من يكون صاحب الرقم المجهول الذي يهددني بكشف المستور

تحية طيبة وبعد: أشعر بالخوف وتنتابني موجة عارمة من الأفكار المتضاربة، فتخلق في داخلي ثورة لا تهدأ أبدا، ولا يسكن ضجيج الفرضيات المتزاحمة فأجدني على مشارف الجنون، لأن المصاب جلل إذا انزاح الستار عن ماضي حسبته فات ومات.
أنا امرأة متزوجة منذ سنوات، أم لطفلين وأعيش سعيدة مع شريك حياتي لأنه طيب وحنون، ورمز للسخاء والعطاء، أكرمني كثيرا بعدما انتشلني من الفقر والبؤس الذي ميز حياتي من قبل، وجعلني أميرة في بيتي، مقابل مكارم أخلاقه وأفضاله، خدعته واستغفلته وجعلته يؤمن بل يُجزم بأني شريفة ولم يمسن من قبله ولا من بعده بشر ولم أك بغيا، وفي الحقيقة ما أنا إلا امرأة ساقطة بلغت أقصى درجات السفالة، لأني قبل الارتباط به كنت على علاقة بشاب أهدر أجمل سنوات عمري، بعدما انسقت وراء وعوده الكاذبة وكانت النتيجة حمل غير شرعي وإجهاض لأكثر من مرة، وفي نهاية المطاف وحتى يتخلص من العلاقة، أمرني بالابتعاد عنه وإلا فضح أمري بين الناس، فلم يكن لدي حل سوى الانصياع لرغبته، ومضيت بعدها في طريق الانحراف، تعرفت بعد ذلك على والد أبنائي، فظهرت له وديعة وقليلية الحيلة، تزوجني وسترني بعدما أقنعته بأني تعرضت للاغتصاب من طرف أحد المحارم الذي رحل إلى دار الحق مباشرة بعدما نال مني وأنا طفلة، فلم أتمكن من إطلاع أي كان على هذا السر خشية ألا يصدقوني .لقد انطلت عليه الحيلة، فتقدم لخطبتي وتم الزواج لأغدو حليلته، عندها أقسمت أن أحترمه وأصون عرضه في حضوره كما في غيابه، وأن أصير الزوجة الصالحة وقد يوفقني الله إلى ذلك، غير أن رقما مجهولا أطل على حياتي من خلال اتصالات متكررة قلب كياني رأسا على عقب.لا أعرف من هذا الذي يتصل بي بين الحين والآخر ويتكلم عن أدق تفاصيل حياتي الماضية، وعن علاقاتي المشبوهة، إنه يحدثني لينهي المكالمة فجأة وكأن رصيده نفد، ولا يلبث أن يعيد الكرة، حتى جعل حياتي غصة تجثم على صدري مع استرجاع كل نفس، حتى اليوم لا أعرف ما الغرض من هذه الاتصالات، لكنه لا محالة سيفصح عن نية خبيثة، قد يكون ابتزازا أو تهديدا بكشف المستور فماذا أفعل كي أحمي نفسي من كيد رجل بات شرا مستطيرا يهدد استقرارا حياتي.
ز/ الغرب