موسم حج فاشل بسبب البعثة العاجزة عن أداء دورها
كان موسم الحج لهذا العام
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
كسابقه من حيث سوء التكفل بالحجاج من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة الذي أشرف للمرة الثانية على التوالي على تنظيم الحج منذ إنشائه. لم تختلف شهادات العائدين من البقاع المقدسة هذا العام عن الظروف السيئة التي عاشوها في الأيام الأخيرة لمناسك الحج وعدم الإهتمام بهم من طرف بعثة الحج من ناحية التنظيم والتأطير باستثناء البعثة الطبية وبعثة الحماية المدنية التي حفظت ماء الوجه، وقد تحدث العديد من الحجاج الذين سبق لـ” النهار” وأن التقت بهم عن غياب شبه مطلق لأفراد البعثة الجزائرية من مرشدين ومؤطرين الذين كان من المفروض أن يسهروا على تنظيم مختلف مراحل تواجد الحجاج بالبقاع المقدسة والتكفل بانشغالاتهم إلى غاية الإنتهاء من آداء المناسك، وقد واجه الحجاج الجزائريون تملص أفراد البعثة من مهامهم وتفرغهم إلى آداء مناسك الحج كالعادة بصعوبة بالغة وهو الأمر الذي تسبب تيهان الكثير من الحجاج وبالآلاف. وككل مرة فإن الحجاج الجزائريين وعلى غرار الموسم الماضي واجهوا العديد من الصعوبات والمشاكل خاصة في الأيام الأخيرة للحج، قبل وبعد يوم عرفة بسبب ضعف طاقة استيعاب المخيمات المخصصة لاستقبال الحجاج الجزائريين وسوء تنظيمها، موازاة مع تلقي صعوبات كبيرة في الحصول على الأكل بعد أن قرر الديوان الوطني للحج والعمرة التخلي عن التكفل بالإطعام، ولم يتمكن العديد من الحجاج بسبب ذلك من ضمان قوت يومهم عدامن كانوا بـ”منى”، وقد ازدادت هذه المعاناة في ”منا”، عند المبيت داخل المخيمات التي تضم الواحدة منها أزيد من 100 حاج، حيث تزامن ذلك مع هطول أمطار غزيرة زادت من حدة المعاناة، خاصة بعد أن تبللت الملابس وغرقت الزرابي المخصصة للنوم في مياه الأمطار. ولا يزال معظم الحجاج الراغبين في العودة إلى الوطن يواجهون معاناة يومية بسبب تأخر الرحلات سواء من على متن الخطوط الجوية الجزائرية أو على متن الخطوط الجوية السعودية لأسباب مختلفة منها إعادة ترميم مطار جدة وسوء تسيير برنامج الرحلات.
شهادات حجاج
ظروف إقامة كارثية وقلة أماكن الإستقبال
أكد الحاج محمد 55 سنة من جسر قسنطينة، أن عدد الحجاج في غرفة النوم الواحدة تجاوز 5 أفراد، مما جعل حصة كل واحد منهم جد صغيرة ولا تتجاوز الأمتار المعدودة، مشيرا إلى أن عدد الحجاج الجزائريين كان جد مرتفعا مقارنة مع الإمكانيات الموفرة من قبل البعثة، الأمر الذي تكرر في ”منى”، حيث أكد الحاج أن هذه الأخيرة احتضنت أبشع كابوس مرّ به الجزائريون وفضحت سوء التنظيم الذي خيّم على البعثة الوطنية، مشيرا إلى أن العديد من النساء نمن في الهواء الطلق، بسبب الخيم التي كانت مبللة ومحاصرة المياه لها من كل جهة، في حين تم تخصيص 10 مراحيض لأزيد من ألف حاج.
”المقارون” لسد جوع الحجاج بـ”منى”
أوضحت الحاجة مليكة 59 سنة، أنها مرت بظروف جد صعبة لدى تواجدها بـ”منى”، ولم يسعفها الحظ في الحصول على الطعام الكافي لسد جوعها وهو ما حدث لأغلبية الحجاج الجزائريين حينها، فالجميع كان يتدبر لقمة غذائه بطريقته الخاصة ومعرفته، مشيرة إلى أن أهم شيء أثر فيها خلال هذه الفترة هو رائحة اللحم الذي كان يتم شواءه من طرف بعض الحجاج في البعثات الأخرى وأقلية جزائرية يوم العيد، في حين لم تتضمن أطباق البعثة الوطنية غير ”المقارون” طيلة 4 أيام.
”الكوشمار” في المطار
أبرزت السيدة ”نبيلة. ك” 45 سنة، أن أشكال المعاناة التي واجهتها خلال هذا الموسم، اختتمت بالاستفزازات التي تعرضت لها من قبل مصالح الخطوط الجوية السعودية على مستوى المطار دون أن يتدخل أحد من أفراد البعثة لفك أسرهم، حيث تم تأجيل رحلتهم لمرات عديدة عاشوا فيها أخذ ورد بين مختلف المصالح على مستوى المطار لاسيما فيما يتعلق بميزان البضائع، أين كان يتم فرض مبالغ جد خيالية على كل كيلو غرام زائد عن الوزن المحدد، تجاوزت قيمته 65 ريالا، مما دفع بالكثير من الحجاج الجزائريين إلى التخلي عن بضائعهم بعين المكان، خاصة من لم يكن معهم المبلغ الكافي لتسديد المستحقات.
بمعدل يفوق الـ10 ساعات
تأخر الرحلات يزيد من معاناة الحجاج العائدين من البقاع المقدسة
شكّل هاجس تأخر إقلاع الطائرات الجزائرية من مطارات السعودية عن مواعيدها المقررة، آخر حلقة ضمن مسلسل المعاناة والكابوس الرهيب الذي عاشه حجاجنا الميامين خلال فترة إقامتهم بالبقاع المقدسة، حيث حطمت فترات الإنتظار على مستوى كل من مطاري ”جدة” و”منى” رقما قياسيا جديدا تجاوزت مدته 19 ساعة، في حين قدر متوسط معدل التأخير المسجل 10 ساعات بالنسبة لمختلف الرحلات.
ومنذ انطلاق عملية نقل الحجاج الجزائريين بتاريخ الثاني ديسمبر الجاري على أن تستمر إلى غاية الـ25 من نفس الشهر، والتي تم اقتسامها بين المؤسسة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية ونظيرتها السعودية، حيث قدرت حصة الجوية الجزائرية بـ83 رحلة من بين 150 رحلة تمثل إجمالي عدد الرحلات المسطرة لعودة 36 ألف حاج جزائري من البقاع المقدسة، سجل خللا كبيرا ضمن برنامج الرحلات المسطرة، بغض النظر عن وصول أول دفعة تضم 653 حاج موزعين عبر مختلف ولايات الوطن، في ظروف جد عادية إلا أن باقي الرحلات المقررة انطلاقا من اليوم الموالي شهدت تأخيرا رهيبا زاد من معاناة الحجاج الذين نال منهم التعب والإرهاق، على غرار ما حدث بالنسبة للرحلتين رقم ”AH9003” و”AH9005” اللتان كانتا منتظرتين بمطار هواري بومدين، قبل أن يتم تأجيلهما مرتين على التوالي لتصلا في آخر المطاف بعد 6 ساعات من التوقيت المحدد لكل منهما.
نفس السيناريو عاشه أمس الحجاج العائدين على متن الرحلة ”SV5026 ”. والتي كانت من المقرر أن تحط مساء أول أمس برواق الحجاج التابع لمطار هواري بومدين في حدود الخامسة و25 دقيقة قدوما من مطار ”جدة ”، لأن الحجاج المبرمجين في هذه الرحلة كانوا مجبرين على الانتظار لمدة ثمانية ساعات على مستوى المطار، قبل أن تقلع الطائرة في اتجاه الجزائر العاصمة التي بلغتها في حدود الساعة السادسة من صباح أمس، لتكون المدة الإجمالية للتأخير 12 ساعة.
من جهة أخرى، وحسب تصريحات بعض الحجاج الذين عادوا خلال الرحلات الأخيرة، فقد تجاوزت مدة الإنتظار على مستوى مطارات السعودية 19ساعة حطمت كل الأرقام القياسية المسجلة خلال الموسم الجاري.
ت. خالد
أغلب الوفيات طبيعية لارتفاع نسبة العجزة والمسنين في صفوف الحجاج
تسجيل 12 وفاة بمكة واثنان بالمدينة وواحدة بجبل عرفة
كشفت تقارير مصالح الحماية المدنية تحصلت ”النهار” على نسخة منها ، أن نسبة 98 بالمائة من الوفيات التي وقعت بالبقاع المقدسة في صفوف الحجاج خلال الموسم الجاري للحج كانت بمكة المنورة، حيث بلغت 12 وفاة بمكة المنورة، فيما تم تسجيل وفاتين بالمدينة المنورة، ليصل إجمالي المتوفين إلى 15 وفاة منها 11 رجلا و4 نساء.
وقالت مصادرنا في تصريح لـ”لنهار ”، أن عدد الحجاج المتوفين بالمدينة المنورة قدر اثنان ويتعلق الأمر بالحاج بويعقوب سيد احمد يبلغ من العمر 58 سنة المقيم بدائرة سيدي بومدين بولاية تلمسان، والسيدة هندوزي حليمة مغتربة ذات أصول جزائرية وجنسية فرنسية، في الوقت الذي تم تسجيل وفاة الحاج مزياني عبد الحكيم 49 سنة من ولاية البليدة، بالإضافة إلى وفاة مغتربين ويتعلق الأمر بالحاج سماري محمد البالغ من العمر 58 سنة من فرنسا وبرباري مريم 83 سنة من العربية السعودية، وفي السياق ذاته فإن مصالح الحماية المدنية سجلت 10 وفيات في صفوف البعثة مع تسجيل حالة واحدة ضمن الوكالات السياحية المعتمدة للحج هذه السنة. وعن أسباب وفاة الحجاج خلال الموسم الحالي فهي عادية، حيث تم تسجيل 12 وفاة عادية من ضمن 15 حالة سجلت، كانت آخر وفاة أمس الأول ويتعلق الأمر بالسيد أحمد محمد السعيد من ولاية بجاية، في الوقت الذي تم تسجيل وفاتين بسبب سكتات قلبية وتسجيل وفاة أخرى تتعلق بالإلتهاب الرئوي.
وقد بلغ متوسط عمر الحجاج المتوفين 56 سنة وهو ما يؤكد أن أسباب الوفاة عادية، في المقابل فإن نسبة العجزة والمسنين في صفوف حجاج الجزائر ارتفعت هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، حيث بلغت نسبة الحجاج الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 إلى 85 سنة هذه السنة نحو 56 بالمائة، كما أن عملية التكفل بهم تمت بشكل جيد من قبل كافة أعضاء البعثة الجزائرية.
عناصرها كانوا ينامون لمدة ساعتين في اليوم فقط
الحماية المدنية ستقدم تقريرا مفصلا حول موسم الحج ودورها تعدى إلى الإرشاد الديني
كشف رئيس بعثة الحماية المدنية العقيد فروخي محمد، أن مصالحه تشرف حاليا على عملية ترحيل الحجاج الجزائريين من مكة إلى المدينة المنورة فجدة، ليتم ترحيل الحجاج إلى أرض الوطن خاصة وعملية الحج تشرف على نهايتها، مؤكدا أن الأمور تسير بصفة عادية بالمقارنة مع الأيام السابقة، حيث كان من الصعب التحكم في زمام الأمور . وقال رئيس بعثة الحماية المدنية العقيد فروخي محمد في اتصال مع ”النهار” ، أن أعوان الحماية المدنية كانوا ينامون لمدة ساعتين خلال 24 ساعة نظرا للأعمال الموكلة إليها وصعوبة مهمة التكفل بالحجاج الذين تتراوح معدلات أعمارهم بين 55 و85 سنة، إذ أن أغلبهم من كبار السن ومصابين بأمراض مزمنة، ناهيك عن تزامن موسم الحج وانتشار وباء أنفلونزا الخنازير. وأوضح رئيس بعثة الحج للحماية المدنية، أن أعضاء البعثة وخلال تواجدهم بالبقاع المقدسة كانوا ملزمين بالتكفل الكلي بالحجاج الميامين، حيث لم يقتصر دورهم على تقديم الإسعافات الأولية للحجاج وإرجاع الحجاج الضائعين الذين كانت مدة تواجدهم في مكاتب الأمن لا تتجاوز 2 ساعة، ليتم استرجاعهم في ظرف قياسي، بالإضافة إلى القيام بشراء الأحذية للحجاج وملابس الإحرام. وكشف فروخي محمد أن دور الحماية لم يقتصر فقط على الأعمال المسندة إليهم بل تجاوزها إلى تقديم الإرشادات الدينية للحجاج، حيث لم يفارق الحجاج أعضاء بعثة الحماية المدنية، في الوقت الذي ستقوم الحماية المدنية بتقرير مفصل حول وضعية الحج لهذا الموسم.
آمال لكال