من أسرار السعادة
من أسرار السعادة
يقول أحد الشيوخ: “تسعةُ أعشارِ حسنِ الخلقِ في التغافلِ”، ويقل آخر: “ما زال التغافل من فعل الكرام”، وورد عن معاوية بن أبي سفيان: “العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ”، وقال الإمام الشافعي: “الكَيِّسُ العاقلُ: هو الفطنُ المتغافلُ”، ويقول أحد الحكماء:”لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً”
من أسرار السعادة
فهناك اتفاق جماعي على أن التغافل فن لا يتقنه الكثيرون، فهو يحتاج للكثير من ضبط النفس، وحساب العواقب، واستحضار الأولويات، وهدوء فكري ونفسي، والتغافل يعني تجاهل الإساءة وغض الطرف عن أمر صدر من عدوّ أو صديق وأنت متيقن من سوء نيته، وهذا ليس ضعفاً، بل ترفعاً عن الخوض في جدال عقيم، رافعا في نفس الوقت مكانتك التي اعتقدت أنها سقطت، فحقيقة التغافل هو تقديم أولوية الترفع والفوز براحة البال، عن الدخول في معارك كلامية لا تنتهي، ولو انتهت، فإنها غالباً تنتهي بقطيعة، وضيق، ومشاعر سلبية، واقتناص الفرص للنيل من الخصم عبر إحصاء سيئاته والتركيز على اصطياد أخطائه.
من أسرار السعادة
وهذا السر أي التغافل من أكثر الأسرار المنصوح بها بين الزوجين خاصة، فأحيانا كثيرة يعترض الزوجين مشاكل يفتعلها أحدهما بشكل استثنائي وعابر وغير مقصود، كأن يستهزئ أحدهما بالآخر، أو يذكر أحد العيوب في مجلس الأهل والأقارب سهواً أو عمداً ولكن على غير عادتهم، وكلها تصرفات يكفي في علاجها الإشارة فقط، وذلك باعتبار أنها عابرة وليست دائمة، فالأصل في المشاكل العابرة إتباع أسلوب التغافل معها، لأن الشدة في المحاسبة تُفضي إلى عدم الاستقرار، بينما في التغافل والتغاضي يكفل استدامة السعادة، وبقاء المعاشرة الجميلة، واستمرار الحياة الهنيئة الطيبة، وكل ذلك طبعا ضمن الضوابط الشرعية والتوصيات الأخلاقية.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.