مصر تترقب نتائج استفتاء حاسم لمرحلة ما بعد مبارك
تترقب مصر الاحد نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الاختبار الديموقراطي الاول ما بعد مبارك، الذي شارك فيه السبت الناخبون باعداد غفيرة لكنه شهد ايضا انقساما عميقا بين مؤيدي هذه الاصلاحات وبين المطالبين بدستور جديد.
واعلنت اللجنة الانتخابية انها تتوقع استلام نتائج اللجان الانتخابية الاحد على ان تعلنها رسميا مع نسبة المشاركة في اجل اقصاه ثلاثة ايام.
ورحبت الصحف المصرية بمشاركة الناخبين “القياسية” في هذا الاستفتاء واعتبرته من الان “تاريخيا” مهما كانت نتيجته.
وعنونت “الاهرام” ان “الشعب قال +نعم+ للمشاركة و+لا+ للتزوير” منوهة ايضا باقبال غير مسبوق منذ ستين عاما. وعنونت “المسائي” “مصر.. تتحدث عن نفسها” وفي اخر صفحاتها “شمس الديمقراطية تشرق على مصر”.
وكتبت صحيفة “العالم اليوم” المستقلة “المصريون انحازوا للديمقراطية” في “اقبال غير مسبوق على المشاركة في 54 الف لجنة”، في مختلف انحاء البلاد.
وابرزت كل الصحف صورا لطوابير طويلة وقف فيها الناخبون ينتظرون الادلاء باصواتهم وفي صور اخرى ظهر العديد منهم يبرزون اصابعم الملونة بالحبر الفوسفوري دلالة على الادلاء باصواتهم.
واعربت سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة مارغريت سكوبي عن “تفاؤلها الكبير” ب”مستقبل ديمقراطي” في مصر بعد ان شاهدت “المصريين في اعداد غير مسبوقة يمارسون سلميا حريات اكتسبوها مؤخرا”.
ودعي الناخبون الى البت في تعديل مواد دستورية موروثة عن عهد الرئيس حسني مبارك من شانها تحديد اطار المرحلة الانتقالية الديمقراطية كما قال الجيش الذي يمسك بمقاليد الحكم منذ الحادي عشر من شباط/فبراير.
وتقترح التعديلات قصر الولاية الرئاسية على اربع سنوات وتحديدها بولايتين فقط بعد ان كانت مدتها ست سنوات وبلا حد لعدد الولايات الرئاسية اضافة الى تخفيف القيود المفروضة على الترشح الى الرئاسة.
ويقول مؤيدو التعديلات الدستورية انها تتتيح اعادة الحكم الى المدنيين خلال بضعة اشهر من خلال اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
بينما يرى منتقدوها ان على البلاد ان تتبنى دستورا جديدا اذا ارادت التخلص من ارث ثلاثين عاما من حكم نظام مبارك المستبد حتى وان تطلب الامر مزيدا من الوقت.
ومع ابراز حجم المشاركة الهائل في الاقتراع، تحدثت الصحف ايضا عن انقسام الراي العام خصوصا بين الاسلاميين والحزب الوطني من جهة وبين احزاب المعارضة وقوى الثورة والمسيحيين الذين يشكلون ما بين 6 الى 10% من الشعب المصري من جهة اخرى.
وتحدثت صحيفة “روز اليوسف” الحكومية عن “استفتاء تاريخي” لان “الشعب قال كلمته” واضافت ان “التيار الاسلامي حشد ل+نعم+ والطوائف المسيحية والاحزاب تقول +لا+”.
وقارنت صحيفة “نهضة مصر” المستقلة الاستفتاء ب”اختبار قوة” بين “الاخوان والسلفييين و(الحزب) الوطني.. في مواجهة الثورة والاقباط والاحزاب”.
من جانب اخر افادت بعض الصحف على صفحتها الاولى صور الاعتداء بالحجارة على المعارض محمد البرادعي الداعي الى التصويت ب”لا” في حي المقطم شرق القاهرة.
ولم يصب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، باذى لكنه انتقد اجراء الاستفتاء “في انعدام الامن” واعتبر انه “امر غير مسؤول”.