مواقع التواصل الاجتماعي فتنة عكرت صفو بيتي
بعد التحية والسلام، أتمنى أن يكون الجميع على ما يرام، سيدتي أنا امرأة متزوجة وأم لثلاث أولاد أعمارهم بين 18 و10سنوات، عاملة. بيتي وحياتنا المادية ميسورة والحمد لله، كأي أم تحب أن يعيش أولادها في راحة دوما أحاول أن أورف لأولادي. كل ضروريات حتى لا ينتابهم الشعور بالنقص، إلا أن الأمور انقلبت ضدي أنا ووالدهم، وتكاد أن تنفلت من أيدينا. فلابني الأكبر حساب على “التيكتوك”، وأحيانا ينشر فيديوهات يقوم بتصويرها في المنزل. وأحيانا في السيارة، لكن أشعر بالقلق، فقد صار يطلب المال كثيرا، ويوميا يبحث عن لباس جديد. لكن ما استغربته وما رفضته تماما هو طلبه لنا استضافة فتاة من ولاية أخرى. قال أنها صديقة له على هذا الحساب، لأعرف بعد ذلك أنها أكبر منه، فأخذت هاتفه وبدأت أقرأ المحادثات التي بينه وبينها. فوجدت أنها تسأله أسئلة خاصة جدا، تخص أسمائنا، وعنواننا، وطريقة عيشنا، بالمقابل رفضت أنا زيارتها وعلاقته بها رفضا قاطعا. فثار غضبا ضدي، وقاطعنا جميعا، فكيف أتصرف معه أرجوكم قبل أن تقضي هذه للفتنة على استقرار عائلتي؟
السيدة نسيمة من الوسط
الـــــــــــــــرد:
مرحبا بك أختاه، وأتمنى أن تكون أنت أيضا بخير، ونرجو التوفيق من الله في الرد عليك، حقيقة لقد صرنا نسمع كثيرا عن مطبَّات. يقع فيها أولادنا في ظل استخدامهم السيئ وغير المراقب من طرف الأولياء للكثير من التطبيقات على هواتفهم الذكية. وفي مواقع التواصل الاجتماعية، لكن حين يقع الفأس على الرأس يكون قد فات الأوان لاستدراك الخطأ.
لذلك ردي اليوم سيكون لك ولكل الأمهات والآباء، فالكثير من الأهالي يغفلون للأسف عن أولادهم، وتكون النتيجة أن أولادهم يكبرون يومًا بعد يوم جسمًا. ويصغرون دينًا، فاحذروا أيها الأولياء، لأنه في اليوم الذي تغفلان فيه عن أولادكم يهجم على عقولهم آلاف الأفكار والسلوكيات الخاطئة.من خلال البرمجة المدروسة التي تقدمها هذه المواقع الافتراضية والتطبيقات الهاتفية.
فنجد أحيانا أن الأم أو الأب يفرطان في تلبية طلبات ليشعرونهم بالاكتفاء حتى لا ينتابهم الإحساس بالنقص. لكن “إذا زاد الشيء عن حده انقلب لضده”، فليس للملابس الجديدة المواكبة للموضة. والمصروف الكبير فائدة في ظل غياب الأهل ومتابعتهم ومراقبتهم، فالتربية تحتاج فقط للمتابعة ومعرفة أدق تفاصيل شخصية. وسلوكيات الأبناء وتقويم الخاطئ منها.
وقتنا الحالي سيدتي يختلف كثيرا عن الماضي، وعلى كل الأصعدة، فالأبناء يحتاجون لحبكم، واهتمامكم، وقربكم خاصة. استمتعوا والعبوا معهم، وتفرغوا لمشاكلهم استمعوا باهتمام لهم. وناقشهم في مشاكلهم واسعوا في نفس الوقت معهم لحلها، وبدل إشباعهم ماديا، أشبعوا عاطفتهم أولا. أنا لا ألومك لأنك وفرت لهم حياة كريمة، أبدا لا، فالأبوين مسؤولان على الإنفاق على أولادهم. لكن هذا وحده لا يكفي، لهذا عليك التقرب من ابنك، وتوضيح الأمور معه، ووضعه أمام خطئه بأنه وثق في غرباء، واحتوي الموقف قبل أن يتطور إلى ما يحمد عقباه، حاولي بذكاء ورفق أن توضحي له أن لبيتكم حُرمة، وهو الأول مسؤول للحفاظ على سمعتكم، أعطه من الثقة ما تصنع منه رحلا يمكن الاتكال عليه لصون عائلته بدلا من توفير طل طلباته وتدليله، ومؤكد أن الأيام ستكشف له مدى خطئه، ويعود بحول الله إلى رشده.
كان الله في عونك، ووفقك لما فيه خيرا لذريتك.