إعــــلانات

نسبت إليه جناية خطأ والتهمة مازالت تلاحقه رغم تبرئته

نسبت إليه جناية خطأ والتهمة مازالت تلاحقه رغم تبرئته

أحد أبناء عمومته

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

إرهابي أمير لسرية لم يصدر في حقه أي أمر بالمتابعة

هي قصة تشبه الأفلام، بطلها رجل للدفاع الذاتي، اتهم باطلا لأن الشخص الذي كان من المفروض أن يوجه التهمة لأحد أبناء عمومته وجهها له، وصار إرهابيا متابعا، ومحكوما عليه بالإعدام، رغم صدور حكم يقضي بتبرئته من تهمة الانتماء لجماعة إرهابية وتأسيس تنظيم إرهابي..

هو محمد جناتي ابن علال وربحي فطومة، من مواليد الثامن من 13 فيفري عام 1963 بخميس الخشنة التابعة إداريا لولاية بومرداس، قائد مجموعة الدفاع الذاتي بدار الخاليا، رجل دفاع ذاتي انخرط في صفوف الدفاع الوطن منذ تاريخ 14 جوان 1995، عقب عودة عائلته إلى منطقة الدار الخالية بخميس الخشنة بومرداس، إثر مغادرتها سنة 1994 بعد أن أصبحت مرتعا للعناصر الإرهابية التي ارتكبت مجازر عديدة بها، دخل السجن بتهمة وجهت له خطئا لأن أحد أبناء عمومته المدعو محمد جناتي المدعو حركيا بـ”أبو عبد الله” أمير لسرية ببومرداس، من مواليد 8 أكتوبر 1962 بخميس الخشنة، وعوض أن توجه التهمة للإرهابي وجهت لغيره. 

لقد توبع محمد “البريء” بتهمة جناية إنشاء جمعية وتنظيم مجموعة غرضها أعمال تخريبية إرهابية، وهو الفعل المنصوص عليه بالمواد 1، 2، 3 من المرسوم التشريعي رقم 03/92 المؤرخ في 30 سبتمبر 1992 المتعلق بمكافحة الإرهاب والتخريب، مكث محمد المتهم خطئا في السجن مدة أربعة أيام ثم تم إطلاق سراحه، وتبرئة ساحته من تهمة الإرهاب، إذ يؤكد حكم جنائي صدر عن النيابة العامة، لمجلس قضاء تيزي وزو، في جلسة علنية، تبرئة محمد جناتي رفقة عنصرين آخرين من التهم المنسوبة إليهم والمتعلقة بإنشاء تنظيم إرهابي.

غير أن الذي حدث الأحد المنصرم 16 أوت 2009، حسب ما روت عائلته لـ “النهار” هو توقيف محمد جناتي ابن علال وفطومة، من قبل مصالح الشرطة القضائية لباب الزوار بعد أن ذهب لإحضار رخصة السياقة التي سحبت منه منذ حوالي الشهرين، إثر عدم التزامه بوضع حزام الأمن، إذ تم توقيفه في  حاجز أمني بمنطقة الحميز بباب الزوار، وتم سحب رخصته لأنه خالف القانون، محمد قصد الدائرة الإدارية لباب الزوار لاسترجاع رخصة السياقة، فطلب منه العون الانتظار، فمكث في قاعة الانتظار حوالي 20 دقيقة، إلى أن حضر عناصر الشرطة واقتادوه إلى مركز الشرطة، أين تم سماعه، وتحرير محضر سماع، لقد زج بمحمد في السجن، لأن الذي حدث هو أن محمد حكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمة تأسيس تنظيم إرهابي، رغم صدور قرار البراءة في حقه.

المريب في الأمر والخطأ الذي حدث هو أن من وجه التهمة لمحمد جناتي أخطأ في تحديد الشخص، ومازال الإرهابي الذي من المفروض أن توجه له التهمة ويحاكم ويعدم، حرا طليقا يتحرك مثلما يشاء، في وقت مازالت التهمة التي من المفروض أنها أسقطت بعد أن نال محمد جناتي “البريء” حكما يقضي ببراءته تتبعه، وأعيد سجنه مرة أخرى. 

“النهار” تزور عائلة محمد جناتي البريء بخميس الخشنة

هذه هي ظروف التحاق محمد بصفوف رجال الدفاع الذاتي

كانت الساعة تشير إلى الساعة الثامنة إلا الربع صباحا عندما انطلقت رفقة زميلي المصور والسائق إلى خميس الخشنة للوقوف على ظروف العائلة التي فقدت ابنها بتهمة باطلة عشية رمضان، وسمعت بنبإ قرار قضائي مفاده إعدام محمد جناتي لأنه متابع بتهمة إنشاء تنظيم إرهابي، وصلنا في حدود الثامنة ونصف وكانت لنا دردشة مع شقيقه طارق الذي أبى إلا أن يحكي لنا ملابسات القضية. طارق يقول بأن شقيقه من أفضل أبناء المنطقة مشهود له بالاستقامة والوطنية، يعتبر من أوائل المساهمين في تسليح سكان المنطقة التي تعتبر بمثابة “الدشرة” لأن سكانها كلهم أبناء عمومة لديهم أملاك بالمنطقة، طارق الذي كان يتحدث بمرارة عن التهمة التي ألصقت بأخيه زورا، عاد إلى تاريخ شقيقه الذي حمل السلاح بعد أن خرج من السجن وبريء من تهمة الإرهاب، يروي طارق وبالوثائق كيف حصل محمد على السلاح في البداية يقول أنه تم منحه السلاح الأول بتاريخ 4 جانفي 1997 وهو بندقية صيد “روبيست”، ثم تم تسليمه بعد ذلك بندقية ضخ 12 ملم، وبتاريخ 14 أوت 2002، تم تغيير سلاحه ومنحه “بي. آم. أ. كا” “pmak” 269*39 من قبل العميد أوداي محمد، وكان آخر تغيير لسلاحه بتاريخ 10 أفريل 2004.. “لماذا يمنحونه السلاح إن كان إرهابيا.. كان الأجدر بهم التحري قبل اتخاذ أي إجراءات حياله إنه ظلم ما حدث لأخي”، يقول طارق الذي كان يتحدث وينظر إلى الأرض، ووالدته بالقرب منه، تنثر العبرات، تتدخل لتقول أن ابنها كان نعم الابن لم يحدث أن آذى أحدا ثم إن توقيفه كان بناء على أمر بالتوقيف خاطئ وكان من المفروض أن يصدر في حق ابن عمه.. خالتي فطومة مصابة بداء السكري والضغط الدموي وتعاني من قلبها، شفيت تماما منذ زمن غير أن توقيف فلذة كبدها كان بمثابة الصاعقة فقد عاودها المرض هذا الأسبوع ولم تعد تقدر حتى على أداء واجب الصيام، كانت تمشي وهي تستعين بعكازة خشبية صفراء اللون، تحاول الإنصات لسماع ما نقول غير أنها لم تكن تفهم شيئا لأن سمعها قليل… لقد اتصل بطارق ليطلب منه الذهاب إليه غير أنني طلبت منه الانتظار حتى يعيدني إلى المنزل، ذهب لإحضار رخصة السياقة فلم يعد..

ويواصل طارق حديثه، معبرا عن الصدمة التي ألمت به إثر سماع نبإ اعتقال شقيقه، “اتصل بي وطلب مني إفادته بالمحضر القضائي الذي يؤكد تبرئته ووثائق منحه السلاح بصفته رجلا للدفاع الذاتي، وبالفعل لقد ذهبت ومعي كل الوثائق غير أنني فوجئت بأن الحكم الصادر في حقه هو حكم بالإعدام، لذلك فقد تم سماعه من قبل وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش، ثم وضع رهن الحبس الى حين محاكمته هذا الثلاثاء… “أطلب من الرئيس بوتفليقة ومن الوزير الأول التدخل لإطلاق سراحه لأن ما حدث لأخي خطأ جسيم”… الوالدة لم تحرك ببنت شفة قالت أنها لا تعرف ما تقول غير ما تحسه من ألم إثر سماعها نبأ توقيف ابنها لأنه محكوم عليه بالإعدام..

“عيانا بزاف وزادت هاذي الضربة هردت قع العباد”..

تقرير إخباري يروي قصة الكمين الذي شارك فيه محمد

يقول محمد قائد مجموعة الدفاع الذاتي في تقرير أعده خصيصا إلى قائد القطاع العملياتي لبومرداس، أنه وفي يوم الجمعة وبتاريخ 17 سبتمبر 1997، كان محمد وزملاءه مكلفين بحراسة مدرسة البلاطو، حيث نصبوا كمينا حولها من الجهة الغربية، وعندما أشارت الساعة إلى التاسعة ونصف ليلا، انسحبوا من الكمين ودخلوا إلى المدرسة، وإذا بهم يشاهدون أشخاصا غرباء بداخلها، فما كان منه، يضيف محمد سوى الاتصال بالسلطات المعنية للتحقق من هوية المشتبه فيهم، فردت أن لا يتسرعوا حتى يتحققوا من أنهم غرباء، فانتظر محمد وزملاؤه حتى بدأت الجماعة المشتبه فيها بالانسحاب، غير أن أمرا غريبا حدث هو أن رجال الدفاع الذاتي لمحوا أسلحة مخبأة تحت ألبستهم، وبعدما تحققت المجموعة من الأمر، أطلقت عليهم النار، ففروا هاربين، وإثر ذلك يضيف محمد في تقريره الذي تحوز “النهار” نسخة منه، حضر دعم لعناصر الدفاع الذاتي، من الجيش الشعبي الوطني، والشرطة القضائية، وتم الدخول إلى المكان الذي كانت به العناصر الإرهابية، ففوجئوا بأنها كانت تتناول وجبة العشاء، لأنها تركت كل أنواع الأكل، كانت وجبة باردة مكونة من الخبز والكاشير والجبن، وذكر محمد أن عدد الطلقات بلغ 18 طلقة من عيار 12 ملم.

الزوجة تروي لـ “النهار” قصة زوجها مع محاربة الإرهاب

نجاة ابنة المتهم: أطلقوا سراح أبي فأبي ليس إرهابيا والإرهابي الكبير طليق

قالت زوجة محمد التي كانت شاحبة الوجه والدموع في عينيها أنها لم تكن تنتظر يوما أن يحدث ما حدث لأن زوجها شارك في عدد كبير من العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي، بل وكان يقود أغلب العمليات بالمنطقة التي كانت ساخنة قديما. تروي الزوجة أنه في أحد الأيام خرج محمد في عملية تمشيط بعد أن سمع رفقة زملائه في المنطقة أن تحركات إرهابية تم رصدها بالمنطقة، وإثر ذلك دخلت المجموعة الإرهابية في اشتباك مسلح مع عناصر الدفاع، وكثرت طلقات الرصاص التي كانت قريبة من مقر السكن، فشكت العائلة في عودة الابن سالما غانما خاصة عندما تأخر في توقيت الدخول إلى المنزل مساء، غير أنه وفي ساعة متأخرة دخل وكان الغنم القضاء على إرهابي واسترجاع سلاحه من نوع كلاشنكوف، وعمليات أخرى قالت الزوجة أنها لا تعد ولا تحصى، تضيف الزوجة بحسرة، أنه أب لـ 9 أبناء يقتاتون من عمله في التجارة فيوم يعمل وعشرة بدون عمل، خاصة بعد أن تم توقيف منحة رجال الدفاع الذاتي منذ 5 سنوات، “أبنائي صاموا عن الأكل حتى وقت الإفطار فهم ينتظرون دخوله في أي لحظة، خاصة أحمد صاحب الست سنوات، أخبرته بأنه في وهران فطلب مني محادثه في الهاتف فكذبت وقلت له أنه مغلق حتى لا أزيد من ألمه أما البقية فيبكون ليل نهار”، رشيدة البنت الكبرى كانت تنظر وعيناها تلمعان وكلها رغبة في أن يدخل والدها اللحظة، قالت أن أملها الوحيد في الرئيس بوتفليقة الذي بإمكانه إصدار قرار الإفراج عنه حتى يعود إليهم.. أما نجاة التي انفجرت باكية فور حديثنا إليها فقالت وبكل براءة “يطلقوا بابا .. بابا ما راهوش إرهابي ماشي، الإرهابي الكبير في الجبل لا باس بيه وبابا في الحبس في رمضان…”.

قالت الزوجة أنهم حددوا موعدا لزيارته اليوم “يعني أمس”، ثم سيمثل أمام العدالة هذا الثلاثاء، وتواصل السيدة سرد حكايتهم مع الإرهاب، تقول أن السكن العائلي كان يحمي رجال الدرك والشرطة والجيش في أيام العشرية السوداء، “لقد كنا ننام سويا، منحتهم أغطية وأفرشة وأكل أبنائي فمن غير الممكن أن يصبح زوجي اليوم إرهابيا ويزج به في السجن لجرم لم يرتكبه..”.

“النهار” تلتقي والد الإرهابي الذي لم يصدر أمرا بالبحث في حقه

“سأشهد لصالح محمد إذا استدعوني لأن ابني هو الإرهابي

“قال أحمد جناني والد محمد جناني الإرهابي الذي من المفروض أن يكون هو محل متابعة قضائية، أن ابنه التحق بالجبل سنة 1993، مباشرة بعد إطلاق سراحه إثر متابعته في قضية الانتماء إلى تنظيم إرهابي، كان يدرس في الابتدائي، وبما أنه كان من مناضلي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، فقد كان يتلقى عدة مضايقات من قبل رجال الأمن، ولذلك فقد قرر في يوم من الأيام ترك المنزل نهائيا، قال لي “لن أعود إلا في نعش، سأترك المكان نهائيا”، يقول الأب أنه ترجاه ليبقى غير أنه لم يرض، لقد اتهموا محمد بن علال زورا، لأنه كان رجل دفاع ذاتي ولا علاقة له بالإرهاب، “المعني هو ابني محمد، فالخطأ يتحمله أول من وجه التهمة لمحمد، لأن أخذ معلومات خطأ ودونها ضد شخص آخر، يضيف “سأشهد لصالح محمد إذا استدعوني، سأقول الحق حتى وإن كان ثمنا لحياتي.

رابط دائم : https://nhar.tv/cp28o