من رئيس دائرة إلى وزير أول.. هذا هو “آخر الباءات”!

نور الدين بدوي، هو من مواليد 22 ديسمبر 1959، في عين طاية بالضاحية الشرقية للعاصمة.
غير أن أصول والديه تعود إلى منطقة بورقلة بأقصى الجنوب الشرقي بالجزائر.
درس بدوي بالمدرسة العليا للإدارة، وتخرج منها، ليعمل في بداية مشواره بمجلس المحاسبة، غير أنه سرعان ما انتقل للعمل بالإدارة المحلية.
اشتغل بدوي في البداية بدائرة بولوغين بالعاصمة، حيث كان رئيسا للدائرة، كما شغل نفس المنصب بدائرة عين الطويلة في خنشلة.
بعد ذلك، تم تعيين بدوي بمصالح ولاية الجزائر، نائبا لمدير التنظيم، ثم مديرا للإدارة المحلية في ولايتي تيزي وزو وعنابة.
تمت ترقية نور الدين بدوي إلى منصب أمين عام بولاية وهران، قبل أن يتدرج في سلم الترقيات.
وبوقت لاحق، جرى تعيينه واليا على سيدي بلعباس، ثم برج بوعريريج، وسطيف وبعدها قسنطينة.
في 11 سبتمبر 2013، تم تعيين بدوي لأول مرة عضوا في الحكومة، حيث شغل منصب وزير التكوين والتعليم المهنيين.
صديق شقيق الرئيس السابق
وفي تلك الفترة، توطدت علاقة بدوي بمحيط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، خصوصا وأن شقيقه عبد الرحيم بوتفليقة كان يشغل منصب أمين عام بنفس الوزارة.
وبتاريخ 14 ماي 2015، تم تعيين بدوي وزيرا للداخلية، في حكومة عبد المالك سلال الرابعة، ليخلف الطيب بلعيز.
وفي يوم 11 جوان 2016، احتفظ بمنصبه في أعقاب التعديل الذي أجري على حكومة سلال الرابعة ليستمر عضوا في الحكومة الخامسة.
رئيس حكومة الظل
بعد رحيل حكومة سلال وتعيين عبد المجيد تبون وزيرا أول، يوم 24 ماي 2017، احتفظ بدوي بحقيبة الداخلية، للمرة الثالثة.
وبعد ثلاثة أشهر، وتحديدا يوم 17 أوت، تمت إقالة تبون وتعيين أحمد أويحيى وزيرا أول، لكن بدوي بقي في منصبه.
وخلال فترة حكومتي تبون وأويحيى، حمل بدوي لقب رئيس حكومة الظل، فقد كان غالبا ما يصدر قرارات وكأنه وزيرا أول.
ولما أصبح بدوي يقود وفودا من الوزراء في زيارات إلى الولايات، راجت عدة مرات أنباء حول قرب تعيينه وزيرا أول.
عين آل بوتفليقة على الحكومة
وبتاريخ 11 مارس الماضي، وعلى إثر 20 يوما من الاحتجاجات، قدم أويحيى استقالة حكومته، ليكلف بوتفليقة بدوي بتشكيل حكومة جديدة.
غالبا ما كان يُنظر إلى بدوي على أنه رجل ثقة آل بوتفليقة في الإدارة الجزائرية.
فهو الذي تدرج في المناصب العليا خلال فترة حكم بوتفليقة، وهو الذي عمل مع شقيق الرئيس السابق، قبل أن يصبح عينه الساهرة داخل دواليب وزارة الداخلية.
تكنوقراطي لكن متحيز!
ورغم أن بدوي كان رجلا تكنوقراطيا، غير أنه عُرف خلال تسييره وزارة الداخلية، بتحيزه الواضح والمكشوف لحزب الأفلان.
كما يُعرف عن بدوي أنه “غرس” الكثير من أتباعه ورجالاته في دهاليز الإدارة، خصوصا في مناصب الولاة ورؤساء الدوائر.
ويعتبر وزير الداخلية المقال، صلاح الدين دحمون، أحد أبرز رجالاته، لكونه اشتغل تحت إمرته بوزارتي التكوين المهني والداخلية.