هل أفسخ خطبتي وأستعيد حريتي؟
هل أفسخ خطبتي وأستعيد حريتي؟
سيدتي الفاضلة، إسمحيلي أن أعبر لك عن كبير إمتناني لخدماتك التي تقدمينها عبر هذا الركن الذي وجدت فيه راحتي. لدرجة أنني أستأمنك اليوم على مشكلتي. التي بت لأجلها مرهقة متعبة، كيف لا والأمر يتعلق بمصيري كأنثى حالمة أراد بناء حياتها مع إنسان إختارته وتوسمت فيه خيرا.
هل أفسخ خطبتي وأستعيد حريتي؟
حقيقة من قبلت به خطيبا لا يعدو أن يكون من مستواي، حيث أنني ذات مستوى جامعي كما أنني سليلة اسرة ميسورة وذات نفوذ، وأنا أعمل منذ سنوات وقد أمنت لنفسي حياة كريمة من الناحية المادية، ولم أكن سيدتي لأقبل بهذا الشخص لولا تجاربي التي فشلت مع شباب من نفس مستواي التعليمي والذين لم يكونوا يرغبون سوى في تحطيم كيان بنيته منذ أزيد من عقدين من الزمن.
خطيبي سيدتي وجدته يلح علي في أن نسارع لترسيم علاقتنا التي كانت مجرد خطوبة لعقد شرعي، وقد إعترضتنا عديد العقبات لإتمام ما كان يريده من مرض والده تارة، لسفر أخي وبعض العوائق العارضة. وخلال هذه الفترة بالبذات وجدت عيوب خطيبي تلوح في الأفق، فهو وعلى حسب بعض التصرفات لم يكن يبحث في عن الإنسانة التقية الصادقة، بقدر ما كان يريد أن يظفر بمن تكون له تذكرة عبور إلى ضفة أحلامه،
حيث بات يلح علي في أن أعيره سيارتي وبات يطلب مني بعض المال لتأمين أمور تخص زواجنا من مصاريف، إنتهاءا بطلبه مني أن نسكن في طابق بناه أبي لأحد إخوتي ليساعده في مسألة الزواج. علما سيدتي أنني وأهلي وخاصة والدي لم نضيق الخناق عليه بالطلبات.
هل أفسخ خطبتي وأستعيد حريتي؟
أمور أراها مستحيلة بالنظر إلى عاداتنا وتقاليدنا، وكذلك إلى قناعات والدي الذي يرفض أن يقيم أصهاره بيننا، فوجدت الخطيب يساومني في تركي إن لم أستجب لما يراه هو مناسبا له حتى يرتبط بي، وكأني بي صفقة لا تفوت لإنسان بدى لي متسلقا متملقا. لا يرى بأن الزواج رسالة سامية وميثاق غليظ.
أنا في حيرة من أمري سيدتي، حيث أنني أريد أن افك ما بيني وبين هذا الشاب وأستعيد حريتي قبل أن تداس كرامتي، فهل ما أراه هو عين الصواب؟
م.نوال من الشرق الجزائري.
الرد:
بنيتي، هوني عليك ولا تقلقي فلا تحل الأمور بالقلق أو التعصب ولا العلاقات تبنى على سياسة ليّ الذراع مهما كان. إستشفيت كل الخير بقبولك لهذا الشاب عريسا لك في زمن باتت الرجولة فيه. شعارا بعيد كل البعد عما هو منوط للرجل أن يكون عليه. و من منطلق. أنه إنتهج معك لغة المساومة التي تعتبر لغة دنيئة لا يقدم عليها من يعي ما له. وما عليه من مسؤوليات.
ومن باب أنه لا يمكنك الإستمرار على هذا الوضع، فمن الأجدر بك إفهام الخطيب بأن ما يطلبه منك من المحال. نظرا لأنك تحيين تحت لواء أسرة لها من الأصول والتقاليد ما لا يمكن خرقه، فإن إستجاب فبها، وإن وجدته يستزيد في مطالبتك بما هو ليس معقولا، فما عليك إلا أن تحمدي الله على أن ما بينك وبينه لا يعدو أن يكون مجرد خطوبة تفسخينها وأنت على برّ الأمان، وهذا أفضل بكثير من أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
هل أفسخ خطبتي وأستعيد حريتي؟
وحتى لا تمس كرامتك أو يداس لك على طرف، فالأفضل أن تحتكمي إلى أهل هذا الخطيب وتبيني لهم ما لم يرق لك في إبنهم من طلبات تعجيزية جعلتك تلحّين على الفراق، ولست أظنّ انه سيلقون باللوم عليك أبدا، فأن يتنصل الشاب من مسؤولياته تجاه من يقصد والديها خاطبا لهو العيب والعار، وما من إمرأة ساعدت زوجها برضاها وبقبول منها لحضيت من الله بأحسن جزاء.
عليك أن تكون كيسة. وأن لا تحسي بالإنكسار أو المهانة أمام هذا الشاب. الذي وللأسف حسب نفسه سيحظى بك من خلال ترويعه وتخويفه لك، هذا الفعل الذي لا يلتقي مع الرجولة في شيء ولا يعني من المسؤولية قدر أنملة. تأكّدي بنيتي أن الله سيسوق لك زوجا صالحا يستحقك ويستحق كيانك .
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.