واشنطن تدرس النتائج المحتملة لنشر صور اسامة بن لادن ميتا
تدرس الولايات المتحدة النتائج التي قد تنجم عن نشر صورة جثة اسامة بن لادن وتتردد بين رغبتها في اثبات موت زعيم تنظيم القاعدة وضرورة ان تأخذ في الاعتبار الصدمة التي قد تسببها اللقطات “الفظيعة” باعتراف واشنطن نفسها.
وبعد يومين من قتل بن لادن من قبل وحدة خاصة اميركية بالرصاص في باكستان، قال البيت الابيض انه لم يقرر بعد نشر او عدم نشر صور الجثة التي التقطت خلال العملية.وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني “ساكون صريحا. نشر صور اسامة بن لادن مسألة حساسة. ندرس مدى ضرورة ذلك”.
واضاف ان المسألة تتعلق بمعرفة ما اذا كان نشر الصور “يخدم مصالحنا او يضر بها، ليس فقط هنا (داخل الولايات المتحدة) بل في العالم اجمع”، ملمحا الى ان ذلك قد يعتبر انتهاكا لحرمة الميت. وردا على سؤال عن طبيعة هذه الصورة، قال “يمكننا ان نقول انها صورة فظيعة”، رافضا في الوقت نفسه ان يكشف ما اذا كان قد شاهدها.
والمح كارني الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما هو صاحب الكلمة الاخيرة في هذه المسألة. وردا على سؤال عن هذه النقطة بالتحديد، قال ان “الرئيس يشارك بشكل وثيق في كل جوانب هذه العملية”. واكد انه ليس هناك “جدل حاد” في البيت الابيض في هذا الشأن “بل مجرد نقاش حول ما يجب ان نقوم به”.
وطالب اعضاء في الكونغرس منذ الاثنين بنشر صور جثة بن لادن التي القيت في البحر بعد التحقق من هويته بفحوص الحمض النووي الريبي (دي ان ايه).
ويأمل النواب في ان يبرهنوا للرأي العام العالمي ان مطاردة الرجل المطلوب الاول في العالم انتهت بينما يؤكد الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة ان الولايات المتحد ركبت هذه القصة من الفها الى يائها.
ولاسكات التكهنات، نشرت واشنطن صور جثتي عدي وقصي ابني الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعيد هجوم القوات الاميركية على مخبئهما في الموصل شمال العراق في تموز/يوليو 2003. وكان رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ كارل ليفين رأى انه من الضروري نشر الصور في نهاية المطاف. وقال “اعتقد انه في وقت ما ستنشر صور جثمانه. لا اعلم متى، لكن اعتقد انها ستنشر ويجب ان تنشر”. الا انه اوضح ان نشر الصور “يجب ان يؤجل حتى تهدأ ردود الفعل”، ملمحا بذلك الى احتمال وقوع اعمال انتقامية ضد الاميركيين.
اما زميله المستقل جو ليبرمان الذي يرئس لجنة الامن الداخلي فقال انه “قد يكون من الضروري نشر الصور — مع انها مروعة (…) لاستبعاد اي فكرة توحي بان الامر خدعة من الادارة الاميركية”. من جهته، قال كبير مستشاري اوباما لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان الاثنين “سنفعل ما بوسعنا حتى لا يحاول احد انكار اننا وصلنا الى اسامة بن لادن”.
ورأى رئيس الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد انه يجد شخصيا ان نشر الصور “مريع”. وقال “لن الح في طلب نشر الصورة، لكنه قرار يجب ان يتخذه الرئيس”.