نوافذ ورقية في فندق سيرتا لاستقبال ضيوف قسنطينة عاصمة الثقافة الورقية
على عكس ما جاء في تصريحات مسؤولي وزارة الثقافة والمسؤولين المحليين بقسطنينة، ومنهم مدير السياحة والصناعات التقليدية، التي تؤكد أن الولاية باتت جاهزة بصفة كاملة لاستقبال ضيوفها العرب والأجانب بمرافقها العمومية، خاصة منها الفنادق، فإن لسان حال المدينة يقول غير ذلك، فالعديد من الفنادق لا تزال رهينة عملية إعادة التأهيل وتعرف تأخرا كبيرا في الأشغال، ويلزمها وقت طويل لجعلها صالحة للاستغلال. مدينة قسنطينة التي أضحى العام والخاص على يقين بعجزها في مجال الفندقة والإيواء وتحتل المراتب الأخيرة على المستوى الوطني في عدد الغرف المصنفة، قياسا بمكانتها كعاصمة للشرق وثالث مدن الجزائر، ستستهل المحفل الثقافي العربي وهي محرومة من خدمات أقدم فندقين بالمدينة «سيرتا» و«بانوراميك»، بحكم الانطلاق المتأخر في عملية إعادة تأهيلهما وعدم إمكانية استغلالهما مع الافتتاح الرسمي للتظاهرة، خلال الأسبوع المقبل.وقد أثار انتباه المارة وسكان قسنطينة هذه الأيام خلال مروروهم أمام فندق «سيرتا» الذي يتوسط المدينة، وجود نوافذ وهمية مصنوعة من الورق تغطي الواجهة الأمامية لهذا النزل التابع للقطاع العمومي، الأمر الذي يراه متتبعون أنه تحايل على زوّار المدينة من أجل إيهامهم بجاهزية الفندق، رغم أن أشغال الترميم به لا تزال عالقة ولن يدخل حيز الخدمة إلا في نهاية التظاهرة التي ستدوم سنة كاملة، إذ يعد النزل من بين الصروح الثقافية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية التي تحتاج إلى اهتمام وعناية خاصة نظرا لتاريخه العريق، حيث كان في وقت سابق من بين أهم الفنادق بعاصمة الشرق الجزائري، وشهد استقبال الكثير من الشخصيات التاريخية والسياسية العابرة على هذه المدينة العتيقة، إلا أنه اليوم تحوّل إلى معلم مهجور يئن تحت وطأة أشغال الترميم غير المنتهية.ولا يختلف اثنان في مدينة الجسور المعلقة حول جملة من النقائص التي تعرفها أشغال تزيين المدينة والطريقة المنتهجة على غرار تنظيم وطلاء واجهات العمارات المطلة على الشوارع الرئيسية، في حين تبقى أخرى محافظة على وجهها البائس، وكانت أغرب حالة هي عملية طلاء عمارات حي قدور بومدوس المعروف باسم «السيلوك» من الجهة المطلة على المدخل الغربي لقلب المدينة، بينما تركت واجهتها الخلفية كما هي كونها تطلّ على منطقة ترابية غير آهلة بالمارة.