هكذا استفاد أبناء مسؤولين من صفقات بـ670 مليار لتأجير ألعاب أطفال!
«النهار» تفجّر فضيحة بوكالة تسلية الشباب تورّط فيها مسؤولون بوزارة الشباب والرياضة
أحد المستفيدين يعترف: «لم أشارك في أيّة مناقصة وتحصّلت على الصفقة بعد اتصال من مسؤولة بالوزارة»
الفضيحة سجلت في عهد الوزير السابق خمري وولد علي تكفّل بتسديد التكاليف المضخّمة
فواتير مضخّمة تكشف تأجير كرة بملياري سنتيم و50 لعبة «إيكس بوكس» بـ7 ملايير
المؤسسات التي تكفلت بتأجير الألعاب ملك لأبناء مسؤولين منهم ابن وزير سابق وقريبة رجل أعمال
تكشف وثائق رسمية تحوز عليها «النهار»، عن فضائح بالجملة في التسيير بقطاع وزارة الشباب والرياضة، منها صرف الأموال في صفقات شفهية لعدد من المؤسسات بالملايير، من دون اتباع الإجراءات القانونية.
في تلاعب مفضوح بالمال العام من خلال تسديد فواتير مضخمة جدا، خلال قيام مصالح الوزارة في عهدة الوزير الحالي الهادي ولد علي سنة 2016 بمنح الأموال لحوالي 20 مؤسسة خلال تسوية قضية التلاعبات التي قامت بها الوكالة الوطنية لتسلية الشباب، في عهدة الوزير الأسبق عبد القادر خمري سنتي 2014 و2015، وبمبلغ يفوق 600 مليار سنتيم، وهي الفضيحة التي كان قد فجّرها وزير العمل السابق، محمد الغازي، خلال إشرافه المؤقت على وزارة الشباب، حيث تؤكد الوثائق التي تحوز عليها «النهار» قيام الوكالة الوطنية لتسلية الشباب «لانالج»، في عهدة خمري، بعقد صفقات شفهية بالملايير، لكراء ألعاب لاستعمالها في تظاهرات الشباب، مثل تظاهرة «دار الدزاير»، من دون اتباع الإجراءات القانونية، لصالح مؤسسات خاصة تابعة لعدد من الأشخاص، من بينهم ابن وزير في سنوات التسعينات، وأيضا لاعبون دوليون قدامى في كرة اليد، بالإضافة إلى قريبة رجل أعمال معروف وبعض المقربين من المسؤولين وحوالي 40 مؤسسة تحصّلت على صفقات شفهية، رغم أن عديد الصفقات التي تم تسويتها بعد مراسلة مصالح الوزارة الأولى تحمل أرقاما ضخمة وشبهات في تضخيم الفواتير، مثل كراء كرة قدم واحدة بمبلغ 2 مليار سنتيم، و50 لعبة فيديو «إكس بوكس» لمدة شهرين فقط بمبلغ يفوق 7 ملايير، وأيضا مبلغ 3 ملايير رغم أن سعر اقتناء الواحدة منها في السوق لا يتجاوز 5 ملايين سنتيم، وسعر شرائها مجتمعة 250 مليون سنتيم فقط، بالإضافة إلى ألعاب منفوخة للأطفال تم كراؤها بأسعار خيالية وعديد التجاوزات الأخرى.
كراء كرة قدم بمليارين وصفقات شفهية بـ37 مليارا و46 مليارا لشركة استيراد وشركة كراء ألعاب الأطفال
وحسب الوثائق التي تملكها «النهار»، فإن مؤسسة استيراد وتصدير من غرب البلاد «إ.ط»، قامت بكراء ألعاب أطفال مختلفة، من بينها ألعاب منفوخة ومسبح مائي وبولينغ وأمور أخرى، بمبلغ 600 مليون لليوم الواحدوإجمالي 46 مليار سنتيم، فيما قامت مؤسسة «ب.إ» مختصة في ألعاب الأطفال بكراء 50 لعبة «إيكس بوكس» بمبلغ 3.7 مليار وألعاب منفوخة وسينما على الهواء وأمور أخرى بمبلغ 37 مليارا، فيما تحصلت مؤسسة «م.أ» التي أسست في سنة 2013 على كراء سينما على الهواء الطلق بمساحة 70 متر مربع بقيمة 8.1 مليار سنتيم وكراء كرة قدم واحدة -حسب الوثائق – بمبلغ 2 مليار سنتيم، مما جعلها تجني 10.2 مليار في مدة شهرين.
كراء 50 لعبة «إكس بوكس» بـ7.3 مليار سنتيم وسيارات للأطفال بـ6.7 مليار
هذا وقامت وكالة «لانالج» بمنح صفقات شفهية لمؤسسة تدعى «أي أند كوم»، لكراء 50 جهاز ألعاب فيديو المعروف «إكس بوكس»، بمبلغ إجمالي 7.3 مليار عن أجرة 104 مليون لليوم، رغم أن سعر الجهاز في الجزائر لا يتجاوز 5 ملايين سنتيم، وكان يمكن شراء 50 جهازا من طرف «لانالج» أو الوزارة بمبلغ 250 مليون سنتيم عوض دفع 7.3 مليار لكرائها لمدة شهرين فقط، كما قامت مؤسسة تدعى «باغ» بكراء 10 ألعاب منفوخة للوكالة بسعر 980 مليون سنتيم، رغم أن سعر الواحدة منها 40 مليون سنتيم، فيما قامت مؤسسة تابعة لبطل جزائري سابق في الرياضات الميكانيكية، المدعو «ن.س»، مقرها في العاشور بالعاصمة، بكراء مسار كارتينغ للسيارات بقيمة 62 مليون سنتيم لليوم و4.3 مليار لما يفوق شهرين بقليل، وتوسعة المسار لعشرة سباقات بـ34 مليون سنتيم لليوم و2.4 مليار بإجمالي 97 مليون لليوم و6.7 مليار.
مؤسسات تمّ تأسيسها قبل أيام من التظاهرات إحداها ملك لنجم منتخب كرة اليد تحصلت على صفقة شفهية بـ15 مليارا
من جهة أخرى، تكشف وثائق أخرى تخصّ السجل التجاري للمؤسسات التي استفادت من الصفقات الشفهية، أن بعض المؤسسات تم إنشاؤها شهري ماي ومارس من سنة 2015 تحصلت على صفقات شفهية بالملايير، وهو ما يطرح التساؤلات حول كيفية تحصلها على العقود وإنشائها بغرض الحصول على الصفقات الشفهية فقط، ومن بين هذه المؤسسات شركة يمتلكها نجم سابق لمنتخب كرة اليد، المدعو «ع.س»، أسست نهاية شهر مارس 2015 وقامت بخدمات لصالح «لانالج»تحصلت على مبلغ 15 مليار سنتيم بأجرة 216 مليون لليوم، نظير كراء 4 لعب محاكاة السياقة بسعر 19.5 مليون سنتيم لليوم و1.3 مليار في شهرين، رغم أن سعر شراء الواحدة منها في السوق الأوروبية لا يتجاوز 600 أورو، ما يقارب 12 مليون سنتيم، كما قامت نفس المؤسسة بكراء 8 ألعاب منفوخة في شكل قصر بمبلغ 3.8 مليار سنتيم لشهرين و55 مليون سنتيم لليوم، رغم أن سعرها 2500 أورو ما يقارب 50 مليون سنتيم، وقامت أيضا بكراء 15 لعبة منفوخة بمبلغ 82 مليون لليوم الواحد و5.7 مليار لشهرين، رغم أن سعرها حوالي 40 مليون سنتيم، وقامت أيضا بكراء مسار منفوخ للأطفال بـ25 مليون سنتيم لليوم و1.8 مليار، وكراء مساحتي عشب طبيعي أولاهما بـ19 مليون لليوم و1.3 مليار لشهرين والثانية بـ13.7 مليون لليوم و960 مليون لشهرين.
وزارة الشباب والرياضة تطلب تسوية صفقات شفهية من دون وثائق خوفا من الانتحار!
وحسب الوثائق التي تحوزها «النهار»، فإن وزارة الشباب والرياضة قامت بمراسلة مصالح الوزارة الأولى لطلب رخصة خاصة لتسوية مستحقات عدد من الشركات التي تحصلت على صفقات شفهية بالملايير، لكنها لا تملك وثائق كافية لإثبات قيامها بالأعمال لصالح وكالة «لانالج»، من بينها المؤسسة التي قامت بتجميد الحساب البنكي لمركّب ملعب 5 جويلية الأولمبي قبل أيام، وقد تحججت وزارة الشباب والرياضة في المراسلة بتهديد عدد من أصحاب المؤسسات بالانتحار داخل مقر وزارة الشباب والرياضة في حال عدم تحصلهم على أموالهم العالقة.
أحد المستفيدين يعترف لـ«النهار»: «لم أشارك في أي مناقصة وتحصلت على الصفقة باتصال من مسؤولة في الوزارة»
من جهة أخرى، اعترف أحد مسؤولي المؤسسات التي تحصلت على مشاريع في تظاهرة «دار الدزاير» سنة 2015، بأن الصفقة التي نالها كانت صفقة شفهية عن طريق الهاتف، بعدما تلقى اتصالا من مسؤولة في الوزارة في ذلك الوقت، واتفق معها على العمل مباشرة وترك المعاملات الورقية لوقت لاحق، لكنه تفاجأ برفض الوزارة منحه أمواله، رغم قيامه بالعمل في «دار الدزاير»، بحجة غياب الوثائق.
الوزارة لا ترد
تجدر الإشارة إلى أننا اتصلنا بوزارة الشباب والرياضة عن طريق المكلف بالإعلام، الذي طلب منا إرسال سؤال كتابي موجّه إلى وزير الشباب والرياضة عبر البريد الإلكتروني، مساء أمس، للحصول على ردّ الوزير شخصيا، لكننا لم نتلق أي رد.