هذه هي قفة رمضان أدّي وزيد كمّل بالكريدي
رؤساء تعاقبوا على عرش قصر المرادية، حكومات راحت وأخرى جاءت ووزراء سيّروا قطاعا اسمه التضامن الوطني وغادروه وآخرون جاؤوا للقطاع، كل هذه الأمور تغيرت وحتى الحد الأدنى المضمون للأجر الوطني ”السميغ” تغير وسيعرف تغيرا مستقبلا، لكن قفة رمضان لم تتغير، قفة لا تسمن ولا تغني من جوع، لا تغطي احتياجات المعوزين، فإن كنت تحمل صفة معوز، فعليك أن تتحلى بالصبر، وإن كنت ترغب في الحصول على قفة رمضان، فنوصيك بأن تتحلى بصبر أيوب…ستة أيام كاملة مرت على حلول الشهر الفضيل، لكن لا أثر للقفة بالعديد من مناطق الوطن، لماذا؟ لا ندري، هناك من يسمع بوجود شيء اسمه قفة رمضان.
وهناك من لا يسمع إطلاقا بوجود هذا الشيء، القفة ولدتها الحكومة وأعطتها محتوى واحدا، لأن المستفيد منها واحد ”المعوز”، لكن تطور السنين وكثرة الأطماع أعطت صبغة أخرى للقفة وجعلتها على درجات وحولتها عن طابعها الخيري، بالرغم من أنها لا تسمن ولا تغني من جوع لا لشيء سوى لأن مدة استهلاكها تصل إلى ثلاثة أيام على أقصى تقدير والأيام الأخرى تغطى بـ ”الكريدي” أو بـ ”الطلبة”…
فضولنا في البحث عن مصير قفة رمضان 2011 لم يكن من العدم، وإنما كان من أجل نقل كيفية قضاء ”المعوزين” أيامهم الرمضانية، في ظل التهاب الأسعار التي أثارت غضب وسخط غير المعوزين، وما يمكن أن تغطي به هذه القفة من احتياجات هذه الفئة…فهل يمكن أن تقضي عائلة من تسعة أفراد رمضان بـ10 كيلوغرام سميد، وقارورة زيت بسعة 2 لتر، 500 غرام قهوة، 2 كلغ سكر، 500 غرام حليب لحظة، كليوغرام شربة فريك وشربة عادية، أرز، حمص وكليوغرام طماطم مصبرة، وشيء من الأرز والحمص…مع غياب سيد المائدة ”اللحم”. هي مقادير تؤكد على أن المعوز ”محرم عليه” استهلاك اللحم لحلو، الكباب، الدولمة، المثوم ..معوز يبقى معوز ولن ترى مائدته نور مائدة غير المعوز…
قفة رمضان وصلت إلى 9 آلاف دينار وصنفت بـ5 نجوم بتيارت
بولاية تيارت سجلنا فوضى عارمة واقتحامات في كل من بلديتي توسنينة والسوڤر بسبب ظهور أنواع من القفف، إذ وزعت قفة رمضان في بعض بلديات تيارت على ثلاثة أنواع محدّدة بالقفة أ - القفة ب – والقفة ج، وحسب معلومات أخرى رسمية فالأولى مقدرة بمبلغ 9 آلاف دينار والثانية بـ 6 آلاف دج والثالثة بـ 3 آلاف دج، وهو ما ترك عديد التساؤلات حول الطريقة التي تم بها توزيع مثل هذه الأنواع، إذا ما قورنت ببعض البلديات التي وزع فيها نوع واحد يحوي 11 نوعا من المواد الغذائية، على رأسها مادة الزيت سعة 5 لتر، والتي وقفنا على تعداد موادها ببلدية عين الذهب بتيارت، والتي اختلفت في البلديات الأخرى حيث وزعت قفة رمضان منقوصة من بعض المواد الغذائية؛ كسعة الزيت بـ 2 لتر للقفة الواحدة وكذا مادة الطماطم والتي أرجعتها بعض سلطات هذه البلديات إلى كثرة عدد المحصيين من طالبي القفة مما استدعى تقسيمها بهذا الشكل، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تم تخصيص القفة على ثلاثة أنواع، إذا كان المعوزون الحقيقيون على درجة واحدة من العوز.
صفقة مع محتال يمون قفف رمضان بمواد فاسدة بـوهران
توقفت صفقة اقتناء المواد الغذائية لتموين قفة رمضان ببلدية الكرمة في وهران، بسبب الخلاف الذي وقع بين الإدارة المحلية والمجلس البلدي لتمرير الصفقة لصالح أحد الممونين الذي له سوابق في التحايل على البلديات، بتموينها بسلع فاسدة وأخرى بنوعية متردية، وحتى منقوصة في الوزن، وقد رفض رئيس دائرة السانية تمرير هذه الصفقة التي تعنت رئيس بلدية الكرمة على تمريرها بشتى الطرق، وتم إخطار الأمين العام للولاية بالأمر، الذي أكد أن هذا التاجر له عدة سوابق ويجب منعه مستقبلا من الدخول في أي مناقصة، بسبب تجاوزاته السابقة المعروفة لدى السلطات المحلية، وقد تسربت معلومات مؤكدة أن هذا الممون يعمل مع شركائه المعروفين وهو شخصية سياسية بوهران ومعروف لدى العام والخاص، وحتى لدى مصالح الأمن وبقي لعدة سنين يضغط على المنتخبين لتمرير صفقات لصالح شريكه. وعلى هذا الأساس قد اتخذت الولاية على عاتقها التكفل بحصة القفف الخاصة ببلدية الكرمة من ميزانية الولاية، ورفض تسليم الأموال العمومية لهذا الممون لتقديم مواد غذائية فاسدة، الأمر الذي أدى إلى تأخر عملية التوزيع.
قفف رمضان بـ 1500 دينار بالشلف
وبولاية الشلف، أكد معظم المواطنين وبعض ممثلي المجتمع المدني الذين تحدثنا إليهم، أن ما تحتويه قفة رمضان ببعض بلديات الولاية، لا تساوي القيمة المالية التي تم الإعلان عنها، والتي تم تحديدها بولاية الشلف، بحوالي 1500 دينار تحتوي كيس فرينة سعة 10 كلغ بدل 25 كلغ، علبة طماطم صغيرة، قارورة زيت سعة لترين، علبتي سكر، علبة من الكسكسي، أرز وحمص وهي المواد التي تساوي القيمة المحددة ولا تغطي احتياجات المعوزين، لأنه قد تم تخفيض وزن بعضها أو حذف بعض المواد منها مقارنة بالسنة الماضية كالقهوة.
معوزون يحوزون على وصولات استلام يحرمون من قفة رمضان بتيسمسيلت
تجمّع ابتداء من اليوم الأول من شهر رمضان العشرات من العائلات المعوزة أمام مقر بلدية تيسمسيلت، احتجاجا منهم على تماطل السلطات في منحهم قفة رمضان التي حرمت منها هذه العائلات لأسباب تبقى مجهولة.
وحسب تصريح المحتجين ممن التقت بهم ”النهار” فقد أكد هؤلاء أنّهم مسجلون لدى القوائم البلدية الخاصّة بقفة رمضان، كما أنّهم يحوزون على شهادة معوز، متسائلين عن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء إقصائهم من قفة رمضان هذا العام زيادة على أنّهم تلقوا قبل أيام، وثيقة وصل استلام تخص كل مستفيد من القفة.
قفة رمضان بسطيف محل سخط المواطنين وقيمتها تعادل فطور يـوم واحد
العديد من بلديات سطيف لم تفصل بعد في مشروع القفة الرمضانية، فحتى وإن فصل البعض منها في القضية، فإن هذه المساعدة توزع نقدا على غرار بلديات سطيف والعلمة الأغنى بالولاية، إلاّ أنّ القيمة المالية لا تزيد عن مصروف جيب لشاب في مقتبل العمر، فبلدية سطيف خصصت 4,2 مليار لفائدة 6195 عائلة، نصيب كل عائلة 3800 دينار، وبالعلمة خصصت 5,2 مليار نصيب كل عائلة 5500 دينار، وهي لا تكفي مصروف عائلة ليومين على أقصى تقدير، وببني ورثلان لم يتم الاتفاق بعد على نوعية الإعانة التي عقد بشأنها اجتماع أول أمس فقط، وبلديات أخرى فضلت الحفاظ على طابع القفة بمواد استهلاكية قيمتها تختلف من بلدية لأخرى، فبحمام السخنة لم تزد عن 1300 دينار والتي كانت محل سخط المستفيدين، وببئر العرش 3000 دينار، وحسب المعلومات المستقاة، فقد لقيت هذه القفف استياء كبيرا من المواطنين، حتى أنّها تراجع محتواها في كثير من البلديات، على غرار ما حدث بعين الكبيرة، حيث أكد البعض من هؤلاء الذين تحدثوا إلينا بخجل، أنهم يفضلون أن تمنح لهم الإعانات نقدا أفضل من مواد غذائية التي قد لا توافق متطلبات العائلة، وأكدوا أن القفة أو الحوالة البريدية التي تتراوح قيمتها من 1300 دج إلى 3000 دج لا تكفي للأيام الأوائل، وهي تعادل قيمة الإفطار ليوم واحد على أقصى تقدير للمشرفين على دراسة الملفات وتوزيع القفة. وقد أكد العديد من معوزي سطيف؛ أنهم يلجأون لـ ”الكريدي” أو المحسنين، حتى يتمكنوا من توفير إفطار مقبول لعائلاتهم.
أفقر عائلة تتكون من 6 أقزام بباتنة تستهلك قفة رمضان في يوم واحد
عائلة ” السعيد بعالة ” 74 سنة تتكون من 12 فردا، تضم ستة أقزام معوقين بنسبة 100 % منهم أربعة إناث أعمارهم بين 18 و32 سنة لم يدخلوا المدرسة قط، الأم مريضة بالقلب والضغط الدموي، والأب أجريت له عمليتان جراحيتان وهو الآن طريح الفراش، الجميع يقطن في غرفتين ترابيتين في مكان جبلي اسمه دوار ” أولاد عوف ” ببلدية عين التوتة بولاية باتنة، يضطر الراغب في التنقل إليه قطع 4 كلم بين الأحراش والوديان على الأقدام، الماء يتم جلبه على الأحمرة على مسافة حوالي 2 كلم، الكهرباء منعدمة والتلفزيون لا يعرفه أفراد عائلة السعيد بعالة، هو وصف الحال الذي قدمه له الإبن الأكبر ”إبراهيم ” صاحب 34 ربيعا، قبل الرد عن سؤالنا بخصوص قفة رمضان، ما إن تسلم لهم أم لا، وفي حال استفادتهم منها، ما إن كانت تكفيهم لشهر رمضان، حيث أكد أنّها لا تكفي لوجبة فطور واحدة إذا أرادوا أن يخرجوا عمّا ألفوه على مائدة الفطور، حيث من طبق الكسكسي بالحليب والماء، ونادرا ما تكون شربة ساخنة مع بعض اللحم عندما يتصدق المحسنين عليهم، فبالنسبة لعائلة السعيد بعالة قفة رمضان وجودها كالعدم ، لأن في مثل وضعيتهم قفة بقيمة 1500 دج قد لا تكفي ضمان أدنى الحاجيات في شهر الرحمة، فما بالك بقفة 3000 و4000 دج.
عبد الحميد يأكل قفة رمضان في أسبوعين والبقية على الصدقات بميلة
تحدثت ”النهار” للسيد ”عبد الحميد.س” القاطن ببلدية الڤرارم قوقة بولاية ميلة، بشأن قفة رمضان التي تحصل عليها من طرف البلدية، أين استلمها ثلاثة أيام قبل بداية الشهر الفضيل، واعترف بأن القفة لهذه السنة تغطي احتياجات أسبوعين فقط من رمضان.
وأكد سي عبد الحميد بأن عائلته تتكون من خمسة أفراد، ممّا يجعل القفة لا تلبي رغبات أفراد كل العائلة الذين تزداد طلباتهم بتنويع مائدة الإفطار، وهو ما يدفعه للجوء لطلب المساعدة من بعض المحسنين من البلدية، وهم كثر، حيث يمدونه خاصة في النصف الثاني من رمضان بمساعدات عينية ومادية، خاصة وأن ذلك يتزامن والدخول المدرسي، كون له أربعة أولاد يزاولون تعليمهم. وقد عرفت ميلة في أمسية رمضان، احتجاج سكان بلدية حمالة، على الأشخاص الميسوري الحال الذين استفادوا من القفة.
قفة بطمـــاطم وحليب لحظـــــة وسميد غير قابلين للإستهلاك بخنشلة
فور الشّروع في توزيع قفة رمضان، عبرت العديد من العائلات المستفيدة، عن صدمتها وأسفها الشديد إزاء نوعية المواد الغذائية المختارة، والتي احتوتها القفة التي أجمعت الآراء على رداءتها، لا سيما منها مادة الطماطم المصبرة التي تأكد عدم صلاحيتها للاستهلاك، رغم أن تاريخ الصلاحية المدون عليها يصل إلى 2013 ، والأمر ذاته بالنسبة لمادة حليب لحظة، أين وجد العديد من المستفيدين أنها غير قابلة للذوبان في الماء إلا بصعوبة، ما أثار شكوكا في أنها مغشوشة أو من النوع الرديء جدا.
”النهار” استطلعت حول الأمر لدى بعض نقاط التخزين والتوزيع ولدى بعض العائلات، أين أكدت لنا اللجنة المكلفة بالتوزيع بمدرسة علاوي بطريق العزار وسط خنشلة كعينة، أن الدقيق المختار من النوع الرديء جدا، ويخالف النوعية التي تم الاتفاق عليها مع الممون، والحال نفسه بالنسبة لنوعية الطماطم وحليب لحظة، وقد تم حساب قيمة القفف فعليا حسب أسعار السوق، بما لا يتجاوز 2600 دينار، وهذا يخالف قيمة القفة المتفق عليها رسميا مع الممو،ن والتي تتعدى 3000 دينار.
معوزون بعنابة يرفضون استلام القفة لأنها إهانة لهم
بولاية عنابة وفي زيارة لبعض العائلات المعوزة فقد أكدت الحاجة ” فطيمة ” من حي ” لاكولون ” الشعبي وسط المدينة، أن قفة رمضان لا تعني إليها شيئا، من خلال المواد التي تحملها، وهي عبارة عن كمية من السميد، قهوة، وسكر، والزيت، والطماطم، معبرة عن استيائها العميق من الجهة المعنية المكلفة بالعملية على المستوى المركزي، على اعتبار أنّ هذه القفة حسب تصريح الحاجة ” فطيمة:” غير كافية لعائلة معوزة تتكون من 4 أفراد.
فيما ذهب الشيخ ”عمار” من حي ”بيداري” في عنابة، إلى أبعد من ذلك، إذ قال وهو في قمة الغضب، عن أية قفة تتكلمون، قليل من السكر و الزيت والسميد، وتقولون قفة رمضان، إنها ”فنقة ” حسبه، مضيفا:” إن المواطنين المعوزين، كانوا يسمعون شيئا اسمه ”قفة رمضان ” غير عند استلامها من الأماكن المخصصة لها، يتذمرون من خلال ما تحمله القفة، والتي اعتبرها بعض المعوزين نوعا من الإساءة والإهانة في حق الزوالية حسب الشّيخ عمار، الذي اجزم على عدم أخد قفة رمضان إلى بيته. أما عمي الطيب ابن حي ”جبانة ليهود” الشعبي بولاية عنابة، فقال بالحرف الواحد، ” لمباتة بالشر ولا طعام عكاس”، في إشارة واضحة منه إلى عدم استفادته من فقه رمضان.
إقصاء معوزين بالمسيلة من قفة رمضان يحوّلهم للعيش من المزابل
وتعتمد أغلبية العائلات المعوزة بولاية المسيلة على التجوال في الشوارع والأسواق الشعبية لجمع بقايا الخضر والفواكه والاعتماد عليها لإعداد أطباق مأكولاتهم وطرق أبواب المحسنين لضمان ذلك، فقفة رمضان بالولاية وسيدي عيسى ومڤرة وبوسعادة، توجه في غالب الأحيان إلى غير مستحقيها، فحتى وإن استفاد منها أصحابها نقدا فيما بقية تقل عن تلك التي حددتها الحكومة، حيث لا تتعدى سقف 2000 دينار. وعبرت إحدى العائلات المستفيدة أن 2000 دينار لا تكفي لسد حاجات يومين فقط من الشهر المبارك، كونها تعيل أكثر من 12 فرد ويعيشون حياة كارثية.
”الخبز والماء” في أول أيام رمضان بالوادي
ترى العديد من الأسر المعوزة بالوادي، بأن قفة رمضان بما تحتويه تعتبر عادة دورية لا أكثر ولا أقل، دأبت المصالح المعنية على توزيعها منذ فترة، رغم أنّ محتواها لا يكفي حسبهم سوى لاستقبال الأيام الأولى من رمضان فقط، هذا إن تم توزيعها في وقتها -على حد قولهم-، أما إن تأخر موعد منحها على مستحقيها فعلا، فإن الأيام الأولى من رمضان تمضي ”خبز وماء” لعديد العائلات المعوزة.
التسوّل في تڤرت لقضاء أيام ما بعد انتهاء قفة رمضان
ترى العائلات المعوزة بتڤرت، أن قفة رمضان غير كافية لسد حاجياتها في هذا الشهر الذي تعرف فيه أسعار المواد الأكثر استهلاكا ارتفاعا كبيرا إضافة إلى أن هذه القفة محدودة المواد التي تحتاجها العائلة في رمضان، كما أن تساوي محتوى القفة بين كل العائلات المعوزة والتي يصل عدد أفراد البعض منها إلى 10 أفراد، يعتبر غير عادل مقارنة بالعائلة المتكونة من فردين.
وأكدت أرباب بعض الأسر المعوزة في حديثهم لـ”النهار”؛ بأن محتواها يتم استهلاكه في العشرة أيام الأولى من رمضان، وتبقى العائلة في حاجة ماسّة إلى مساعدات أخرى خلال باقي الأيام،.
المطالبة بفتح تحقيق حول منح سوناطراك بغرداية
أكد العديد من المعوزين بأن محتوى قفة رمضان لا يمكنها سد الاحتياجات اليومية لشهر كامل، كما استغربوا لاختلاف المحتوى من قفة إلى أخرى، ففيما حصل البعض على كيس الفرينة من 10 كلغ وخمسة لترات من الزيت، حصل آخرون على 2 لتر من الزيت و5 كيلوغرامات من الفرينة، و حبذ الكثيرون لو أنها قدمت لهم نقدا عوض بعض السلع الغذائية كالزيت والفرينة. وهناك بعض البلديات لم توزع الحصص التضامنية بعد، ما جعل المعوزين في غنى عنها بعد دخول رمضان -على حد قولهم- وطالب المعوزون بفتح تحقيق حول الحصص التي تمنحها شركة سوناطراك لمستحقيها، غير أنّ التجاوزات الإدارية -حسبهم- تحول دون ذلك متهمين في ذات الوقت المسؤولين بسرقة تلك الحصص وتوزيعها على أقاربهم ومعارفهم، باعتبار أن بعض البلديات يمكن أن تغطي كامل الاحتياجات وتتفادى مثل هذه الصراعات.
قفة رمضان طـال انتظارهـا بالمدية
اشتكت الكثير من العائلات المعوّزة على مستوى ولاية المدية، من غياب طريقة واضحة في توزيع قفة رمضان، ففي بلدية ”عين بوسيف” جنوبي المدية، فقد تم توزيع 1000 قفة لفائدة العائلات المعوزة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أبدى البعض عدم رضاهم على الهيئة التي تكفلت بهذه العملية، ويتعلق الأمر بمكتب الهلال الأحمر، ونفس الحال لمسّناه بمنطقة ”قصر البخاري” جنوبي المدية، حيث لم يتم لحد الآن توزيع هذه الإعانات على مستحقيها، وتفيد مصادرنا بأن تقديرات المواد الأساسية التي ستقدم لا تتجاوز قيمتها 2500 دج، في حين أنّ هناك بعض العائلات لم تصلها هذه الإعانات، فتكتفي بكيس من السميد فقط، والغريب في الأمر أن في بلدية ”المدية”، تم تخصيّص مبلغ قدر بمليار و400 مليون سنتيم لقفة رمضان، لكن لحد الآن لم يتم توزيعها، علماً أنّ اقتناء تلك المواد تكون على الأقل أسبوعا قبيل رمضان. وقد حدثتنا إحدى العائلات بمدينة ”قصر البخاري” وكذا بـ”المدية”، بأن قفة رمضان هذه غير كافية على الإطلاق.
معوزون يتقاسمون قفة رمضان بتلسمان
رغم مرور 3 أيام كاملة من رمضان لا يزال معوزو تلمسان ينتظرون القفة التي من شأنها أن تفك جزءا من معاناتهم وتدخل السعادة على أبنائهم، لكن تحويل عملية توزيع القفة إلى البلديات، بعدما رفع الهلال الأحمر الجزائري يده عنها في أغلب البلديات، أدخل البزنسة في حساب الموزعين، حيث كشفت السيدة ”ن.س” 42 سنة مطلقة وأم لـ 5 أطفال، أن مصالح البلدية رفضت منحها القفة، رغم أنّها تقيم في بيت قصديري ولا تملك أي مدخول، في حين أنها لاحظت موظفين في البلدية يأخذون القفة دون حياء. من جهتها قالت المدعوة ”ي.ج”؛ إنّها خلال السنة الماضية أرغمت على تقاسم قفتها مع سيدة أخرى رغم أنّها لا تملك أكثر من هذه القفة، بعدما تبين ضياع كميات كبيرة من القفف حولت لغير أهلها.
قفـة رمضان أكبر الغائبين بتيزي وزو
لا يزال سكان قرى وبلديات ولاية تيزي وزو ينتظرون قفة رمضان، رغم المبلغ المالي الذي رصد والذي يقدر ببليدة تيزي وزو فقط خلال هذه السنة، بمليار و 500 مليون سنتيم، وأكد عدد كبير من المواطنين الذين تحدثت لهم ”النهار”؛ أن الهلال الأحمر الجزائري لا يزال إلى غاية اللحظة لم يشرع في توزيع قفة رمضان، رغم مرور 3 أيام من الشهر الفضيل، وفي جولة قامت بها ”النهار” إلى عدد من مقرات بلديات تيزي وزو، وقفنا على عشرات المواطنين الذين يحجون إلى البلديات منذ 3 أيام كاملة، قصد الحصول على ولو الشيء القليل من المواد الغذائية، أمام الارتفاع الخيالي للمواد الأساسية، في حين تبقى مطاعم الهلال الأحمر والمعونات التي يقدمها كل سنة لمعوزي وفقراء ولاية تيزي وزو الغائب الأكبر ومعاناة العائلات الفقيرة تتواصل أمام رفض السلطات المحلية التحرك في شهر الرحمة.
وعائلة تقسّم مكوّنات القفة إلى 30 يوما ببرج بوعريريج
اقتربنا من أحد الأشخاص الباحثين عن قفة رمضان، وأكد لـ”النهار” بأنه متزوج ورب عائلة وله طفلان وأن قفة رمضان -بحسبه – تكفيه لاجتياز أيام الشهر المعظم. مما جعلنا نبقى مذهولين حول كيفية ذلك ونغوص أكثر لمعرفة السر، أين أكد بأنه يقوم بالاقتصاد في القفة حتى تكفيه طول شهر العظيم وتوزيعها حسب الأيام. من جانب آخر؛ التقينا بشخص آخر لمعرفة رأيه حول القفة ومحتوياتها، قال:” أنا أمام حتمية اللجوء إلى الاقتراض، من أجل تسديد وتلبية حاجيات العائلة. ولدى مقابلتنا لمسؤولين لهم صلة بالملف، فقد أكدوا بأن بعض الفقراء بحد ذاتهم يستحون من المجيء لأخذ القفة.
ثورات في قسنطينة لإعطاء الأولوية للأغنياء في القفة
انطلقت موجة الاحتجاجات بولاية قسنيطينة بمجرد شروع البلديات في عملية التوزيع، وبعد أن تفاجأت العديد من العائلات المعوزة والفقيرة من إقصائها من هذه المساعدة واستفادة عائلات أخرى منها ذات الدخل الجيد، على غرار ما حدث بالمدينة الجديدة علي منجلي، أين سجلت العديد من الاحتجاجات من طرف الفقراء على مستوى الفرع الإداري بالمنطقة، ورغم التكلفة التي صرحت بها الجهات الوصية، والتي تراوحت بين 3 آلاف إلى 4 آلاف دينار للقفة الواحدة، إلا أن مكونات هذه الأخيرة لا تغطي حتى أسبوعا من الشهر الفضيل بالنسبة للعائلات الكبيرة، فضلا عن مكوناتها على اختلاف البلديات، فمنها حتى من ضمت مختلف أنواع العجائن، فهل يمكن للعائلات المستفيدة أن تطهو المعكرونة خلال الشهر الفضيل وفي هذا الفصل الحار، أم أنها تترك قفة رمضان لاستهلاكها بعد رمضان.