موسيقيون وفنانون يرفعون عريضة احتجاج ضد منظمي تظاهـرة ''تلمسـان عاصمـة للثقافـة الإسلامية''
الموسيقي الياس بوليفان: ”كيف لتظاهرة تفوق ميزانيتها 600 مليار أن يتقاضى فيها رئيس جوق موسيقي 12 ألف دج
لجأ عدد من من الفنانين والموسيقين إلى موقع التواصل الإجتماعي ”الفايس بوك” لتسجيل رفضهم واعتراضهم على الأجور الزهيدة جدا التي خصّصها رياض الفتح ”OREF” للعاملين بتظاهرة تلمسان ”عاصمة للثقافة الإسلامية”، وأيضا على ظروف العمل غير المواتية، في الوقت الذي اتفقت فيه مجموعة من الفنانين أمس الأربعاء، على صياغة عريضة احتجاج من المفترض رفعها إلى مسؤولي الثقافة والسلطات الوصية.
اجتمع صبيحة أمس الأربعاء بـ ”مقهى الفنانين” الواقع بضاحية باب الوادي، عدد من الفنانين والموسيقيين للإتفاق على جملة المطالب التي ستتضمنها عريضة الإحتجاج، المتوقع رفعها إلى ديوان رياض الفتح ووزارة الثقافة، احتجاجا على سلّم الأجور الخاص بالموسقيين العاملين ضمن تظاهرة ”تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية”، وقال أحد الموسيقيين الذين تحفّظوا عن ذكر اسمهم في اتصال بـ ”النهار” أن مطالب المجتمعين أمس جاءت واضحة وهي رفع سلّم أجور الموسيقين، إذ لايعقل -والكلام لمحدثنا-،أن يتقاضى موسيقي مبلغ 10 آلاف دج مقابل وصلة كاملة تزيد عن الأربع ساعات، في حين يتقاضى فنان نصف مشهور -ومقابل نصف ساعة غناء فقط- أكثر من 70 ألف دج، هذا عدا تنقل الموسيقيين برّا إلى مناطق بعيدة ونائية بدون التكفل بنقلهم جوّا، بالرغم من الميزانية الضخمة التي خصّصتها الدولة لهذه التظاهرة!
وأضاف مصدر موثوق فيه بذات التظاهرة أن بعض الفنانين الكبار قد ألغوا جولاتهم بسبب تدني أجورهم وظروف العمل والتنقل، منهم الفنانة الكبيرة سلوى، وأعطى مثالا على ولاية البيّض التي تفتقد إلى أدنى التجهيزات -على حد تعبيره- قبل أن يضيف ”لقد سافرنا إلى ولاية البيّض برا، وعند وصولنا فوجئنا بعدم وجود أية ملصقات إشهارية خاصة توحي بإحياء الحفل الذي أقمناه، كما اضطررنا إلى المبيت بولاية النعامة - 200 كلم عن البيض- لعدم وجود فنادق علما أنه توجد أمثلة كثيرة عن الظروف التي يعمل فيها بعض الموسيقيين والفنانين وتقنيي الصوت والإضاءة، ويكفي مثلا أن أذكر على سبيل المثال أنّنا تنقلنا قبيل أيام إلى تندوف التي تبعد عن بشار بـ 800 كلم برا، وهو أمر مؤسف جدا لموسيقي يتقاضى 10 آلاف دج، أو لرئيس جوق موسيقي يزيد أجره عن هذا الأخير بألفي دج فقط”.
ومن جهته، أعلن الموسيقي المعروف ”الياس نيزالي” العضو السابق لفرقة ”بوليفان” الشهيرة، انسحابه هو الآخر من تظاهرة ”تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية” احتجاجا أيضا على ما سمّاه بـ”تدني الأجور”، وتساءل ”الياس” عبر صفحته الرسمية على موقع ”الفايس بوك”: ”كيف لتظاهرة ضخمة ميزانيتها تفوق الـ 600 مليار سنتيم، أن يحدد فيها أجر الموسيقي بـ 10 آلاف دج!؟” مطالبا كافة الموسيقيين بعدم المشاركة في التظاهرة صونا -كما قال- للكرامات!!
وفي اتصال به، قال الموسيقي ”الياس نيزالي” أنه من المؤسف جدا أن يصل حال الفنان في الجزائر إلى هذه الدرجة من ”الحقارة”، متسائلا إن كان راعي هذه التظاهرة فخامة رئيس الجمهورية، مطّلعا على ”الحڤرة” التي يتعرض إليها بعض الفنانين والموسيقيين -حسب قوله-، مذكرا بأن المشكل ذاته، طرح نفسه أيام المهرجان الثقافي الإفريقي الذي عرف ”بذخا” و”إهدارا” كبيران للمال العام.
