مصدر الغازات السامة بمكتبة الحامة ثقب في خزانات محطتي وقود
الأشغال الأرضية لإنجاز محطة ونفق الميترو كشفت عيوب أنابيب وخزّانات نفطال المهترئة
المدير العام بالنيابة للمكتبة الوطنية لـ“النهار“: وزارة البيئة لم تقم بدورها.. ونفطال وسونلغاز “غلّطونا:
استأنف، أمس، عمال المكتبة الوطنية بالحامة عملهم، بعد أزيد من 10 أيام من توقف عن العمل بالمكتبة، على خلفية قرار والي العاصمة بغلقها «تحفظيا»و»مؤقتا»، وذلك ابتداء من 25 جوان إلى غاية 6 جويلية، من أجل مباشرة المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي، التحاليل المخبرية المتعلقة بتسرب روائح غازية «غريبة» داخل أرجاء المكتبة منذ 12 ماي الفارط.عقد، أمس، المدير العام بالنيابة للمكتبة الوطنية للحامة، أحمد أوسعديت، اجتماعا «طارئا» مع موظفي المكتبة، من أجل إطلاعهم على نتائج التحقيق الذي باشره المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي، على خلفية استنشاق العمال لروائح غازية «غريبة» و»مجهولة المصدر» منبعثة بأرجاء المكتبة، وطمأنهم بخصوص قرار وزارة الثقافة باستئناف العمل، نظرا لعدم وجود أي خطر يهدد صحتهم، بعد تعرضهم لنفس الأعراض الشبيهة بأعراض الحساسية المتقدمة، والمتمثلة في شعورهم بـ»الدوار»، «الحكة»، «العطاس»، «الاكزيما» والتهاب الجلد الملتهب، ضيق في النفس، حيث تم تسجيل إصابة ثلاث حالات بما يعرف بانفتاح أو انشقاق الرئتين. وقرأ المدير العام بالنيابة للمكتبة الوطنية للحامة على مسامع العمال، نتائج التحاليل التي أثبتت شكوكهم بخصوص محطتي الوقود المتواجدتين بمحاذاة مقر المكتبة، والتي كذّبت التطمينات التي جاءت على لسان مسؤولين شركة نفطال، بعد أن تبرأ التقنيون الذين تنقلوا إلى المكتبة، بعد مراسلة من الإدارة من مسؤولية محطتي الوقود المحاذيتين لمقر المكتبة، والتي حامت حولهما الشكوك من أي مسؤولية لها في انتشار الغازات «السامة» و»الغربية». وكانت إدارة المكتبة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة، قد نشرت في وقت سابق إعلان»التحذيري» والموقع من قبل الآمر بالصرف بالمكتبة أحمد أوسعديت يحمل ختم الوزارة الوصية، والذي جاء فيه، أنه وفي انتظار صدور نتائج التحاليل المخبرية المتعلقة بتسرب الروائح الغازية المجهولة المصدر، فإنه تقرّر بصفة استثنائية غلق مصالح إدارة المكتبة الوطنية لمدة 10 أيام، وذلك ابتداء من 25 جوان إلى غاية 6 جويلية 2013، على أن تقدّم النتائج الأولية يوم 7 جويلية القادم.ولدى توجه «النهار» أمس إلى المكتبة الوطنية بالحامة، استقبلنا المدير العام بالنيابة أحمد أوسعديت الذي قدم كرنولوجيا للحادثة التي انفردت بها «النهار» منذ اكتشاف العمال للغازات السامة بتاريخ 30 ماي الفارط، وذكر أنه تم تنصيب خلية «أزمة» من قبل وزارة الثقافة لمتابعة القضية، ضمت كلا من مسؤولين عن شركة سونلغاز، نفطال، وزارة البيئة، الشرطة القضائية، الحماية المدينة، ومكاتب الدراسات، لكنها كلها فشلت في معرفة مصدر الغازات السامة. وحمّل المتحدث مسؤولية تأخر الشروع في التحاليل إلى وزارة البيئة التي عجزت عن القيام بدورها، إلى جانب تبرأ شركة نافطال عن مسؤوليتها عن الغاز المتسرب، رغم إلحاح المدير على غلق محطتي الوقود وملء الخزانات بالمياه، وهو ما حصل فعلا بعد تدخل وزيرة الثقافة خليدة تومي ووالي العاصمة محمد الكبير عدو شخصيا. وحسب نتائج تحاليل معهد المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي، فإن البالوعات المتواجدة بالمكتبة هي مصدر الغازات، حيث تم اكتشاف «ثقب» كبير على مستوى أربع خزانات للبنزين سعتها 10 آلاف لتر، والتي تسرب منها 3 آلاف و500 لتر في ظرف 24 ساعة في أحد الخزانات، و2200 لتر في خزان آخر، وقد سبق للمسؤول عن المحطة أن اكتشف ثغرة في كمية البنزين المتواجد فيها، إلا أنه اتهم الموظفين بسرقتها وقام بطردهم وتوظيف أولاده، لكنه تفاجأ باختفاء كميات أخرى من البنزين.