هل أبقى في خانة الإنتظار حتى تبتسم لي الأقدار؟
هل أبقى في خانة الإنتظار حتى تبتسم لي الأقدار؟
سيدتي، أحييك وأشكرك على هذا المنبر الذي خصصته لإحتضان كل قلب مكلوم، وها أنا اليوم أمنحك الضوء الأخضر حتى تكوني لما يقلقني منيرة. أنا فتاة في بداية الثلاثينات من عمري، خريجة الجامعة والحمد لله موظفة مستقرة أحيا بين أهلي معززة مكرمة. كأي فتاة أحلم بأن يكون لي من يشدّ أزري ويسندني، زوج صالح أستقر في كنفه وأعينه بقدر ما يعينني على نوائب الدهر.
تعرفت عن طريق صديقتي على أخيها، شاب في منتهى الأخلاق والوقار، أخلاقه طيبة وروحه جميلة، وقد أخبرني منذ بداية علاقتنا أنه لا يريدني سوى حليلة له، يمنحني إسمه وأكون له قرة عين، سررت للأمر ورحت أبني أحلامي كأي فتاة تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ترتدي فيه ثوب الزفاف الأبيض، إلا أن صبري بدأ بالنفاذ بعد إنقضاء سنة من علاقتي بالشاب الذي لم يقدم على أي خطوة بشأن علاقتنا، وهذا ما جعل اليأس يتسلّل نوعا ما لقلبي. وبصفتي فتاة خجولة وذات كبرياء، لم أشأ قطّ أن أفاتح من أتوسّمه زوجا في الموضوع، لكنني لمحت لأخته التي لم ترد عليّ بما من شأنه أن يريحني.
هل أبقى في خانة الإنتظار حتى تبتسم لي الأقدار؟
أنا بين نارين سيدتي، حيث أن هناك من الأفكار ما يقلقني من أن ذات الشاب غيّر رأيه ولم يعد يرى في فتاة أحلامه، ومن أنّ والداه يرفضاني لسبب ما، أو من أنه يجدر بي الصبر والحلم حتى لا أخسر أحلامي الجميلة. فبأي شيء تنصحيني؟.
ر.ياسمين من الشرق الجزائري.
الرد:
هوّني عليك بنيّتي ولا تحملي قلبك ما لا طاقة لك به، في البدء دعيني أذكّرك من أننا في مجتمع تحكمه الأعراف والتقاليد التي تملي على أن الرجل هو من يبادر لبيت الفتاة خاطبا لها وليس العكس، كما أنه أي أنثى على وجه الأرض لا يمكنها الإنتقاص من كرامتها لتطلب ممن تتوسم الإرتباط به الزواج منها. لكن وفي المقابل، لا تنسي أنك لم تبني أسس هذه العلاقة مع هذا الشاب على أنها من طرف واحد، حيث أنه هو من كان المبادر لنسج خيوطها وتسطير أهدافها، لذا ومادام عمر هذه العلاقة تجاوز السنة، فبإستطاعتنا أن نحكم عليها أي العلاقة أنها ناضجة ومن أنه بات لزّاما على هذا الإنسان أن يقدم على ترسيمها وتبيان هدفها. وعليه.
هل أبقى في خانة الإنتظار ؟
أنصحك بضرورة إتخاذ الأسباب والحديث المباشر مع صاحب الشأن الذي وحده سيقرر إن كان لما بدأه مكملا أم لا. فإن كان الزواج من نصيبك معه فهذا ما نتمناه، أما إذا كانت هناك ظروف تحول دون ذلك، فالأفضل أن لا تبقي معلقة بوعود كاذبة وهمية تجعل أجمل سنوات عمرك تمضي وأنت لا تتقدمين فيها. فما خطبك إن كان هناك من يريدك على سنة الله ورسوله؟ وكيف ستتصرفين إن طال الإنتظار من دون اي جديد يذكر؟
لا نحيا حياتنا سوى مرة في العمر، ومتى مضت أيامنا كرمى لمن لا يستحق ، فإن الندم الذي يعترينا بعدها لا يمكن وصفه. أتفهّم مشاعرك وأعي موقفك، لكن صدقيني ما من حلّ سوى المواجهة والتسلّح بالصبر لأي طارئ كان.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.