مغربي يشرف على ''جسر فاطمة'' للتنسيق بين الإرهابيين في المغرب والجزائر
استهلت أمس، جنايات العاصمة برنامجها
التكميلي للدورة العادية في الجلسة المنعقدة بملف أحد الإرهابيين المدعو”ش. ع”، وهو مغربي يحمل جنسية فرنسية، والذي كشف ملفه القضائي عن وجود مخطط إرهابي يدعى ”جسر فاطمة” هدفه تنسيق الاتصال بين الجماعات الإرهابية المغربية والجماعة السلفية بالجزائر لأجل تنفيذ مخططات تفجيرية عبر الحدود المغربية الجزائرية، وتسهيل عملية دخول المغاربة للانضمام إلى الجماعات السلفية للدعوة والقتال.
بعد أن تم الاتصال الأولي عن طريق الأنترنت عبر موقع ”منتدى الأنصار” قبل أن يتم إيقافه نهاية 2005 بالجزائر، والذي كشف أيضا عن قيامه بصنع جهاز تفجير عن بعد سلمه للجماعات الإرهابية الناشطة بالجزائر عن طريق إرهابي سوري، مما جعل محكمة الجنايات تتابعه بعقوبة عشر سنوات سجنا نافذا، في الوقت الذي التمس في حقه ممثل الحق العام عقوبة 18 سنة سجنا نافذا.
المتهم”ش. ع” المدعو ”سامي” يدرس الإلكترونيك بفرنسا، ألقي عليه القبض بتاريخ 27 ديسمبر 2005 بفندق ببور سعيد بالعاصمة، أين ضبطت بحوزته أمتعة منها جهاز كمبيوتر محمول وهاتف نقال وفلاش ديسك، وقد كشف عبر مراحل التحقيق عن مخطط ”جسر فاطمة”، كاشفا عن النقاط الأربع لهذا المخطط التي تعد مهمة لربط الاتصال بين الجماعات الإرهابية بجبال بوعفة بالمغرب وجبال بشار بالجزائر، بداية من مرحلة استطلاع المنطقة وخباياها ومدى المراقبة الأمنية بها، وصولا إلى مرحلة فتح الطريق لتسهيل تنقل الإرهابيين المغربين إلى جبال بشار ومرحلة تأمين الطريق عن طريق إرسال سيارات أولية استطلاعية ومرحلة فتح الجسر والاتفاق على موجة التردد اللاسلكي المستعملة بين الجماعتين.
وكان المتهم قد أرسل المشروع عن طريق الأنترنت إلى المدعو ”رشيد” وهو إرهابي جزائري، والذي سلمه بدوره للمدعو سليم، هذا الأخير اتصل بالجماعة السلفية التي طلبت لقاء المتهم وهو طالب في الإلكترونيك بفرنسا، فما كان من المتهم إلا الموافقة، وقام بتحديد موعد للدخول إلى الأراضي الجزائرية عن طريق فرنسا، قبل أن يتم إيقافه من طرف مصالح الأمن الوطني بفندق راقوا بسيد أمحمد بالعاصمة، كما أثبت ملف المتهم علاقته بالجماعات الإرهابية في العراق، حيث حاول الانضمام إلى المقاومة ولكنه فشل بعد إلقاء القبض على مجند الشباب السوري بسوريا، كما قام أيضا بصنع جهاز تفجير عن بعد أرسله للجماعات الإرهابية بالجزائر عن طريق وسيط التقاه بفرنسا، إذ قام بصنع الجهاز بعد تربص أجراه بشركة أجنبية بفرنسا مختصة في الإلكترونيك، بحيث اعتمد المتهم على دراسته في تزويد الجماعات الإرهابية بأجهزة تفجير عن بعد.
وحسب اعترافات المتهم في قرار إحالته شهر ديسمبر 2005، فيقول أنه التزم منذ سنتين ونصف وأن التزامه تم عن طريق طالب مغربي يسمى”رضا” التقاه بفرنسا، والذي كان يحرضه على الجهاد عن طريق الأشرطة الخاصة بالجهاد في الشيشان، وأنه كان يزور مواقع خاصة بالمنتديات الإسلامية ومن بينها منتدى الأنصار، حيث ربط الاتصال بأحد الأشخاص من سوريا، يسمى ”وليد” وهو منخرط في جمعية إغاثة العراق بسوريا، هذا الأخير وعده بإلحاقه بالمقاومة، قبل أن يتم إيقافه، كما أرسل المتهم مبلغ ألف أورو عبر الأنترنت للمقاومة في العراق إلى أن توصل الاتصال بربط العلاقات مع جزائريين لديهم علاقة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال.