مصالح الدرك تكثف استعلاماتها لاحباط تجنيد القاعدة الإنتحاريين
كثفت مصالح الدرك الوطني تحقيقاتها في الإختفاءات الغامضة للقصر و المراهقين و الغيابات المتكررة عن أحيائهم التي يقيمون بها و كذا تنقلات الأشخاص المشبوهين
بناء على المعلومات التي ترد إلى مصالح الدرك التي وجهت مؤخرا جهودها نحو التركيز على الاستعلامات في متابعة مثل مثل هذه القضايا على خلفية أن العديد من الأولياء لا يبلغون عن إختفاء أبنائهم لسبب او اخر إضافة إلى التحقيق في “بلاغات البحث في فائدة العائلات ” التي تلجأ إليها العائلات لعدم مواجهة مشاكل مع أجهزة الأمن .
و قال مصدر مسؤول بقيادة الدرك الوطني في توضيح لـ”النهار” أن المحققين يشتغلون منذ التفجيرات الإنتحارية الأخيرة على متابعة إختفاء القصر و الشباب الذين يرجح التحاقهم بالجماعات الإرهابية لاحباط أي محاولة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي او الجماعات الارهابية تجنيد المراهقين . خاصة وان “الانتحاريون الذين نفذوا العمليات الأخيرة لم يكونوا محل بحث من طرف مصالح الأمن و كان بعضهم قد إلتحق بالجبل منذ أشهر قليلة فقط قبل تنفيذهم الإعتداء الإنتحاري ” ويقوم رجال الاستعلامات التابعون لجهاز الدرك بترصد جميع الإختفاءات المشبوهة على خلفية أن بعض المجندين في شبكات الدعم و الإسناد يتنقلون إلى معاقل الجماعات الإرهابية بصفة متقطعة و يستقر بعضهم أياما قبل الإلتحاق مجددا بأهاليهم دون إثارة شكوك مصالح الأمن ” كثير من المجندين كانوا يغيبون عن منازلهم و يتقلون بصفة متكررة إلى معاقل الإرهاب قبل إختفائهم نهائيا “.
و أضاف مصدرنا أن التحقيقات تمتد إلى علاقاتهم الإجتماعية و تحركاتهم و طبيعة عملهم و ميولاتهم السياسية و الفكرية و هواياتهم لتحديد ظروف إختفائهم و التحقق من إنضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية و يسمح ذلك بإتخاذ إجراءات وقائية و إحباط مخططات إرهابية “لأنه غالبا ما يتم إستغلال هؤلاء في دعمهم بمعلومات حول تحركات أفراد الأمن في مناطقهم ” .
وكانت قيادة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قد لجأت مؤخرا إلى إيهام عناصر شبكات الدعم بـإكتشاف مصالح الأمن تورطهم و تجري ملاحقتهم كوسيلة لدفعهم للنشاط في صفوفها في معاقلها خاصة في ظل قلة الأفراد و تراجع التجند التلقائي ، و ترافق تحقيقات مصالح الدرك الوطني حملة تحسيسية وسط الأولياء للإبلاغ عن إختفاء أبنائهم مباشرة “في أقرب وقت ” لتمكين مصالح الأمن من “إنقاذهم” خاصة و أن أغلبهم قصر و مراهقين يسهل استغلالهم و توريطهم .
ويندرج اليوم التحسيسي الذي نظمته صباح أمس خلية حماية الأحداث بثانوية إبن رشد بولاية البليدة ضمن برنامج قيادة الدرك الوطني في مكافحة استغلال القصّر في الوسط المدرسي في الانحراف من خلال ولوج عالم المخدرات والأعمال الإرهابية الانتحارية، حيث سبق تنظيم لقاءات مع التلاميذ بمؤسسات تربوية بولايات تيبازة ، بومرداس ، العاصمة ، تلمسان ، عين تموشنت و قريبا عنابة .
و نشط هذا اللقاء الذي حضره تلاميذ الثانوية أفراد الخلية إضافة إلى ممثلين عن مديرية التربية بالولاية و إمام المسجد ممثلا عن مديرية الشؤون الدينية وممثلين عن مديرية الشؤون الإجتماعية إضافة إلى أساتذة و مربين ، و حرصت وسيلة بوكاولة نفسانية الخلية المتخصصة في علم النفس المعرفي على مخاطبة التلاميذ بلغة بسيطة “دون طابوهات” عند عرضها مخاطر الإدمان على المخدرات التي تبقى مغذية الجرائم الأخرى خاصة زنا المحارم و ضرب الأصول قبل أن تعرج للحديث عن الخطر الذي يهدد اليوم القصر و المراهق الذي أصبح طعما سهلا للشبكات الإجرامية و منها الإرهابية “يسهل غسيل مخ المراهق و إقناعه بالأفكار التكفيرية لتنفيذ عمليات إنتحارية ” .
و كشفت الآنسة بوكاولة النفسانية بخلية حماية الأحداث بقيادة الدرك الوطني في تصريح لـ”النهار” ،أنه يجري العمل على مستوى الخلية لتغيير إستيراتيجية الحملات التحسيسية “سنخصص أياما دراسية للأولياء لتوعيتهم بالخطر المحدق بأبنائهم و ضرورة مراقبة تحركاتهم و علاقاتهم لأننا لمسنا في العديد من القضايا إستقالة معنوية للأولياء مما يدفع القاصر للإنحراف” ، كما أشارت الطبيبة النفسانية إلى أن الحملات التحسيسية حققت نتائج إيجابية بدليل الإقبال على مقر الخلية من طرف المدمنين و الأولياء “لكننا نطمح لإنخراط أقوى للأولياء في مكافحة الإنحراف وسط القصر ” و نقلت عن العديد من القصر المتورطين في الإدمان و الإنحراف “رغبتهم في إهتمام أوليائهم بهم و الإصغاء إليهم ” و تضيف “نسعى لتفعيل الإتصال داخل الأسرة الجزائرية “.