مزارع «الفريزة» ومصانع «الڤازوز» تتزوّد بالماء الشّروب «باطل» مقابل رشاوى!
تحقيقات للدرك تكشف فضيحة من العيار الثّقيل في قطاع الموارد المائية بتيبازة
التّحقيقات كشفت عن تركيب قنوات تزوّد بالمياه الشّروب لـ11 محطة غسل سيارات من دون عدّادات
7 موظّفين في «سيال» القليعة، تمّ توقيفهم والاستماع إلى 52 شخصا في القضية
فتحت مصالح الدرك الوطني لكتيبة القليعة في ولاية تيبازة، تحقيقا مُعمّقا في فضيحة من العيار الثّقيل تتعلّق بتموين مصانع ومزارع فلاحية في تيبازة بالمياه الصالحة للشّرب من دون أن يدفع أصحابها أيّ سنتيم لسنوات طويلة، في الوقت الذي يعاني سكان بلديات شرق ولاية تيبازة من أزمة حقيقية في هذه المادة الحيوية.
وقد كشفت تحقيقات الدرك التي استغرقت مدّة 6 أشهر كاملة، فضائح من العيار الثّقيل تورّط فيها سبعة موظّفين بمؤسسة «سيال» المسؤولة عن تسيير المياه في ولاية تيبازة، منهم مسؤولون وإطارات بمركز القليعة، استغلّوا نفوذهم ومكانتهم بالمؤسسة لتمكين أصحاب مزارع ومصانع من التموّن من المياه الصّالحة للشرب من دون دفع المستحقّات اللازمة ومن دون أيّ مراقبة، حيث اكتشف محقّقو الدرك تزوّد 9 مصانع منها 3 خاصّة بالمشروبات الغازية وغير الغازية بالمياه، من دون أن يملكوا أيّ عدّادات أو ملفّات قاعدية، كما أنّهم غير مبرمجين في النّظام الآلي كزبائن لمؤسسة «سيال».
وحسب مصادر مطّلعة، فقد تم تسجيل تلك التّجاوزات في كلّ من بلديتي الحطاطبة والقليعة، أين تنقّل محقّقو الدرك إلى مصانع تابعة للخواص، ووقفوا على حجم التّجاوزات الفضيعة من استهلاك مفرط للمياه بقنوات ذات حجم كبير، تمّ توصيلها من قبل عمّال مؤسسة «سيال» وبوسائلها الخاصّة، من دون أن يدفع أصحاب تلك المصانع سنتيما واحدا، كما كشفت تحقيقات الدرك، أنّ أصحاب تلك المصانع والمزارع كانوا يتعاملون بشكل خارج عن القانون مع مع أحد إطارات «سيال»، حيث كان الأخير يقبض أموالا من الزبائن لحسابه الشّخصي.
مسؤول في «سيال» القليعة جنّد 6 موظّفين وحوّل الفرع إلى شركة خاصة
كشفت التّحقيقات مع مسؤول في فرع «سيال» القليعة، تم توقيفه برفقة شركائه الستّة على ذمّة التّحقيق، أنّه قام بتحويل الوحدة التي يشتغل فيها إلى مؤسسة خاصّة، حيث جنّد عمّال وإطارات بالمركز للعمل لصالحه مقابل مبالغ مالية ضخمة، كان يزوّدهم بها شهريا.
وحسب مصادر اشتغلت على القضية، فإنّ المسؤول الموقوف كان يقوم بالتّفاوض مع الفلاّحين وأصحاب المصانع لتزويدهم ليس بالماء فقط، بل حتّى بالقنوات وإتمام عمليات الحفر والرّدم، وكأنّ العملية تتمّ وفق طريقة قانونية محضة، في الوقت الذي كان زبائنه يدفعون له مبالغ مالية معتبرة مقابل هذه الأشغال التي تتمّ في وضح النهار، لكن من دون أثر على وثائق «سيال».
100 مليون سنويا لسقي 80 هكتارا من الفراولة من دون علم «سيال»
كشفت مصادر ، أنّ أحد الفلاحين الذي تمّ التحقيق معه والاستماع إليه رفقة 51 شخصا آخر شملتهم تحقيقات الدرك، كان يدفع سنويا مبلغ 100 مليون سنتيم مقابل تزويده 24 ساعة على 24 ساعة بالمياه الصّالحة للشرب، والتي كان يحوّلها إلى سقي فاكهة الفراولة التي تعتبر من الفواكه التي تتطلّب كميّات كبيرة من المياه.
وقال الفلاح في اعترافاته لمحقّقي الدرك، إنّ القنوات التي تمتدّ على عشرات الكيلومترات تم تزويده بها من قبل المتّهمين الستّة الذين ربطوا مزارعه بقناة مباشرة من المنبع، وهو الأمر الذي كلّف بقاء سكان خميستي والشعيبة من دون مياه الصائفة الماضية.
50 مليونا لربط مصانع «الڤازوز» بالمياه من دون عدادات
كشفت التّحقيقات التي أجريت في القضية، أنّ عصابة «سيال» القليعة تمكّنت من جني أموال طائلة في عمليات وأشغال لتزويد مصانع ومزارع وفيلات بالمياه الصّالحة للشرب، وهذا لمدّة تفوق 6 سنوات، من دون حسيب أو رقيب، حيث كان الزبائن يدفعون مبلغ 50 مليونا سنويا بالنسبة للمصانع و10 ملايين بالنسبة لأصحاب الفيلات والمنازل، وهذا من دون أن يتمّ تركيب عدّادات لهم، الأمر الذي خلّف خسائر بالملايير للشركة وجعل مناطق شرق تيبازة تعيش أزمة ماء لا مثيل لها.
11 محطّة لغسل السيارات لم يكن أصحابها يدفعون أيّ سنتيم
توسّع التّحقيقات في القضية، جعل المحقّقين يكتشفون قيام إطارات «سيال»في بالقليعة بتزويد 11 محطة لغسل السيارات بالماء الشّروب من دون تركيب عدّادات، وهذا بكلّ من مدن الحطاطبة والقليعة وبواسماعيل إلى جانب فوكة، وذلك من دون أن يدفع أصحابها أيّ سنتيم لمؤسسة «سيال»، لكنّهم كانوا مقابل ذلك يدفعون أموالا للحساب الخاص لإطارات الشركة، حيث تراوحت المبالغ المالية التي كانوا يقدّمونها للشّخص الواحد، بين 10 ملايين و25 مليون سنتيم سنويا.
مدير الموارد المائية في تيبازة: «القضية أمام العدالة»
رفض مدير الموارد المائية لولاية تيبازة، «رمضان قرباج»، الإدلاء بأيّ تصريح في القضية التي قال إنّها أمام العدالة، معتبرا أنّ هذه الأخيرة هي سيّدة في اتّخاذ أحكامها، مشيرا إلى أنّ مصالحه لم تصمت حيال هذه الفضائح والتّجاوزات التي كانت سببا في تذبذب المياه الصالحة للشرب في ولاية تيبازة، ومنوّها في نفس الوقت إلى أنّ هذه العمليات غير المسؤولة ساهمت في المسّ بالسّير الحسن لهذا المرفق العمومي.
أطراف داخل «سيال» تتستّر على الفضائح
قادت التّحقيقات التي أجراها الدرك، إلى أنّ الفضيحة التي عاشها قطاع الموارد المائية في تيبازة تورّط فيها مسؤولو «سيال» بالقليعة وتيبازة، حيث كشف المحقّقون أنّ مسؤولين كبار تورّطوا في القضية، من خلال تستّرهم على هاته الفضائح لسنوات طويلة، مقابل مصالح مادية كانوا يحقّقونها.
وفي هذا الإطار، قال مصدر مسؤول في «سيال»، كان وراء كشف الفضيحة خلال التّحقيق معه، إنّ العملية كان يهدف من ورائها أيضا الإطاحة بمدير الموارد المائية لولاية تيبازة، الذي رفض التستّر عنهم ومشاركتهم الغنيمة التي كانوا يقتسمونها.
لا أحد في «سيال» تيبازة يريد الحديث عن القضية
وقد تنقّلت”النهار” إلى المقر المركزي لمؤسسة «سيال» في تيبازة، أين رفض كلّ المسؤولين بها الحديث عن القضية، متحجّجين بأنّ القضية على مستوى العدالة، في الوقت الذي تعذّر علينا ملاقاة المدير الجديد، بعد تحويل المدير الذي حدثت في عهده الفضيحة، فيما تنقّلنا إلى مركز القليعة، أين رفض مسؤول المركز الإدلاء بأيّ تصريح.
******************************************
تعرّف على موقع “النهار”
“النهار أون لاين” هو موقع إخباري جزائري يهتم بالشؤون الوطنية والمحلية وحتى الدولية في كل المجالات، بصفة دورية وآنية ومستمرة.
يعتبر “النهار أون لاين” موقعًا تابعًا لمجمّع “النهار” الإعلامي الذي يضمّ قناة “النهار الإخبارية” وجريدة “النهار الجديد” و”إذاعة شمس” بالنت.
يتميز موقع “النهار أون لاين” بالنشر الفوري والآني للأخبار، مع التحري الكبير لمصداقية الأخبار والأحداث المنشورة من طرفنا.
ويحرص الموقع على التحري في مصدر الخبر قبل بثّه، وبحال حصول تطور يتم تحديثه بمقالات جديدة تتضمّن كل التّفاصيل والتطورات.
ويعمل موقع “النهار أون لاين” من دون انقطاع، ويضمن طاقمه الأخبار على مدى 24 ساعة، إضافة لتحديث الأخبار والمتابعة الدقيقة.
ويسمح موقع “النهار أون لاين” بمتابعة كل الأخبار التي تنفرد بها قناة “النهار”، ونقل كل التقارير والروبورتاجات التي تعدها القناة.
و يعتبر الموقع من أبرز المواقع، ويحظى بنسب متابعة قياسية بفضل شبكة المراسلين التي تنشط عبر كامل التراب الجزائري.
يتابع الوقع الأحداث الطارئة ببث مباشر عبر صفحة “النهار” على “الفايسبوك” و“تويتر”، ويتيح لكم متابعة الأحداث لحظة بلحظة.
الموقع يحتوي على أقسام تسمح لمختلف القرّاء بتتبع المحتوى المراد الاطلاع عليه من سياسة واقتصاد وثقافة ورياضة ومتفرّقات.
و يسمح الموقع بتقديم استفتاءاتكم حول مواضيع الساعة من خلال ركن “الاستفتاء” الذي يكون موضوعه متزامنًا مع الحدث.
يتواجد موقع “النهار أون لاين” على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بمتابعة عالية تفوق الخمسة ملايين مشترك على “الفاييسبوك” وعلى “التويتر”.
و يتيح الموقع الإلكتروني لمتابعيه إمكانية مشاركتهم بفيديوهات لأحداث عايشوها وإرسالها للموقع عبر رقم “الواتساب”.