مقتل أسامة بن لادن سيعطي دفعة جديدة للمقاتلين الأفغان
أكدت حركة طالبان في بيان أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية سيعطي “دفعا جديدا” لمحاربة “الغزاة” الأجانب في أفغانستان. وفي أول رد فعل على اغتيال بن لادن ليل الأحد الاثنين في أبوت آباد بباكستان، قالت حركة طالبان أن اغتياله “سيدفع مئات جدد للتوجه إلى الميدان من اجل الشهادة والفداء”.
وكانت حركة طالبان قالت في بيان الثلاثاء الماضي انه “من السابق لأوانه” التعليق على مقتل بن لادن ما أثار نوعا من الشكوك في مقتل زعيم تنظيم القاعدة. وتأتي تعليقات طالبان الأخيرة وتنظيم القاعدة لتؤكد خبر مقتل بن لادن لكنهم حذروا الذين يحتفلون بمقتله من أن “دمائهم ستختلط بدموعهم” وتعهدوا بالعمل على تحقيق ذلك.
وقالت حركة طالبان في بيان وزع عبر البريد الالكتروني الجمعة من قبل المتحدث باسم طالبان طارق غازنوال “أن الإمارة الإسلامية (اسم طالبان أفغانستان) تعتبر أن استشهاد الشيخ أسامة بن لادن سيعطي دفعا جديدا للكفاح ضد الغزاة في هذه المرحلة الحاسمة من الجهاد”.
واعترفت طالبان للمرة الأولى في بيانها أن بن لادن مات، أو “حصل على الشهادة وفقا لإرادة الله سبحانه وتعالى”، خلال غارة شنتها القوات الأميركية على منزله المحصن الأحد الماضي.
لكن البيان حذر الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لها قوات في أفغانستان من “الاسترسال في التفاؤل” الذي أثاره مقتل بن لادن. وأوضح البيان أن “نبتة الجهاد لطالما نمت وتفتحت ونضجت متشعبة بالدماء النقية”.وتابع أن “استشهاد الشهيد سيقود مئات آخرين إلى التوجه إلى ميدان الشهادة والتضحية”.
وكان بن لادن أقام تحت حماية حركة طالبان التي حكمت أفغانستان، معسكرات تدريب للمتشددين في البلاد في عام 1990. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، رفضت طالبان تسليم بن لادن ما أدى إلى غزو أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة التي أطاحت بنظام طالبان.
ووصلت عملية تعقب أسامة بن لادن المضنية أخيرا إلى نهايتها الأحد الماضي عندما شنت مجموعة كومندوس أمريكية هجوما على منزله أدى إلى مقتله في أبوت آباد، المدينة التي تبعد نحو ساعتين برا شمال إسلام آباد. ويوجد حاليا حوالي 130 ألف عسكري في أفغانستان يشكل الجنود الأميركيون ثلثيهم. ومن المقرر أن تنسحب القوات القتالية من أفغانستان بحلول عام 2014.
أعلن البيت الأبيض الجمعة انه يتوخى “أقصى درجات اليقظة”، اثر تهديد القاعدة بالثأر لأسامة لبن لادن. وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما أن مقتل بن لادن يثبت أن الولايات المتحدة لن تفشل في تقديم الإرهابيين إلى العدالة، قائلا “عندما نقول أننا لن ننسى، فنحن نعني ما نقول”.
وبعد ساعات من مقتله، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حركة طالبان في أفغانستان من أنها لا تستطيع هزيمة الولايات المتحدة في هذا البلد، ودعتها إلى التخلي عن القاعدة والبحث عن حل سياسي للنزاع الطويل في أفغانستان.
وقالت كلينتون في بيان رسمي في وزارة الخارجية “رسالتنا إلى طالبان ما زالت نفسها” وأضافت “لا يمكنكم انتظار مغادرتنا، لا يمكنكم هزيمتنا، لكن يمكنكم اختيار التخلي عن القاعدة، والمشاركة في عملية سياسية سلمية”.