هؤلاء هم المسؤولون عن مهزلة الأولمبياد
أجمع أغلب الرياضيين الجزائريين الذين عادوا إلى أرض الوطن بعد مشاركتهم في دورة ألعاب لندن الأولمبية، على أن الإخفاقات التي تعصف بالرياضة الجزائرية في المحافل الدولية لديها أسباب كثيرة جدا ومتعددة لا تتعلق بضعف مستوى الرياضيين، بل بضعف التحضيرات وقلة التربصات بالإضافة إلى ضعف الإمكانات وانعدامها، خاصة في بعض الرياضات التي لا تملك شعبية كبيرة في الجزائر بمقابل تطور طرق التحضير التي يتبعها المسؤولون في البلدان المتقدمة من أجل تحضير رياضييهم للأولمبياد. فبعد أن عادت أولى الوفود الرياضية الجزائرية التي شاركت في ألعاب لندن الأولمبية إلى أرض الوطن مساء الثلاثاء والتي ضمت الرياضيين والطواقم الفنية والإدارية لاختصاصات الرماية، الدراجات، المبارزة والجيدو التي أقصي رياضيونا منها خلال فعاليات الأسبوع الأول من “الأولمبياد”، قامت “النهار” بمحاورة بعض الرياضيين، تتقدمهم مصارعة الجيدو صوريا حداد والمبارزة أنيسة خلفاوي، بالإضافة إلى الدراج عز الدين لعقاب، فقد تحدّث الرياضيون عن مشاركتهم في دورة لندن وأسباب النتائج المخيّبة التي منيت بها المشاركة الجزائرية إلى حد الآن في عاصمة الضباب.
أنيسة خلفاوي: “اسألوا المسؤولين عن التحضيرات فليس هكذا نواجه المستوي العالي”
أبدت المبارزة الجزائرية أنيسة خلفاوي حسرتها وأسفها على النتائج التي سجلتها الراية الجزائرية في ألعاب لندن الأولمبية حتى الآن وتحدثت عن أسباب الفشل المسجل باعتبارها إحدى ممثلات الجزائر في المسابفة، حيث اعتبرت الانتقادات التي تطال الرياضيين ظالمة إلى حد بعيد، لأن الرياضي يعاني من أجل محاولة تشريف الجزائر في التظاهرات العالمية، لكن هناك العديد من المشاكل التي تواجهه والأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه النتائج الضعيفة وصرّحت قائلة: “متأسفون جدا ولسنا سعداء بهذه النتائج. من السهل الانتقاد ولكن يجب وضع أنفسنا في مكان الرياضي، مثلا في المسابقة لم نحضّر بالمقارنة مع باقي البلدان. لم يكن لدينا تربصات أو منافسة ومنذ تأهلنا بقينا نتدرب في فرقنا، لم تكن لدينا متابعة وبعد تأهلنا لم يكن هناك استدعاءات أو تحضيرات وليس هكدا نحضّر للألعاب الأولمبية، لأن المستوى فيها عالٍ جدا، واسألوا المسؤولين عن التحضيرات.
صوريا حداد: “عانيت من العديد من المشاكل في التحضير ولكن الحديث لا يجدي الآن”
من جهتها، صوريا حداد، تحدثت عن تعرضها للعديد من المشاكل، ولكنها فضّلت العودة للحديث عنها وصرحت قائلة: “عانيت من العديد من المشاكل في التحضير، لكن الحديث عن العقبات والمشاكل لا يجدي حاليا، أنا متأسفة لطريقة الإقصاء التي كانت بسسبب تفاصيل صغيرة. تأسفت للعمل والتضحيات التي قمت بها طوال السنوات الماضية، طلبت السماح من الجزائريين، فربما قد خيّبت أملهم لأنهم ساندوني كثيرا خاصة عائلتي والمدرب، وأنا متأسفة كثيرا على هذه النتيجة”. وعن مستقبلها بعد الكلام الكثير الذي قيل عن اعتزالها اعترفت بطلة الجزائر وإفريقيا أنها كانت تفكر في الاعتزال بعد الأولمبياد لكنها لم تقرر بعد.
لعقاب: “أتمنى أن تتحسن الأوضاع وألا نُضحك علينا الأمم فنحن نمثل الألوان الوطنية”
اضطر الدراج الجزائري عز الدين لعقاب إلى شراء عتاده الرياضي ليلة مشاركته في المنافسة خلال الألعاب الأولمبية والمشاكل، وأكد أن أوضاع التحضيرات لم تكن بالمستوى بالمقارنة حتى مع الءشقاء المغاربة، حيث صرح لعقاب قائلا: “المهمة كانت صعبة علينا وكنا نعرف ذلك وقد جاءت النتائج حسب تحضيراتنا والإمكانات التي أتيحت لنا، كما أن إرادة النجاح لا تكون فقط من الرياضيين بل من المسؤولين بتوفير الظروف الملائمة. أنا مثلا قمت بشراء العتاد ليلة السباق. نحن نمثل الجزائر وصورتها بين الدول في الألعاب الأولمبية ويجب توفير الإمكانات التي تسمح للرياضيين بتقديم الأفضل وألاّ نترك الناس تضحك علينا في الإنطلاق أو في المنافسات الدولية.
بوهدو: “الرياضة أصبحت قضية دولة وعلى السلطات رفع مستوى التحضيرات لتحقيق النتائج”
من جهته، المدير الفني الوطني للجيدو قال إن المسؤولين على الرياضة في البلاد مطالبين برفع مستوى تحضيرات الرياضيين من أجل تحقيق أفضل النتائج، حيث صرح قائلا: “الرياضة أصبحت قضية دولة في كل البلدان وعلى المسؤولين اتخاذ ما يجب من قرارات وخيارات من أجل النهوض بالرياضة الجزائرية، وخاصة رياضة الجيدو”. كما اعتبر بوهدو أنه من الصعب على أي مدرب بالإمكانات والظروف الحالية أن يصنع بطلا في أية رياضة كانت، وأضاف أن خيبة أمل الجيدو في لندن كانت كبيرة، لكن الأمل يبقى معلقا على المصارعة “إصلاّح”.