معارك عنيفة في مصراتة ووساطة افريقية في نهاية الاسبوع في ليبيا
جرت معارك عنيفة بين المتمردين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي الجمعة في مدينة مصراتة التي تحاصرها القوات الحكومية وتقصفها بدون توقف منذ شهر ونصف الشهر
من جهتها، اعلنت وزارة خارجية جنوب افريقيا ان مجموعة من القادة الافارقة يقوده رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما سيزور الاحد ليبيا للقاء طرفي النزاع في هذا البلد، موضحة انها حصلت على موافقة حلف شمال الاطلسي على هذه الوساطة. وسيلتقي زوما ورؤساء الكونغو ومالي وموريتانيا واوغندا الاعضاء في لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الافريقي في موريتانيا السبت، قبل ان يتوجهوا الى ليبيا للقاء القذافي في طرابلس وقادة من الثوار في بنغازي سعيا وراء انهاء النزاع.
وقال مصور لوكالة فرانس برس ان “تبادلا كثيفا لاطلاق النار بالاسلحة الخفيفة والصواريخ والمدفعية الثقيلة جرى بين المتمردين والجيش” في مصراتة التي موضحا ان الصحافيين تمكنوا من التقدم خمسة كيلومترات داخل المدينة التي تبعد مئتي كلم شرق طرابلس،وكان مصور فرانس برس مع مجموعة من الصحافيين والمصورين الذين نظمت السلطات زيارة لهم الى هذه المدينة. واضاف ان الصحافيين نقلوا الى مستشفى لمشاهدة جرحى المواجهات الا ان ضابطا كان يرافق الموكب اصيب بجروح طفيفة برصاص قناص ما اجبر الجميع على التراجع.
وقال متحدث باسم المتمردين الليبيين في بنغازي لفرانس برس ان اربعة اشخاص بينهم طفلان قتلوا، واصيب ستة آخرون بجروح في اطلاق قذائف وصواريخ في مصراتة، موضحا ان “قوات القذافي تواصل اطلاق النار العشوائي على منازل” في المدينة. وانتقد المتحدث مجددا قوات الحلف الاطلسي التي قال انها “لا تقوم بمهمتها في حماية المدنيين”، مؤكدا ان “المدنيين يقتلون في مصراتة “. وقال “نريد ان تتولى فرنسا قيادة العمليات في مصراتة”، لكنه اعترف في الوقت نفسه بان طائرات الحلف “دمرت بشكل كامل ثكنات وكتائب القذافي في محيط المدينة”.
وعلى الجبهة الشرقية ما زال الوضع ملتبسا في اجدابيا التي يسيطر عليها المتمردون لكنها كانت شبه خالية الجمعة وهو يوم عطلة. وفي المساء اطلقت الوقات الموالية للقذافي قذائف على المدخل الغربي للمدينة قبل ان تتراجع، كما ذكر صحافي من فرانس برس. وفي الغرب، قصفت القوات الموالية للقذافي الزنتان (30 كلم جنوب غرب طرابلس)، حسب شاهد اتصل بفرانس برس.
اما بنغازي، فقد شهدت تظاهرة ل400 شخص كانوا يهتفون “يسقط الحلف الاطلسي” الذي قصفت طائراته الخميس خطأ رتلا من الدبابات التابعة للثوار مما اسفر عن سقوط اربعة قتلى على الاقل — متمردان وطبيبان — بينما فقد ستة اشخاص وجرح 14 آخرون.
وفي بروكسل قال الاتحاد الاوروبي في رسالة وجهتها وزيرة خارجيته كاثرين اشتون الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، انه على استعداد لتقديم مساعدة انسانية لمدينة مصراتة الليبية في اطار عملية مؤمنة عسكريا في حال الضرورة.
كما اعلن دبلوماسيون في الاتحاد ان وزراء خارجية اوروبيين سيلتقون الثلاثاء ممثلا عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي على رغم التباين في وجهات النظر داخل الاتحاد الاوروبي حول الموقف الواجب اتخاذه حيال المتمردين في بنغازي. وسيشكل هذا اللقاء سابقة للاتحاد الاوروبي.
وسيعقد الاتحاد اللقاء الذي سيكون قصيرا، مع محمود جبريل المكلف الشؤون الخارجية داخل المجلس الوطني الانتقالي بعد غداء عمل للوزراء الثلاثاء في لوكسمبورغ.
من جهة اخرى، اعلنت ادارة تحرير “كومسومولسكايا برافدا” ان الثوار الليبيين اطلقوا مساء الجمعة في بنغازي سراح صحافيين روسيين يعملان لحساب الصحيفة الروسية. والصحافيان ديمتري ستيشين والكسندر كوتس اعتقلا الجمعة على ايدي متمردين ليبيين قرب مدينة اجدابيا ثم نقلا الى بنغازي . من جهتها، اعلنت واشنطن انها وسعت العقوبات الاقتصادية الاميركية لتشمل خمسة مسؤولين كبار في نظام القذافي ومنظمتين للعمل الخيري تابعتين لاسرة الزعيم الليبي.