هيـــــا يــا رجــــال… اقتــــحـــموا الأدغـــــــال
بادئ ذي
بدء أود تذكير من لهم ذاكرة العصافير بلقطة إعلامية لافتة كان بطلها الكابتن “شوبير” الذي أكن له شخصيا الاحترام والتقدير كحارس أسطوري لنادي الأهلي والمنتخب المصري وكذلك كمعلق كبير وبعدها كمعد جدير لحصص جادة وهادفة من حيث المادة والتحضير في الفضائيات المصرية، وأن يعمقوا النظر والتدبير في سر تنقل الكابتن إلى مطار القاهرة واستقبال منتخب بلاده عائدا من أرض المليون ونصف المليون شهيد وطرح عليهم سؤالا بريئا ووحيدا مفاده: هل تعرض الوفد لسوء في الجزائر؟ وكان رد الجميع:لا ما عدا الخسارة فوق الميدان، فإننا كنا في بلاد الحضارة والأمان وتركنا منتخبا قمة في “الشطارة” والإتقان وهو الآن يبحث على الصدارة للاطمئنان تحت قيادة مدرب محنك بجدارة اسمه سعدان…
ليس سهلا أن يقف صحفيو ومحللو أحفاد “المشير عامر“، وهم يرون بأم أعينهم كيف عبث أحفاد “الأمير عبد القادر” بلاعبين أغلبيتهم على مشارف نهاية مسيرتهم الرياضية التي كانت حافلة بألقاب ومشاركات في أكبر الدورات نالوا بها أمجاد وهذا من باب الاعتراف دون أحقاد، وبالرجوع إلى سالف عهد أجداد “الأفناك” لما خُير، من كانوا في الجبال يكافحون المستدمر الفرنسي الغاشم وفي نفس الوقت من كانوا يدحرجون الكرة بملاعب فرنسا في أحسن حال وقيمتهم في أعلى مزاد، بين التجسس والتجنس لفائدة “قامير” وأتباعها الأوغاد وبكل رباطة جأش اختاروا الكفاح بشتى الطرق والوسائل والاستشهاد على أن يخونوا البلاد والعباد، فنالوا المراد وكان لهم مع التاريخ ميعاد… !!
المهم أن منتخبنا الأول مصيره بين يديه عشية اليوم في زامبيا وبالتحديد في مدينة “تشيليلابومباي” في ملعبه “كونكولا” الموصوف بملعب الموت، وما قيمة المرء أن يقبل العيش في أهون البيوت، بيت العنكبوت، وليعلم الجميع أن الحالة النفسية التي توجد عليها عناصرنا توحي بما لا يدع مجالا للشك أنهم سيفعلونها مرتدين قميص الواثق من إمكاناته بعد مراسلة رئيس الدولة للاعبين إثر ملحمة السابع جوان لما شرف لاعبوه أنصارهم في ميدان “الوريدة” وبها رفرف علمنا عاليا في سماء كل أرجاء الحبيبة… وحين فهمت عناصرنا البرقية من أعلى هرم في الجمهورية وفكوا رموزها ومعانيها ووصلوا إلى قناعة أنه في حياة الرجال والأمم توجد فترات حاسمة للانتقال من الأسفل إلى قمة القمم، خاصة إذا كانت ميزتها الاعتدال وعرفوا كيف يُسيرون الانفعال حتى يتسنى لهم الخروج بسلام من الأدغال ورجوعهم إلى الوطن كالأبطال وحالتهم وحالتنا ” عال العال“…
salimoussaci@yahoo.fr