مسرحية بستان المحبة في عرضها الشرفي الأول تصنع الفرجة بسوق أهراس
صنع العرض الشرفي الأول لمسرحية “بستان المحبة” الذي يعد تاسع إنتاج للمسرح الجهوي لسوق أهراس منذ دخول نشاطه مطلع العام 2012 الفرجة وذلك على ركح هذا المسرح حسب ما لوحظ مساء أمس السبت. فوسط ديكور ميزته هندسة جمالية أخاذة لركح هذا المسرح الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1930 تابع هذا العرض الذي لاقى تجاوبا ملفتا من طرف الحضور المتكون من وجوه ثقافية و فنية محلية وجمع غفير من الأطفال امتلأت بهم قاعة العرض رفقة أوليائهم . وتحكي هذه المسرحية التي ألف نصها وأخرجها لمسرح سوق أهراس الجهوي ياسين تونسي عن “زهرة صغيرة” تتعرض لغيرة من طرف نبتة “الحريقة” وهي نبتة يجتنبها الناس لأنها تلسع على الرغم من أنها نبات غذائي وصحي بامتياز التي تضامنت مع “الدبور” لأن الدبور لم يتلق أي عناية من طرف الإنسان على غرار النحلة. ولكي يكسبا تضامن وتعامل جيد من طرف الإنسان تفطن الطرفان (الحريقة والدبور) إلى فكرة حيث قاما بسرقة “الزهرة الصغيرة” لتذبل بقية أزهار البستان بفعل هذه السرقة. عندها قدمت النحلة إلى البستان ليبرز مخرج هذا العمل المسرحي الموجه لعامة الجمهور أهمية التوازن البيئي في الحياة. وفي الأخير تضامنت بقية الأزهار مع “العنكبوتة” واستنجدت بها من أجل نسج شبكة للقبض على “الحريقة” و”الدبور” قبل أن يفهما الحريقة والدبور بأن لهما هما كذلك دور في البيئة والطبيعة. وقد اعتمد المخرج ياسين تونسي من ناحية الشكل على تقنية مسرح “الماريونات” وتحريك الماريونات بالمشاهدة حيث يقوم الممثل بتحريك الماريونات أمام الجمهور. أما الشخصيات وهي “الزهور” فاستعمل المخرج تقنية “مسرح الأشياء” وهي التقنية التي تعد حسبه- أول تجربة في سوق أهراس لاسيما بعد تنظيم ورشة تكوينية بالمسرح الجهوي لهذه المدينة تناولت موضوع “الماريونات” استفاد منها 6 ممثلين وذلك طيلة فترة إنجاز هذه المسرحية ابتداء من 28 يناير الأخير. ويعد المخرج ياسين تونسي المنحدر من مدينة قسنطينة والذي استفاد من تربصات عدة في عديد الدول الأوروبية حول تقنية “مسرح الأشياء” الوحيد في الجزائر الملم بهذه التقنية. وقد أدى أدوار هذا العمل المسرحي الذي استغرق ساعة وأعد السينوغرافيا علي الحزاتي والموسيقى صالح سامعي 6 ممثلين وهم بن خالد حكيم وطارق عتروس وطارق كامل ورياض جفافلية ولبنى نوي وصباح ماضي. وعلى هامش العرض الشرفي صرح مدير المسرح الجهوي لسوق أهراس عز الدين جبالي بأن هذا الإنتاج الذي يعد تاسع إنتاج لمسرح سوق أهراس جاء ليعزز رصيد أعمال المسرح المفتوح على الجمهور فضلا عن إعطاء فرصة لممثلين شباب من المنطقة لإبراز مواهبهم في مجال الفن الرابع حسب وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف ذات المسؤول بأن سلسلة الدورات التي دأب مسرح سوق أهراس على برمجتها لفائدة شباب المنطقة من هواة ومهتمين بالنشاط المسرحي في مجال تكوين الممثل أعطت دفعا قويا للفن الرابع بالمنطقة حيث تم استدعاء عديد المكونين والأساتذة المختصين في التكوين الدرامي. للإشارة فإن فرقة المسرح الجهوي لسوق أهراس تلقت نهاية الأسبوع الأخير دعوة للمشاركة بتونس في تظاهرة “24 ساعة مسرح دون انقطاع”.