منع حلقات السلفيين في المساجد!

عدّة فلاحي: ”الوزارة تمنع كل النشاطات المشبوهة وغير المرخّصة”
قامت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف؛ بتوجيه تعليمة شفوية لجميع أئمة المساجد، تتضمّن منع إقامة الحلقات الدينية في المساجد إلا بإذن الإمام ولجنة المسجد بإجازة من الهيئة المشرفة على تنظيم المساجد.تم توجيه تعليمة شفهية تذكيرية من طرف مديريات الشؤون الدينية والأوقاف إلى جميع أئمة المساجد عبر الوطن؛ مفادها تشديد الرقابة وتنظيم الحلقات الدينية التي تقام عقب الصلوات الخمس، والتي تضمّنت أنه على الأئمة تطبيق التعليمة السابقة؛ والتي تتعلّق بمنع إقامة حلقات دينية بعد الصلوات الخمس، باستثناء الحلقات التي تكون معلومة لدى السلطات المعنية والتي يشترط فيها أن تكون مسجّلة ومنظمة، تتماشى والقانون الداخلي للمسجد؛ والذي يفرض أن يوافق الإمام ولجنة المسجد على إقامة هذه الحلقة؛ هذه الأخيرة التي بدورها ترفع هذه الموافقة إلى وزارة الشؤون الدينية، والمخوّل لها توقيف هذه الحلقات متى اقتضى الأمر ذلك. ومن جهته قال المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية عدّة فلاحي لـ”النهار”، إن هذه التعليمة القاضية بمنع إقامة حلقات عشوائية دون إبلاغ الإمام أو دون إجازة من الوزارة الوصية، مضيفا بأن تحيين هذه هذه التعليمة وارد جدّا، خاصة وأنه يدخل في إطار تنظيم المساجد. ومن جهته، كشف أحد المسؤولين في وزارة الشؤون الدينية، أنه سيتم اعتماد إجراءات صارمة تتمثّل في منح الرخص للأئمة المعتمدين للقيام بالحلقات المسجدية، بعد أن غزت الحلقات الهامشية التي ينشطها شباب غير مؤهلين، متأثّرين بتيارات معيّنة ومذاهب غير المذهب الملكي، مما ينشر الفتنة بين المصلّين في المسجد الواحد، مضيفا أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وجّه تعليمة لجميع المديريات الولائية للشؤون الدينية بالإسراع في إجراءات منح تراخيص تنشيط الحلقات المسجدية، موضّحا أن الهدف من هذه الإجراءات التنظيمية هو غلق باب الفتنة وتوحيد الأمة في أمور دينها ودنياها.وحسب المتتبعين، فإن التعليمة التي وجّهت للأئمة جاءت عقب اشتداد الحديث على عودة التيار السلفي للنشاط في المساجد والحياة السياسية في الجزائر في الآونة الأخيرة، خاصة بعد ظهور حزب يدعو إلى إعادة نشر وتقوية المنهج السلفي في الجزائر، حيث قرّرت هذه جماعة تدعى جبهة الصحوة الحرة الدخول بالمنهج والتوجّه السلفي إلى عالم السياسة، والمشاركة في بناء الدولة الجزائرية -حسبهم-، مؤكّدين أن هذا الاتجاه سيكون اتجاها سلفيا بحتا، وسيمثّل تركيبة المجتمع التي تتبع هذا المنهج؛ والتي تمثّل الجزء الأكبر في المجتمع الجزائري، وأن هذا التوجّه هو توجّه الإبراهيمي وابن باديس وغيرهم من علماء الجزائر، الأمر الذي جعل القائمين على الشؤون الدينية يتخوّفون من انتشار هذه الدعوة التي تتّخذ المساجد والحلقات قاعدة تنطلق من خلالها أفكارهم وتوجّهاتهم.