إعــــلانات

مصافحة النساء‮ ‬الماكياج والتعطر خارج المنزل‮ ‬السب و‮ ‬الشتم والمشاجرة‮ عادات‮ ‬يومية تفسد صيام الجزائريين

مصافحة النساء‮ ‬الماكياج والتعطر خارج المنزل‮ ‬السب و‮ ‬الشتم والمشاجرة‮ عادات‮ ‬يومية تفسد صيام الجزائريين

يفسد كثير من الجزائريين صيامهم بالوقوع في بعض المحرمات التي اعتادوها في حياتهم اليومية، دون السعي إلى الكف عنها خلال شهر رمضان، للمحافظة على صحة صيامهم، على غرار مصافحة الرجل للمرأة بدافع الزمالة، وتزين النساء ووضعهن لأطيب العطور بحجة إزالة رائحة العرق، والألبسة الفاضحة، زيادة على تصرفات بعض التجار الذين يتعمدون الغش في الميزان والكذب، إلى جانب زيارة العرافين والدجالين، النياحة والبكاء على الميت والشتم والسباب.

وأصبحت ظاهرة مصافحة الرجال للنساء أمرا عاديا ومتداولا حتى في شهر رمضان، خاصة بين زملاء العمل والدراسة وغيرها، واعتبرها كل من تحدثت إليهم ”النهار” أمرا حضاريا وضرورة حتمية، حيث يقول سامي أن مصافحة زميلات العمل أمر عادي، ولا أرى فيه أي تجاوز لأنّهن مثل أخواتي.

وتقول من جهتها ”أ”؛ أنها تصافح الرجال ليس إلا ولا تعتبر ذلك تجاوزا، لأن هؤلاء زملاء وأصدقاء، كما أنهم أكبر منها أو أصغر منها سنا وليس في ذلك حرج، مضيفة أن ذلك مجرد سلوك اعتادته حتى أصبح أمرا عاديا ”أفعله كما يفعله كل الجزائريين”، وقد أصبح الحرج الآن في محاولة اجتنابه، خاصة وأن كل الموظفين يسلّمون على بعضهم البعض، ومن العيب اجتناب مصافحة من بدأته أنت بالمصافحة بالأمس.

واعتاد كثير من النساء أو الرجال مصافحة النساء داخل وخارج العمل، فأصبح الأمر عاديا جدا حتى من قبل اللّذين لا يتعارفون فيما بينهم، حيث يبادر الرجل إلى مصافحة المرأة التي كانت ترافق أحد زملائه مباشرة، كما تباشر المرأة بمصافحة رفيق زميله دون الحاجة لمعرفته، مما جعل الأمر عادة تعود عليها الجزائريون، ولا يتعلق الأمر بالزمالة فقط، إلى درجة صار بعضهم يراها أمرا جيدا ومن السلوكات الحضارية.

مشاهدة الأفلام والمسلسلات لقضاء الوقت

ويجلس كثيرون أمام التلفاز يقلب بصره بين الفضائيات والقنوات، يفتش عن الأفلام والمسلسلات بهدف قضاء الوقت، وانتظار أذان المغرب، حيث يقول ”عبد الحكيم” أنه يحب متابعة كل البرامج التي تبث خلال شهر رمضان، وذلك بغرض قضاء الوقت وملء وقت الفراغ بدل النوم الذي لم يعد مجديا أمام درجات الحرارة العالية، خلال رمضان هذه السنة، وأفضل مشاهدة المسلسلات لأنها تنسي الصائم جوعه وعطشه.

وأضاف من جهته ”رياض”؛ أنه يتابع مسلسلا تركيا منذ مدة ولم يتوقف عن ذلك خلال شهر رمضان، وأن توقيت المسلسل جيد من أجل تجنب ضغط الجوع والعطش في الساعات الأخيرة من اليوم، والتي تأتي عقب نهاية ساعات العمل التي تكون شاقة، كما أنّني أبحث عن أفلام أو حصص أخرى بعد نهاية المسلسل التركي -الذي يتضمن مشاهد نساء يبدين فيه مفاتنهن-، يضيف أنه يعلم أن ذلك يؤثر على صيامه، لكن لم يتمكن من التوقف عن مشاهدته.

ويفضلها بعض الشباب على الصلاة في المساجد، فتجد الشباب يتحدث خارجا عن أحداث هذه البرامج وينتظر وقتها بفارغ الصبر، رغم ما تبرزه هذه المسلسلات من فتن وعرض للعورات، غير مبالين بحرمة رمضان، إذ تتفرق الجماعة مباشرة مع اقتراب موعد بداية هذه المسلسلات.

السب والشتم، الغش والحلف الكاذب سمة كثير من التجار

ولا تخلو أسواقنا خلال شهر رمضان من شتى أنواع السب والشتائم المتبادل بين الباعة والزبائن أو بين الزبائن أنفسهم، جراء أمور بسيطة، حيث تجولت ”النهار” وسط بعض الأسواق، بغرض متابعة تصرفات الباعة والزبائن، ووقفنا عند كثير من الأمور الغريبة، أين تشاجر تاجر مع صاحب سيارة فقط، لأنه أوقف سيارته بالقرب من محله، بحجة أنّه يحجبه عن الزبائن، كما شهد سوق بالقرب من مسجد علي بن أبي بالكاليتوس، مواجهات بين عدد من الباعة، وأدى ذلك إلى تدخل رجال الدرك، حضرت فيه كل عبارات السب والشتم قبيل أذان المغرب.

وتنشب مواجهات أيضا بين التجار والمواطنين، نتيجة الغش في السلع من قبل الباعة، الذين يعرضون سلعا جيدة ثم يبيعون المشتري بضاعة أخرى تكون مكدسة بالخلف، أين تؤدي هذه الأفعال إلى حرب كلامية بينهما، زيادة على الحلف الكاذب لتسويق هذه البضاعة من طرف بعض الباعة، حيث يتعمّد بعضهم القيام بذلك، من أجل تجنّب رمي هذه البضاعة.

البكاء والنّياحة على الموتى

وقالت ”ز” أنّها تلقت نقدا لاذعا من قبل نساء قريتها عقب وفاة جدها، وأشارت إلى أنّهن أعبن عليها وبقية أهل الميت عدم إيفائه حقه من البكاء والنّياحة، تماما كما يفعلن مع موتاهم، واتهمنهم بعدم محبتهم لميتهم، بسبب عدم إكثار البكاء عليه، وأن البكاء دليل على محبتهم، مضيفة أنهم أخبروها بأنهن لم يلمسوا جو جنازة مطلقا، وإن كان الأمر عاديا جدا.

وارتفعت أصوات كل أفراد العائلة بالبكاء المبالغ فيه مع بداية شهر رمضان، بأحد أحياء العاصمة، فندب البنات على فقدان والدتهن التي كانت تعاني من المرض، كما حاولن منع الرجال من إخراج الجثة أو السماح لهن بالسير وراءها، مرددين عدة عبارات منها ”لمن تتركينا”، ”رحت وخليتينا” وغيرها من الألفاظ التي صاحبت البكاء وامتزجت بالدموع.

ويستلهم كثير من النسوة بكاءهم ونياحتهم على موتاهم مما يحدث في الأفلام والمسلسلات الغربية الكافرة، كما يتخذ البعض منها فرصة لإبراز مدى حبهم لميتهم أمام العامة، فيما يذهب بعضهم إلى تقييم مدى حب أهل الميت لفقيدهم بقدر البكاء عليه، كما كان متعارفا عليه في الجاهلية.

الشيخ عبد القادر لشهب عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية لـالنهار”:

من لم يدع هذه الأمور فصيامه ناقـص

قال الشيخ عبد القادر لشهب عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، أن كثيرا من الأمور التي يرتكبها الجزائريين، والتي اعتادوا عليها خلال بقية الشهور الأخرى تؤدي إلى إفساد صيامهم وانتقاص أجورهم، وفي حال الإستمرار في العمل بها، فإنه يمكن القول بأن الصائم في هذه الحالة يضيع على نفسه الأجر الكثير، لأنه بذلك يصوم فقط من أجل أداء الفريضة وليس رجاء الثواب من الله.

وأشار الشيخ في اتصال مع ”النهار”؛ إلى أن هذه الأمور التي اعتادها الجزائريون محرمة في حال الإفطار، وهي تزداد حرمة في رمضان، ممّا يجعلها تؤثر على صحة صيامهم دون القول ببطلانه، ذلك لأن ارتكاب هذه المخالفات الشرعية في حال الإفطار، لا يكون لها تأثير على أية عبادة أخرى سوى جزاء صاحبها بالوزر، لكن في رمضان، فإن هذه المحرمات ترتبط بفريضة أخرى نهانا الله عن إفسادها بشوائب أخرى.

ودعا الشيخ كل الجزائريين إلى الإبتعاد عن هذه المحرمات التي تؤدي إلى ضياع أجر الصائم وإفساد صومه، على غرار مصافحة النساء للرجال، لما في ذلك من فساد شرعي، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ”لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس يد امرأة لا تحل له”، وهو ما يدل على عظم هذه المعصية التي أصبح كثير من الجزائريين يرونها اليوم ضرورية وهي الحضارة عينها، بحيث أنّها تفسد صيام المرء ولابد من الإقلاع عنها. وكذا الأمر بالنسبة للألبسة الفاضحة التي يرتديها كثير من النساء والفتيات، إلى جانب تزينهن بما لا يليق ووضع الطيب من العطور التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، زيادة على بعض الأمور الأخرى كالغش لدى التجار والكذب والحلف بغير صدق وغيرهما من الأشياء التي قد تؤدي إلى بطلان الصيام لقوله عليه الصلاة والسلام: ”من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس له حاجة أن يدع طعامه وشرابه”. ومن الأمور المنهيّ عنها التي ينبغي تركها خلال شهر رمضان على وجه الخصوص قال الشيخ، زيارة العرافين التي تخرج من الملة في حال تصديقهم من ذهب إليهم، وكذا البكاء المبالغ فيه والنياحة على الميت، فضلا عن جميع الأمور التي أمر الإنسان باجتنابها في غير رمضان، فإن اجتنابها في رمضان يكون أمرا ضروريا ولا بد منه حتى يحافظ الصائم على صحة صيامه وأن لا يفسده بمثل هذه الأمور.


رابط دائم : https://nhar.tv/SfbKT