إعــــلانات

هؤلاء أفنوا أعمارهم في التقليد وألقوا بأنفسهم في جحيم الانحراف

هؤلاء أفنوا أعمارهم في التقليد وألقوا بأنفسهم في جحيم الانحراف

تحية طيبة وبعد

التقليد الأعمى والتبعية للغير لا يحققان السعادة ولا يجلبان أسباب الهناء، فهما وسيلة للقلق وتمهيد للانزلاق نحو مشارف الهاوية، وتضحية للمبادئ الإسلامية والمقدسات السامية، وبذلك ينتشر جو الفضاعة والسقم وتتوغل سمومه إلى الحياة اليومية. التباهي بما ليس لنا يتعبنا وينال من أعمارنا، ويبعثنا إلى حنايا الجحيم ومخالب الانحراف، وهو ما نراه اليوم في سلوك أطفالنا وشبابنا، فالكل صار يسير في متاهات حائرين إلى أين، يقطعون مسافات طويلة لكنها ضيقة الأمل، حتى وإن زينت بأنغام الحياة ووسائل العيش وأوتار الترفيه، فحتما ستعتريهم استفسارات مبهمة عن مشوارهم العقيم والخالي من الأسس الصحيحة والارشادات السديدة، غارقين في يم السراب ودنيا الضباب، فالكل يشعر بالاختناق وسط موجة التغيير وزحمة الأفكار الدخيلة على مجتمعنا، فالسائر على هذا الدرب جاهل هدفه مشوش فكره، تفضحه نبرات أحاديثه عن جحيم معاناته وأنين مسيرته وهو شغوف إلى جو مفعم بهمسات الحنان ودفء المحبة ليطفئ نيران الأسى ولهيب المشاعر الصماء. فما أغرب هذا الزمن الذي سقط فيه البعض في شباك التبعية وفخ الغزو الثقافي، فانساق نحو الأفكار الجهنمية بدون وعي ولا تفكير، حيث صارت المعاملة بينهم تصدر من نفوس سقيمة وضائعة، وعقول شاردة تائهة متشوقة للذة الوئام ولمة الجلسات الجماعية، لأن الكلل والملل مس حياتهم سنين طوال، فللأسف صار كل واحد منهم منزويا في حيز من عالمه الخاص، لعله يضفي عليه بخطط جديدة هدامة منافية لسلوكاتنا وعاداتنا، متجاهلة آراء الأولياء ونصائح الدعاة. أين المراقبون للتصرفات الطائشة والأفعال المشينة الآتية من وراء البحار، الأكيد أن كل واحد من هؤلاء يسكنه ضمير يصرخ رافضا هذا التغير المنتشر هنا وهناك عبر الشوارع وحتى في البيوت، والكلمات في حزن بعد انتزاع جوهرها ومعانيها، فمثلا كلمة الحضارة، فهي تكاد تضيّع مدلولها والذي هو التطور الفكري والإبداع العملي من دون المساس بالمقدسات والهوية وتجاهل مسيرة أجدادنا. فكّر أيها الغافل أيها المتجرد عن عرفك وهويتك مليّا وجديا، واعلم أن الصحة لا تدوم والعافية لا تبقى والشباب سيفنى، فكم من هؤلاء غرتهم الدنيا وزينتها حتى صار مرتدا فانسلخ عن عقيدته، وباع عفته وكرامته وحتى وطنه ثم باغته الموت فجأة، فكان جزاؤه سوء الخاتمة، فتمعن جيدا في حياة آلاف الأشخاص واطّلع على صفحات الكثير من العلماء فتحظى بالعبر، فكم منهم من سار في هذا الدرب العليل ثم تراجع وتدارك الأمر في الوقت المناسب ونجا من طوفان العذاب ومن إعصار الذنوب، ومن أخطبوط التبعية والتقليد والعبرة لمن اعتبر. 

نادية واحدي/ ابنة الهضاب

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/2c5WI