نوم طوال اليوم، إهمال الصلوات، سب وشتم وشجارات من العيار الثقيل
كثير من الناس يصومون عن الطعام والشراب فقط ويعتبرونه الأصح في الصيام، ويطلقون لأنفسهم العنان لسائر المكروهات من الكذب، النميمة، الخداع والنفاق، ناهيك عن إمضاء أوقاتهم في الإبحار عبر الأنترنت التي لا تخلو مواقعها من الصور الفاضحة المنافية لشروط الصيام وتمس بصحته، فضلا عن القنوات التلفزيونية الفضائية لمشاهدة الأفلام والمسلسلات وبعض البرامج الدنيئة، وما نراه أن الشباب اليوم أغلبهم يضعون سماعات في أذنيهم لسماع الأغاني، ولا يمكن السكوت عن فئة الشباب التي تمضي كامل يومها في النوم وبمجرد النهوض يبدأ البحث عن أتفه الأشياء للشجار والمشادات الكلامية.
لدى حديثنا إلى بعض الشباب عن كيفية قضاء يومياتهم الرمضانية، أكد “محمد” بشارع حسيبة بن بوعلي أنه يقضي سهراته إلى غاية أوقات متأخرة من الليل، ما يجعله لا يستطيع النهوض صباحا، مضيفا أنه بطال والنهوض صباحا دون العمل لا يجدي نفعا، وأضاف صديقه “كمال” الذي التقيناه ببئر خادم مساء، قال “استيقظت على الساعة الرابعة مساء و لم أجد ما أفعله خصوصا وأني توقفت عن العمل منذ أكثر من 3 أشهر، كما أني مدمن على التدخين، أي بمجرد نهوضي سأفكر في السجائر”. وتحدث “سليم” عن طريقة تمضيته ليوم واحد قائلا “أنهض على الساعة الثانية زوالا، أصلي ما فاتني من الصلاة خلال نومي، بالإضافة إلى أني أذهب لأقضي بعض ما تحتاجه الوالدة وأجلس في الحي إلى أن يحين وقت الإفطار”.
والملتفت للانتباه أنه خلال شهر رمضان تكثر الشجارات والمشادات الكلامية لأتفه الأسباب، حيث لا يفوت يوم دون رؤية وسماع شجارات في الشارع، حيث أكد “محمد” أنه ذات يوم كان يمشي وإذا به يلمح جاره مارا بسيارته أمامه، ليعود فجأة إليه ويلقي عليه وابلا من السب والشتم بسبب أنه نظر إليه، فقال محمد لم أجد ما أفعله إلا أن ضربته لأنه هو من أراد ذلك. و تحدث إلينا “الحاج جمال”، بشارع بلوزداد، “الله يسترنا، أناس يصومون عن الأكل والشرب ويتناسون أنه لابد من الصيام عن كل ما قد يفسد الصيام، سب بكل أنواعه، شتم وصراعات بحجة أنهم صائمون، لكن في الحقيقة لا دخل لشهر رمضان في كل هذه الخلافات”، فيما أشار لمين إلى أنه يتفادى في شهر رمضان النقاش والمجادلة مع أي أحد، لأنه سريع النرفزة، وفي سرعة فائقة يجد نفسه يشتم الآخرين.
ألبسة غير مناسبة ومعاكسات وتذمر من قبل الشباب
لا يمكن التغاضي في سياق حديثنا عن هذه الظاهرة إثارة مسألة الفتيات اللواتي يلجأن إلى ارتداء ألبسة فاضحة، والتي لا تتناسب مع شهر رمضان الفضيل، فأكدت “فطيمة” أنها خلال شهر رمضان تلبس كغيره من الأشهر، والصيام لا يعني أن نضع حجابا حسب تعبيرها. وأضافت لمياء، من حيدرة، أن من عادتها ارتداء ألبسة مفضوحة ولا يمكن أن تغير طبيعة لباسها بين ليلة وضحاها. وتقول “أصوم و أصلي كل صلواتي، لكن لم أفكر في تغيير لباسي في شهر رمضان”، و قالت “سمية”: “تلقيت عدة نصائح بخصوص لباسي خلال شهر رمضان، لكن لم أغير من طباعي”، فيما تحدثت إلينا “رانيا” موضحة أنها لا تستطيع الخروج من المنزل دون ماكياج تضعه في السحور لتخرج من المنزل وهي متزينة، فيما أكدت “أمينة” أنها تضع القليل من الماكياج ولا تُكثر منه لأن منصب عملها يتطلب أن تكون جميلة!؟
ولدى تقربنا من بعض الشباب بحي بلوزداد أكد “محمد الأمين” أنه يعاكس الفتيات في شهر رمضان ليس قصد المجاملة بل لتأنيبهن عمّا يلبسن ويتزين به خلال شهر رمضان، فيما أضاف “ربيع” قائلا “نحن في شهر الصيام ولا يحق للفتيات لبس المفضوح والمشي ببعض الطرق التي تجذب الناظرين والمارة في الشارع”. وقال” رضا” إنه لا يمكن غض البصر في هذه الظروف التي مهما حاولت أن تحفظ أعينك من النظر فترى الفتيات اللاتي أصبحن أكثر من الرجال في الشوارع.
الصيام صيام للجوارح أيضا
أكد مفتاح شدادي، إمام بمسجد الكوثر بالبليدة، أن الكثير من المواطنين أصبحوا يصومون صيام العادة وليس العبادة ، بمعنى أنهم وجدوا الأوائل يصومون فورثوا عنهم الصيام، وهو غير حقيقي، وهو دون نية الصوم الصحيح. و أضاف الإمام أن الصيام له أركانه، فرائضه وسننه، ومن الناحية الفقهية فالممسك عن الطعام والفرج فصيامه صحيح، لكن من يلجأ إلى السب والشتم والنظر إلى المنكرات فصيامه ناقص، وأنه لم يشعر به لأن الصيام في الشريعة هو كذلك صيام الجوارح، فاليد تصوم عن أكل الحرام، والأذن عن سماع الكلام الفاحش، واللسان عن النميمة، والرِّجل عن المشي إلى الحرام وغيرها.
=====
بعد أن تحولت مساجد زاوية الشابية ببلدية بني صالح إلى مرتع للحيوانات
أحفاد الولي الصالح بدر الدين يطالبون باعتماد جمعيتهم وإعادة هيبة الزاوية
عرش بني صالح بولاية الطارف يتحرك باتجاه تحسيس السلطات المحلية بالحالة المأسوية التي آلت إليها مساجد زاوية الولي الصالح بدر الدين ويلجأون إلى جريدة “النهار” لإسماع صوتهم.
هذا العرش الشهير بنضاله الوطني ضد الاحتلال الفرنسي وخاصة أثناء ثورة التحرير في معارك دخلت التاريخ وجعلت العسكريين الفرنسيين يطلقون عليهم تسمية “بني صالو”، سيقيم الأسبوع القادم وحسب التقاليد السنوية المعهودة “الزردة الكبرى” التي تجمع أطياف مختلفة من شرائح المجتمع وتتحول الزاوية الشابية إلى قبلة للعديد من المغتربين وحتى الأجانب، إلا أن وضع الزاوية أصبح يشكل ألما حقيقيا في صدور أبنائها الذين يشكون حڤرة السلطات وإهمالها رعاية مقدساتها.
التقينا بعض أحفاد الولي الصالح بدر الدين، الذي تنسب إليه الزاوية، ويتواجد بها المسجد الأول وعلى مقربة منه يتواجد مسجد ضيف بن زفزاف، هؤلاء الأحفاد أبدوا امتعاضهم من تحول المكان إلى مرتع لرعي الحيوانات تجول فيها الأبقار والأغنام بعبث مما يسيء إلى قدسية بيوت العبادة التي يستوجب حمايتها وحفظ حرمتها، كما أصبحت هذه المساجد مكانا لرمي القمامة والفضلات.
وفي سياق آخر، فإن الطريق التقليدي الذي يوصل الى الزاوية غير صالح تماما ومن الصعوبة على المتنقل والزوار اتخاذه مسلكا وهو يربط بين منطقة البقارية وحمام بني صالح، كما أن بلوغ الزاوية يتطلب استعمال الجرارات، نظرا لصعوبة المسلك الجبلي في حين لا زال المسجدان يغطيهما القصدير.
أحفاد الولي الصالح من عروش بني صالح، أنصار الشابية، تحركوا منذ مدة لإعادة الاعتبار للمكان المقدس، وذلك من خلال تأسيس جمعية للزاوية التي أشرفت ولا زالت تشرف على تكوين مئات الطلبة من حفظة القرآن ودراسة الشريعة الإسلامية ومن أقطار مختلفة من العالم العربي والإسلامي، إلا أن طلبهم قوبل بتماطل السلطات الولائية المشرفة على التنظيم ورفض منح اعتماد الجمعية، مما حال دون الحصول على الإطار القانوني لنشاطهم رغم توصيات رئيس الجمهورية بإعطاء الدعم المادي والمعنوي للزوايا وتشجيع هذه المؤسسات لتقوم بدورها التوجيهي والديني والوطني في التربية والتعليم والإصلاح، لكن السلطات المحلية تتماطل وتتغاضى عن مسألة حساسة تهم شريحة واسعة من المجتمع تتميز بتقاليدها وعاداتها وسلوكاتها الاجتماعية الوثيقة بتراث الجزائريين وحرمة شعائرهم.
وحسب الوثائق التي اطلعنا عليها، فإن أصول عائلة الولي الصالح بدر الدين تعود إلى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، ويسعى أحفاده حاليا إلى تأسيس جمعية وطنية بعدما أبدى زوار الزاوية ومرتاديها من كافة أنحاء الوطن هذا المبتغى وألحوا عليه.