إعــــلانات

مظاهر احتفالية عريقة لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف بالنعامة

بقلم وكالات
مظاهر احتفالية عريقة لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف بالنعامة

يشكل الاحتفال بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، موعدا دينيا يكتسي مكانة كبيرة لدى العائلات بولاية النعامة، والتي دأبت على إحيائه من خلال مظاهر، وطقوس وتقاليد متوارثة، وطبوع فلكلورية وأطباق محلية لذيذة، ترسخت ضمن التراث الأصيل للمنطقة. ويعبر سكان المنطقة عن حبهم للرسول الكريم، ومكانته الراسخة في نفوسهم بالعديد من المظاهر، التي تتجلى منذ حلول شهر ربيع الأول، من كل سنة وذلك بتكثيف الزيارات العائلية والتقاء الأسر فيما بينها، لما لذلك من دور في توطيد أواصر العلاقات الاجتماعية. وتباشر الأسر النعاموية استعداداتها للاحتفال بهذه المناسبة، التي تمثل فرصة للتواصل وصلة الأرحام، وتبادل الزيارات بين الأقارب، ومناسبة ثمينة لختان الأطفال الذين تقدم لهم هدايا رمزية تبركا وتيمنا بميلاد خير البشرية، قبل أسابيع من حلولها وذلك بإعداد الحلويات، واقتناء مستلزمات تحضير بعض الأكلات الشعبية، وشراء الشموع و البخور والحناء، وهو ما يضفي حركية أيضا عبر المحلات التجارية وأسواق الولاية. وتجعل مختلف الأعراش والقبائل بالولاية، ومنها حميان بمنطقة المشرية شمالا والعمور بمدينة العين الصفراء، بالجهة الجنوبية للولاية من المناسبة فرصة للتوافد على الزوايا الدينية، كزاوية سيدي أحمد المجدوب بعسلة وزاوية مولاي الطيب بالمشرية، والزاوية البوشيحية لأولاد سيدي التاج بمغرار. ولا يتوقف الوافدون على تلك الزوايا طيلة 10 أيام من بداية شهر مولد خير الأنام، عن ترديد المدائح وقراءة قصائد شعرية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تناقلوها عن عدد من مشايخ التصوف، كسيدي بومدين شعيب والشيخ العلاوي، والشيخ البوراعي والشيخ البهولولي. ومن أبرز تلك الأشعار الصوفية، قصائد محمد اصطفاك البري، وصلى الله عليك يا نور شمس، ولقاء الأحباب. كما ورد ضمن بحث حول الثقافة الشعبية للمنطقة للأستاذ علي نابتي. ومن جهة أخرى، أكد السكان المحليون الذين يستقبلون الاحتفال بفرح وبهجة، ويتشوقون لمعايشة أجوائها الروحانية، أن طلاب داخليات المدارس القرآنية و الفقهية بالولاية المتواجدة عبر 5 بلديات، والتي تضم نحو 68 طالبا، يتلقون بمناسبة المولد النبوي الشريف العديد من هبات المحسنين، من عباءات و جلابيب و عمائم، و مصاحف ومؤلفات فقهية ومواد غذائية، بما يتيح لهم مواصلة مشوارهم العلمي لبقية فصول السنة. كما تعيش بذات المناسبة المساجد والمصليات، زمن صلاة العشاء حتى منتصف الليل، مظاهر إلقاء دروس في تفسير وشرح أحاديث السيرة النبوية، والتي  يستمر طيلة ليالي 10 الأولى من شهر ربيع الأول، كقراءة مدائح البوردة و البغدادي للإمام البوصيري، إلى جانب أشعار المولديات، والتوسل للشيخ داود الرسموكي وأبيات المدح والتصوف، المعروفة بالهمزية للشيخ النبهاني، التي تضم 1000 بيت، يمدح فيها الرسول الكريم من مولده حتى وفاته، استنادا إلى موردي و مقدمي بعض الزوايا.  ولعل ما يميز قاطني القرى التابعة لبلديات تيوت، وعين بن خليل والعين الصفراء، مع حلول مناسبة المولد النبوي الشريف، ومنذ زمن بعيد ما يسمى الوزيعة، وهي عادة حميدة توارثتها الأجيال، غير أنها تراجعت في السنوات الأخيرة، وهي تتمثل في اشتراك عدد من الميسورين في شراء رؤوس من الغنم، و نحرها و توزيعها على سكان المنطقة.  وتعد الوزيعة  ظاهرة اجتماعية تعبر عن التضامن والتآزر، والتكافل بين الأغنياء والفقراء.


الجزائر- النهار اونلاين       

رابط دائم : https://nhar.tv/yvozJ