نعيمة عبابسة في زيارة لـ “النهار” في الذكرى العاشرة لوفاة والدها الحاج عبد الحميد عبابسة:التراث الذي تركه والدي ملك لكل الجزائريين وحرام أن يضيع في الأدراج
سأغني ديو مع فلة والمطربون العرب تفوقوا علينا بالصورة ورعاية المؤسسات لهم
إنها آخر العنقود أو “المعزوزية” في أكبر عائلة فنية في الجزائر لكل الأوقات. نعيمة وشقيقتها فلة تعتبران مع والدهما، صاحب “حيزية”، من أعمدة الفن في الجزائر في مختلف أنواعه، الصحراوي، النايلي، العاصمي، وحتى الشرقي، وخاصة مع فلة التي تمثل الجزائر أحسن تمثيل في الخارج.
نعيمة زارت مقر الجريدة وتحدثت إلينا، والابتسامة الواسعة عنوانها، عن علاقتها بوالدها -رحمه الله- وجديدها مع شقيقتها فلة لأول مرة، وأشياء أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
* بحلول تاريخ 15ماي 2008 حلت الذكرى العاشرة لوفاة والدك الحاج عبد الحميد عبابسة ورحيله في صمت بعد كل ما قدمه للفن الجزائري. هل من كلمة في الذكرى؟
- رحمه الله كان يعيش للثقافة والفن الجزائري أكثر مما كان يعيش معنا، كان كل اهتمامه كيف يخدم الثقافة الجزائرية، وهو الذي أسس جمعية العلماء المسلمين مع البشير الإبراهيمي في الثلاثينات. أنا شخصيا لا أشعر بوفاته لأن نصائحه وكلامه وصوته ما زال يعيش معي دائما، خاصة وأنني كنت الأقرب له لكوني “المعزوزية” وكذلك أشبهه كثيرا، سواء في الشكل أو الصوت والطبائع. التراث الغني جدا الذي تركه يجب استغلاله لأنه ملك الجزائر والتراث الجزائري.
* ماهي الأمور التي ما زالت تتذكرها نعيمة من والدها؟
ـ كل يوم أستمع إليه، ما زلت أعيش مع كلامه ونصائحه، أبحث في المجلدات الكثيرة التي تركها، أستلهم منه الفن والإبداع والقوة، وهو الذي وقف معي أثناء محنتي الصحية.
* بالمناسبة، الجمهور يسأل عنك باستمرار وعلى انضمامك لجمعية الأمل، ما صحة الأمر؟
ـ أشكرهم كلهم وأقول لهم أنني الحمد لله بخير وتعافيت بصفة نهائية، وفي المقابل أنصح كل امرأة خاصة أن تتسلح بالشجاعة والقوة والمقاومة ولا تستسلم لليأس، لأن مفتاح كل نجاح القوة السيكولوجية والثقة في الله والنفس. أنا كل هذا أخذته من والدي -رحمه الله- وهذا ما أشفاني، واليوم أنا عضو في جمعية الأمل لمرضى السرطان وكل ما أفعله بيني وبين الله.
* نعيمة، لم نعد نشاهدك في الكليبات مثلما كنت تفعلين في بداية مشوارك الفني، هل الحجاب عطلك عن ذلك؟
ـ أبدا أشعر براحة أكبر منذ ارتدائي الحجاب وهذا لم يعطلني على التلفزيون لأن هناك الكثير من المطربات يظهرن في الشاشة بالحجاب ولا يوجد أي حرج، للأمانة اتصلت بي السيدة ليلى، مديرة قسم الإنتاج بشارع الشهداء ومعدة برنامج “سهرة النجوم”، واقترحت علي المشاركة في الحصة، لكنني لم أكن أملك أي جديد لهذا اعتذرت، وأقول إنني اليوم جاهزة لأن ألبومي الجديد سيكون خلال أيام في السوق.
* في رأيك، لماذا الفنانون العرب عندما يحلّون بأي بلد يحدثون ضجة كبيرة، أما الجزائريون وكأنهم غير معنيين بما يحصل في العالم الفني العربي وبعيدون كل البعد عنه؟
ـ “تقاطعني” ثم تقول، اسمحي لي، زهيدة، هؤلاء الفنانون الذين تتحدثون عنهم عندهم قيمة كبيرة في بلادهم قبل أن تكون في الخارج، يعاملونهم معاملة النجوم وعندهم كل الحقوق والتسهيلات والدعم من طرف الدولة. أما الفنان في الجزائر فالكل يعرف مكانته ووضعيته وحالته المزرية جدا، الكثير من الفنانين لا يملكون حتى السكن، والذين تحسنت وضعيتهم قليلا اعتمدوا على أنفسهم سواء عن طريق الأعراس أو الحفلات مع الخواص.
أريد أن أضيف كلمة وأقول أن الفنانين العرب تفوقوا علينا بالصورة فقط لأنهم يعتمدون على الكليبات التي دخلت مرحلة خطيرة جدا، والفضائيات هي التي ساعدت على انتشارهم. المطرب الجزائري لا يصور أغانيه لأنه أولا لا توجد عندنا حصص أو قناة خاصة بالفنانين وأخبارهم وجديدهم، وحتى على مستوى التلفزة الجزائرية لا توجد حصص متخصصة باستثئناء “الصراحة راحة” أو “سهرة النجوم”. التلفزيون يساهم كثيرا في انتشار أي أغنية ونحن لا توجد عندنا هذه التقاليد.
* وربما هذا ما حققه تامر حسني في آخر زيارة له للجزائر وربما ستكرره نانسي عجرم في أوت؟
ـ “بصحتهم”، عندهم معجبين بهذا الحجم، ونرجع ونقول أن قيمتهم صنعتها لهم بلادهم. وعلى العموم المطربة نانسي عجرم فنانة بمعنى الكلمة وحلوة، وأنا شخصيا سأحضر حفلتها حتى وإن كان السعر مليون سنتيم، تعجبني شقاوتها وحركاتها المحترمة بالمقارنة مع الأخريات.
* كيف تريد نعيمة أن تختم هذه الجلسة الممتعة التي جمعتك مع كل طاقم “النهار”؟
ـ أشكركم كثيرا على حسن الاستقبال وأتمنى لكم النجاح والتوفيق، وأعد جمهوري عبر “النهار” بأنني سوف أبذل مجهودات كثيرة من أجلهم جميعا.
جديد نعيمة عبابسة
“الجزائر شهيدة” ثنائي مع فلة
تفكرتك جيت نشوفــــك ** من قلبي أنا توحشتك
في وحد الحالة لقيتـــك ** الدمعة سايلة على خدك
نبات عوام وأنا نتعذب ** نبكي ونشتكي غير لربي
ولادي للغربة تهـــــــرب ** خلاوني وحيدة في ترابي
عوا الحزن راهي كافـية ** بالحب تولي زاهية
نرجع لترابي هانيــــــة ** ونلقاك حمامة في زيارتي الماجية
هذه كلمات الأغنية الجديدة التي سجلتها المطربة نعيمة عبابسة في ألبومها الجديد مع شقيقتها فلة وتحمل عنوان “جزائر شهيدة”، بالإضافة إلى أغان أخرى منها مجموعة أغاني المطرب عمر الزاهي التي لم يسبق إعادتها، بالإضافة إلى أغان أخرى من النايلي “دنڤ دنڤ” إلى التراث التونسي “خاين”، وأغنية تكرم فيها معظم الفنانين الجزائريين تحمل عنوان “الآلات الموسيقية” مثل الموندول مع العنقى وڤروابي، والبيانو مع سكندراني، والدربوكة مع بابو أو عليلو، وحتى المرحوم عثمان بالي في العود.
الألبوم من إنتاج شركة “صولي ميوزيك” وسيكون جاهزا خلال أيام في السوق.