هكذا قام عون شرطة باختلاس الملايير من مصلحة النشاطات الاجتماعية بأمن ولاية الجزائر

يكشف ملف قضائي مطروح على محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، عن عمليات اختلاس رهيبة طالت أموال عمومية. قدرت بعشرات الملايين من المصلحة الولائية للصحة والنشاطات الاجتماعية والأنشطة الرياضية بأمن ولاية الجزائر. كان بطلها عون شرطة المتهم الموقوف المدعو ” ع.ح” الذي تم تنصيبه بالمصلحة المذكورة. كمكلف بتسيير مكتب المالية والمحاسبة بذات المصلحة.
ليتمكن المتهم من تحويل مبالغ مالية معتبرة من الحسابات البريدية الثلاثة للمصلحة المذكورة المتمثلة في حساب الخدمات الاجتماعية. و حساب نادي الشرطة، وحساب الإتفاقيات، صبت في حسابه البريدي الشخصي وحساب صديقه “ز.س”. وحساب المدعو “ط. ع”، وحسابات اثنين للمدعو ” ك. عبد القادر “. وهذا خلال الفترة الممتدة من من 2019 الى 2021.
كما استغل المتهم حالة التسيب والإهمال، متبعا طريقة احتيالية. حيث كان يقوم بإنجاز الملفات المحاسباتية لتسديد مستحقات أي مموّن. باستعمال نسخة من سند الطلبية والفاتورة من الشيك الموقّع بإسم الممون بقيمة المستحقات الحقيقة غير أن تلك الملفات لم تكن تحتوي على وصل تسليم الشيك للممون. بعد ذلك يقوم بتزوير الفاتورة وتضخيم قيمتها وتزوير قيمة الشيك والمستفيد منه بغرض الإختلاس.
كما بينت عملية التدقيق المالي عدم وجود ملفات محاسبية خلال الفترة الممتدة من سنة 2019 إلى سنة 2021. حيث تم تسجيل عدم وجود 04 ملفات سنة 2019 بقيمة مالية اجمالية 3.702.596,38 دج. وعدم وجود 17 ملف سنة 2020 بقيمة مالية إجمالية: 25.258.446,80 دج، وعدم وجود 07 ملفات سنة 2021، بقيمة مالية إجمالية 14.177.480,10 دج،
حيث أجّلت المحكمة محاكمة المتهمين اليوم كل من المتهم الموقوف ” ع.م. حمزة” والمتهمين ” ا.مصعب”، ” ز.سفيان”،”ط.عبد الرحمان “، ” غ.ايوب”،” ك.عبد القادر”. لمتابعتهم بتهم تتعلق بجناية تكوين جمعية أشرار للاعداد لجنايات تبييض الأموال جناية التزوير في محررات عمومية ورسمية. وذلك بإحداث تغيير في المحررات والخطوط والتوقيعات. جناية انتحال شخصية الغير، وجناية اختلاس أموال عمومية وجنحة إساءة استغلال الوظيفة.
حيث تأسس كل من المديرية العامة للأمن الوطني والوكيل القضائي للخزينة العمومية طرفا مدنيا في القضية نظرا للأضرار اللاحقة.
” عملية تدقيق مالي تفجر القضية”
وحسب مصادر مطلعة بملف الحال، تتلخص وقائع القضية في أنه بتاريخ 29-03-2022، على إثر عملية التفتيش والتدقيق المالي. التي باشرها عناصر المفتشية العامة للصحة والانشطة الاجتماعية الرياضية، تم الكشف عن قيام عون الشرطة “عبد المالك.ح” المكلف بتسيير مكتب المالية والمحاسبة بذات المصلحة بعدة تجاوزات. مكنته من تحويل مبالغ مالية معتبرة من الحسابات البريدية الثلاثة للمصلحة المذكورة. والمتمثلة في حساب الخدمات الاجتماعية، و حساب نادي الشرطة، وحساب الإتفاقيات. صبت في حسابه البريدي الشخصي وحساب صديقه “ز.سفيان” وحساب المدعو “ط. عبد الرحمان”، وحسابات اثنين للمدعو ” ك. عبد القادر “.
بناءً على ذلك باشر عناصر الضبطية القضائية بالفرقة المركزية لمكافحة الجرائم الإقتصادية والمالية. التحريات الأولية أن عون الشرطة المتهم ” عبد المالك.ح” تم تنصيبه بالمصلحة المذكورة خلال سنة 2012. حيث منحت له كامل الصلاحيات والقيام بكل الإجراءات المحاسباتية مع مختلف المصالح بما فيهم الممونين. فاستغل الفرصة وقام بتزوير الملفات المحاسباتية والسجلات المحاسبايتة، وتضخيم الفواتير، ليختلس اموال طائلة من الحسابات البريدية الثلاثة للمصلحة.
وتم التوصل من خلال التدقيق المالي، تسجيل عدة نقائص وإختلالات تتعلق بالجانب التنظيمي. كعدم حيازة المتهم صفة أمين صندوق الطوارئ، إنعدام سجل الفواتير بالنسبة لصندوق الخدمات الاجتماعية. انعدام سجل الإيرادات والنفقات اليومية للنادي، إنعدام سجلي المبيعات والتسبيقات للنادي لسنوات 2019-2020 و 2021. بالإضافة كذلك إلى إنعدام المراقبة الاحتفاظ بالملفات المحاسبتية المنجزة (المسددة) بمكتب المالية والمحاسبة، انعدام إمضاء أو ختم الممون في بعض الفواتير.
ومنه استغل المتهم لاختلاس الأموال خلال الفترة الممتدة بين 2019 و 2021 إلى حسابه البريدي الشخصي وحساب صديقه ” ز.سفيان”. حيث استفاد الأخير من مبلغ مالي قدره 116.373.496,36 دج، كما أنه قام بتحويل مبلغ، 10.498.590 دج الى حسابه البريدي الشخصي. وتم فوترة ذلك على أنها نفقات التكفل بالتشكيل الأمني.
وفي إطار التحقيق، أكد صديقا المتهم كل من كذا الحساب البريدي لصديقه أن المتهم كان يتبع طريقة احتيالية. فكان يقوم بإنجاز الملفات المحاسباتية لتسديد مستحقات أي مموّن. باستعمال نسخة من سند الطلبية والفاتورة من الشيك الموقّع بإسم الممون بقيمة المستحقات الحقيقة. غير أن تلك الملفات لم تكن تحتوي على وصل تسليم الشيك للممون. بعد ذلك يقوم بتزوير الفاتورة وتضخيم قيمتها وتزوير قيمة الشيك والمستفيد منه بغرض اختلاس تلك الأموال.
وفي إطار التحقيق قام عناصر الضبطية القضائية بإسترجاع أصل الصكوك البريدية المستعملة في عمليات الاختلاس من الحسابات الثلاثة قدر عددها 237 إلى حسابات المتهم وأصدقائه ” ز. سفيان” و”ك. عبد القادر ” وط. عبد الرحمان” ، وتبين منها أنه تم تحويل مبلغ 6.485.000 دج، الى الحساب البريدي للمتهم ” ع.حمزة” من 2012 الى 2017، كما تحويل مبلغ 9.040.000 دج إلى نفس الحساب خلال 2017 الى 2022، بالإضافة الى تحويل ما يقارب 900 مليون سنتيم.
وبشأن مصير الأموال المختلسة فقد بينت التحريات، حيازة كل من المتهمين ” ع.حمزة” و”ز.سفيان” عدة سيارات. فقد تم تسجيل 11 سيارة بإسم “حمزة” و تسجيل 13 سيارة بإسم ” سفيان” وتسجيل سيارتين بإسم يق ” سفيان” المسماة “س. مريم” .
كما سمحت عملية تفتيش منزل المتهم ” ع. م حمزة ” عن حجز قلم حبر قابل للإزالة أزرق، أجهزة فلاش ديسك ذاكرة إلكترونية، مفتاح سيارة نوع بيجو 3008، و 08 ساعات يدوية مختلفة العلامات.
ولدى التحقيق مع المتهم الرئيسيي “ع. حمزة “وإستجوابه، صرّح أنه التحق بسلك الأمن الوطني سنة 2010. كان يشغل منصبين في أن واحد، الأول يتعلق بمتابعة الملفات المحاسبية (comptable) والثاني كأمين الصندوق (régisseur)، وقد سمح له الجمع بين الصفتين من تفادي عمليات الرقابة. والقيام بعمليات الإختلاس للمبالغ المالية من حسابات المصلحة منذ سنة 2014 دون كشف أمره، فكان في البداية يقوم بتضخيم وصولات الشراء، وبعد ذلك أصبح يقوم بتزوير الملفات المحاسابنية فكان يقوم بتحرير صك بريدي بنفس مبلغ الملف المنجز، لكن باستعمال سيالة ذات حبر قابل للمحو، وبعد إمضاء رئيس المصلحة أو رئيس المكتب على الصك البريدي يقوم بنسخ الملف المحاسبي بمحو قيمة المبلغ واسم المستفيد ثم يقوم بتضخيم القيمة المالية ،كما يحلو له بتغيير بيانات المستفيد بتدوين اسم والحساب الجاري الشخصي لصديقه “ز. سفيان” الذي يقوم بدوره باستخراج المبالغ المالية من حسابه البريدي وتسليمها له، ثم يقوم بمخالصة الممونين “ك. عبد القادر”،” ك. صالح” ، “ل.محمد أمين” مسير شركة INFOSTORE، و” كريم ح”، ” ع. بلقاسم” ،” أيوب .غ”، في مستحقاتهم نقدا، وذلك بعد أن اتفق مسبقا معهم ويأخذ المبالغ الزائدة عن ذلك.
ثم أصبح في مرحلة لاحقة يوم باستحداث ملفات محاسباتية وهمية بإستعمال أختام بأسماء ممونين وكان يصب المبالغ المالية التي يحولها باستعمال تلك الملفات المحاسباتية الوهمية الى حساب المدعو ” ز. سفيان” الذي كان يستخرجها من حسابه البريدي ويسلمها له كاملة.