجتي،‮ ‬ذاك الملاك الطاهر‮.‬صدقيني‮ ‬سيدتي‮ ‬إنها حقاً‮ ‬ملاكاً‮ ‬طاهراً،‮ ‬فهمها الوحيد هو إرضائي،‮ ‬وجعلي‮ ‬أسعد الناس،‮ ‬وهذا حالنا منذ خمس سنوات من الزواج،‮ ‬بالرغم من أن هذا الزواج تمَّ‮ ‬عن طريق الأقارب،‮ ‬لكن الحمد لله لأنه رزقني‮ ‬إنسانة‮ ‬غاية في‮ ‬الأخلاق والطيبة والحس المرهف،‮ ‬وأنا بدوري‮ ‬أكن لها كل مشاعر التقدير والاحترام،‮ ‬وأبذل كل ما في‮ ‬وسعي‮ ‬فقط لإرضائها،‮ ‬لكنني‮ ‬وللأسف لازلت أحتفظ من الماضي‮ ‬بحبي‮ ‬الأول،‮ ‬وصورة حبيبتي‮ ‬السابقة التي‮ ‬جمعتني‮ ‬بها قصة حب كبيرة جداً،‮ ‬لكن عناد والدها وإصراره على تزويجها من ابن عمها حال دون عقد قراننا،‮ ‬هذه الذكرى الجميلة تأبى أن تفارقني،‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تقف أحياناً‮ ‬بيني‮ ‬وبين زوجتي‮ ‬وسعادتي‮ ‬معها‮.‬المسكينة أحيانا تشعر بأن هناك أمراً‮ ‬ما،‮ ‬لكنها أبداً‮ ‬لم تكلمن ولم تفتح معي‮ ‬الموضوع ولو بتساؤل بسيط،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يشعرني‮ ‬بتأنيب الضمير من تصرفاتي‮ ‬معها،‮ ‬فأنا لا أستحق قلبها الطاهر،‮ ‬الذي‮ ‬يملؤه الود وحب الخير وطاعة الله‮.‬سيدتي‮ ‬نور،‮ ‬لم أكتب لك فقط لأرتاح،‮ ‬أو بحثاً‮ ‬على سعادتي‮ ‬أنا،‮ ‬فأكثر ما‮ ‬يهمني‮ ‬هو كيف‮ ‬يمكنني‮ ‬أن أسعد زوجتي‮ ‬وأجعلها تثق بي؟ أرجو أن تكوني‮ ‬دليلي‮ ‬لتخطي‮ ‬ما‮ ‬يؤرقني‮ ‬وما حرم النوم من عيناي‮.‬
السيد‮ “‬ج‮” ‬من سكيكدة‮ ‬

الرد‮:
سيدي‮ ‬الفاضل،‮ ‬سأستهل كلامي‮ ‬بحكمة تقول‮ “‬لا تفكر في‮ ‬المفقود كي‮ ‬لا تخسر الموجود‮”‬،‮ ‬أنا أحترم صراحتك أخي‮ ‬وأقدر فيك اعترافك بتقصيرك في‮ ‬حق زوجتك‮.‬أخي‮ ‬الكريم ما ذنب هذه المرأة التي‮ ‬أطلقت عليها اسم‮ “‬الملاك الطاهر‮” ‬أن تدفع فاتورة فراقك عن حبك الأول،‮ ‬وأن تحملها مسؤولية عناد وتجبر والد الحبيبة القديمة،‮ ‬وما ذنبك أنت أن تفرط في‮ ‬حاضرك،‮ ‬وتهدر وقتك في‮ ‬التفكير في‮ ‬ماضٍ‮ ‬لن تستطيع تصليحه أبداً،‮ ‬هل فكرت في‮ ‬شعور زوجتك خاصة أنك قلت أنها أحياناً‮ ‬تشعر ببعدك عنها،‮ ‬فقط لا تصرح عما‮ ‬يتأجج في‮ ‬صدرها،‮ ‬إن حب زوجتك وذكائها كنز لا تراه فالماضي‮ ‬قد أعمى بصيرتك،‮ ‬ولا أظنك تفكر في‮ ‬العواقب،‮ ‬صدقني‮ ‬سيدي‮ ‬إن محرك القلوب‮ ‬يحتاج دائماً‮ ‬إلى وقود من حنان وعطف ومبادلة في‮ ‬الأحاسيس حتى‮ ‬يسير المركب في‮ ‬أمان،‮ ‬هل فكرت‮ ‬يوم‮ ‬ينفذ فيه حب زوجتك‮..‬؟‮ ‬يومها اللوم والعتاب سيعود بالسلب عليك وحدك سيدي‮ ‬لأنك أنت من تسبب فيه‮.‬أنصحك سيدي‮ ‬أن تتخلص فوراً‮ ‬من صورة تلك المرأة،‮ ‬وتتخلص من كل ذكرى قديمة،‮ ‬حتى لا تجد ما‮ ‬يذكرك بالماضي‮ ‬وتبقى تتحسر عليه وتتمنى لو أنها لم ترحل ومازالت معك،‮ ‬وهذا هو سبب بعدك عن زوجتك،‮ ‬احمد الله على أنه عوّضك بامرأة في‮ ‬غاية الرقة والحنان،‮ ‬وحاول أن تغدق عليها بمشاعرك وأن تحبها،‮ ‬بدل الهروب من واقعك والركوض وراء تخيلات فقط،‮ ‬شاركها في‮ ‬حبها لك وعطائها الدائم،‮ ‬ولا تبخل عليها بكلماتك الرقيقة وسترى كيف ستغمرك السعادة‮.‬أكثر من الطاعات والدعاء فهو وسيلة وملجأ لكل حيران للتزود بالعزيمة والصبر،‮ ‬واعلم أنك مدان لزوجتك بأن تعوضها كل لحظة ابتعدت فيها عنها وفكرت في‮ ‬غيرها‮. ‬وفي‮ ‬الأخير،‮ ‬أخي‮ ‬الفاضل عليك تدارك واقعك قبل أن تخسره مثلما خسرت ماضيك‮.‬
ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/Hvb25