هكذا بيعت أسلحة الشرطة ومحجوزات الإرهاب بمليوني سنتيم في الحانات!
قضية الفضيحة تعود إلى محكمة جنايات العاصمة في 23 جانفي الجاري..
أحد المتورطين في القضية تسبب في قتل سجين داخل زنزانته باستعمال جواربه
تفتح محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء العاصمة، بتاريخ 23جانفي الجاري، أحد أضخم ملفات الفساد التي هزت المديرية العامة للأمن الوطني، وأسالت الكثير من الحبر بسبب فضيحة المتاجرة بأسلحة نارية داخل حانة بعد سرقتها من مخازن أمن الولاية، مقابل أثمان بخسة قدرت بمليوني سنتيم، وهي الأسلحة التي كان البعض منها موجها لجماعات إرهابية ناشطة تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي القضية التي جرّت 14 متهما للعدالة، من بينهم مفتش شرطة وإرهابي تائب، إلى جانب صاحب حانة موجودة بنهج العقيد عميروش بقلب العاصمة.
وقد سبق لصاحب الحانة أن أدين بعقوبة 3سنوات سجنا، في القضية الحالية التي رجعت بعد الطعن بالنقض فيها، وقد تورط خلال فترة تواجده بالسجن في قتل سجين عن غير قصد، بعدما حاول إسكاته بوضع جوارب في فمه بسبب صراخه وإنزعاجه منه، ليدان بعقوبة 10سنوات سجنا عن تهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة، حيث سيمثل هذه المرة وهو موقوف في جناية المتاجرة في الأسلحة واختلاس أموال عمومية، بعدما أثبتت التحريات المنجزة في القضية خلال سنة 2007، أن جل الصفقات أبرمت على مستوى حانته المحاذية لمقر أمن ولاية الجزائر العاصمة، حيث تمكن من الظفر بثلاثة أسلحة نارية فردية وجماعية اثنان منها باعها لابن عمّه بعدما اقتناها من عند محقق الشرطة الذي عرضها عليه بمبالغ زهيدة، بحجة أنها أسلحة محجوزة عبر ميناء الجزائر، في حين أن بعضها بلغت قيمتها الحقيقية 100 مليون سنتيم، كما أثبتت التحريات أيضا، أن عدد الأسلحة النارية التي سرقت بلغ 31 قطعة فردية وجماعية تعود ملكيتها لشرطيين كانوا في عطل سنوية أو مرضية، وآخرين تم فصلهم من العمل لارتكابهم أخطاء مهنية أو أحيلوا على العلاج بسبب إصابتهم بإضطرابات نفسية تمنع حيازتهم للأسلحة كإجراء وقائي، ناهيك عن عدد من الأسلحة المحجوزة في إطار مكافحة الإرهاب، حيث تمكن المتهم الرئيسي وهو محقق الشرطة «ف.معمر» من إخراجها بسبب حالة التسيب آنذاك وعدم جرد الأسلحة وتسوية وضعيتها بإرسالها للمصلحة المركزية للعتاد.
وقد تمت عمليات السرقة عبر مراحل بتواطؤ بين المتهم الرئيسي وحارس الحظيرة الذي كان يساعده في تمرير المسروقات، إلى غاية ضبطه متلبسا داخل المخزن وهو يتجول بسلاح ناري جماعي من نوع بندقية، ليتم ربط تواجده بواقعة اختفاء الاسلحة من المخزن، وتم بعدها التوصل إلى سلسلة من الأشخاص قاموا باقتناء المسروقات، من بينهم إرهابي تائب ادعى أنه اقتنى ثلاث قطع من أجل الدفاع عن نفسه.