مسجد بلال بن رباح بجيجل الصرح الديني الذي عوض الزاوية
شيد مسجد بلال بن رباح الذي تم تدشينه في 2006 بوسط جيجل بموقع كان يحتضن من قبل إحدى الزوايا بعد إفشال محاولة لتحويلها إلى مؤسسة تجارية و ذلك بفضل إرادة المواطنين وقوة إيمانهم. ويبقى هذا الصرح الذي يحتوي على مئذنتين والذي يعلو شارع الأمير عبد القادر والذي صار يطلق عليه اسم مسجد بلال بن رابح منذ 2006 بعد أن كانت الزاوية الأصلية تحمل اسم “مسجد سعيد” في سنوات الثمانينات معروفا أكثر باسم الزاوية و هذا تخليدا لذكرى زاوية الطريقة الرحمانية التي كان يحتضنها هذا الموقع انطلاقا من سنة 1868 و هذا بعد عشرية من طرد أهالي جيجل من شبه الجزيرة التي كانت قد بنيت عليها قلعتهم (جيجل العتيق). و يقول نذير لاكاري و هو أستاذ متقاعد و عضو بجمعية مسجد بلال بن رباح و عضو سابق بجمعية مسجد سعيد “إنه منام هو الذي جعل آخر مشتري لهذا الوعاء العقاري يتخذ قرارا ببناء مسجد على هذه القطعة الأرضية بدلا من المنزل العائلي الذي كان ينوي تشييده بذات الموقع”. و مكن الكرم المستلهم من آخر مشتري لهذه الأرض مدعوما بحماس السكان في 2006 من وضع حد نهائي لمخاطر رؤية هذا المكان المخصص للعبادة يحيد عن النذر الديني المستوحى من الشيخ يوراس الحسين من الأخوية الرحمانية بعد طرده من شبه الجزيرة على غرار عديد العائلات الجيجلية في أعقاب المرسوم الإمبراطوري بتاريخ 16 جوان 1858 و قرار وزير الحرب المؤرخ في أكتوبر 1859 الذي منع أهالي جيجل و إلى الأبد من قصبتهم و من المساجد و الزوايا التي كانت تحتضنها المدينة. و يوضح لاكاري “يحكى بأنه عندما شيدت كنيسة بهذا المكان في 1875 وضع الشيخ المؤسس الذي جعل من منزله الخاص مكانا لصلاة و تجمع أعضاء الزاوية الرحمانية أفضل غرفتين من منزله تحت تصرف الجمهور العريض”. كما كانت هذه الزاوية و على مدار عدة عقود مكانا تقطنه بعض العائلات التي تم ترحيلها فيما بعد من طرف المجلس الشعبي بجيجل. و كانت هذه الفيلا ذات الطوابق التي يتقدمها ممر يطلق عليه “الدهليز” تتوفر على حديقة كان الشيخ يؤدي صلاته بها و هو يرتدي برنوسا لونه أزرق داكن و هذا حسب الأسطورة المحلية. و أغلقت هذه الزاوية في 1994 من طرف السلطات العمومية و عرض هذا المبنى والقطعة الأرضية التي تحتضنه للبيع من طرف ورثة الشيخ المؤسس و كانت ستحول إلى مؤسسة ذات طابع سياحي لولا الاعتراض الشديد لجمعية مسجد سعيد مدعومة بمجموع السكان. و تم التخلي عن هذه الغاية في أعقاب عملية بيع جديدة للقطعة الأرضية و قرار يقضي بجعل هذا المكان “شاهد” على ذاكرة جيجل العتيق و هو مكان معبأ بالتاريخ تجهله الأجيال الشابة حاليا.