مهربون يضرمون النار في حظيرة الجمارك بالمركز الحدودي طالب العربي
شبّ، أمس، حريق مهول في حدود الساعة العاشرة صباحا داخل الحظيرة الرئيسية للجمارك على مستوى النقطة الحدودية مع تونس الطالب العربي، مما تسبب في خسائر مادية جسيمة. وقد ساهم غياب سيارة الحماية المدنية لوحدة الطالب العربي الموجودة في مهمة بالدبيلة على بعد حوالي 80 كلم عن مكان الحريق، في تفاقم انتشار النار وتوسع رقعتها قبل أن تتدخل فرق من الحماية المدنية من وحدات الدبيلة والوادي بعد حوالي 40 دقيقة من نشوب الحريق وتخمد النار في حدود ساعة و20 دقيقة بشكل كامل بعد أن حولت النار حظيرة الجمارك إلى رماد وأدت إلى تفحم كلي لـ60 سيارة و 4 شاحنات محجوزة في الحظيرة، إلى جانب سيارتين تابعتين لعوني جمارك بالمنطقة.
وقد مست النار الجزء غير المغطى من الحظيرة الواقعة بوسط مدينة الطالب العربي بمحاذاة القطاع الصحي، حيث غطت سحابة كثيفة من الدخان سماء المنطقة الحدودية وتسببت في 3 حالات إغماء وسط المواطنين تحت تأثير الصيام.
وبخصوص أسباب الحريق رفض رئيس البلدية التعليق. فيما أفاد مصدر مسؤول بمديرية الجمارك أن الأعوان كانوا بصدد إدخال عربة تقليدية محملة بالبنزين والمازوت حجزت لدى مهربين إلى الحظيرة، فهاجم مهربون مجهولون العربة بمحاذاة الباب وأضرموا فيها النار التي أدت إلى ركض الحمار الذي يقودها وسط الحظيرة وتطايرت معها دلاء البنزين على السيارات المتوقفة فاحترقت وذكرت رواية أخرى أن أحد أعوان الجمارك كان بصدد فك الحبل الذي يربط الدلاء بالولاعة فنشب الحريق وهي رواية مستبعدة، كوننا في رمضان والعون لا يحمل معه الولاعة.
ويأتي وضع البنزين في الحظيرة ليطرح جمله تساؤلات لماذا لم يتم تسليمه مباشرة لأول محطة توزيع رسمية ووثيقة إثبات بذلك لأن وضع البنزين مع المحجوزات يكون مصدر خطر، كما حدث أمس. كما أن إقدام المهربين على حرق الحظيرة يعكس حالة الغضب من تشديد الخناق عليهم من طرف الجمارك ورجال الدرك الوطني ويؤكد هؤلاء أن البطالة أجبرتهم على احتراف التهريب للمواد الطاقوية ذات الربح السريع، خاصة في هذه العملية التي تأتي يوما واحد فقط بعد حجز قوات الدرك الوطني لـ800 لتر بنزين في نفس المنطقة الطالب العربي.
الحضور لمكان الحريق من سلطات محلية ومواطنين أجمعوا على ضعف إمكانيات الحماية المدنية بالوادي في التعامل مع مثل هذه الحوادث الخطيرة.