مخطئة تائبة أرجو الصفح… ليصير حزني فرحا
تحية طيبة وبعد: أشعر بوحدة وغربة، أنا التي حولها عشرات بل مئات الأفراد، ينتابني الخوف من الظلام وأنا في وضح النهار، يباغتني الأرق فتغدو الليالي كلها بيضاء والساعات والدقائق سواء باستثناء الفجر حين ينادي صوت الحق، فأجمعه أشلائي وأهم لتلبية النداء، لبيك ربي لقد كنت من الظالمين، لبيك خالقي وبارئي العفو الستار، سترتني وأحطتني بعانيتك، فما كان مني سوى الاستهتار، أستغفرك يا ذا الجلال والإكرام وأتوب إليك.
في غرفتي ذات الألوان الباهتة أحمل سجادة مطرزة بلون الحناء، أصلي وأدعو ربي أن يتولاني برحمته، لأشعر بعدها بشيء من السكينة، فيهدأ روعي ويغمض جفني، وما هي إلا هنية زمن أقضيها على سرير التعب، حتى يحين موعد الاستيقاظ.
كالعادة أخرج لأمارس مهنتي النبيلة ـ التعليم ـ بأحاسيس ذبحت قلبي وجعلته قربانا لمن لا يريد، كيف أشرح لكم أيها الكرام، أنني لم أتصور هذا المصير ولم أتخيله أبدا، بل قفز إلى ذهني وعلق به، بعد أن صار حقيقة والحقيقة أني فقدت عفتي وامتزجت نفسي بالخطيئة في العقد الثالث من العمر، أتجرع المر والعلقم، أحترق بلهيب الألم وأغتسل بالماء والبرد حتى أتطهر من الذنب، أذرف الدموع لتكون ثمنا بخسا، فقد تشفع لي كي أتصالح مع نفسي بعدما ظلمتها.
أغتنم فرصتي الآن وأصرخ بأعلى صوت مدويا لكل الآذان، مخطئة تائبة أرغب بالستر، مذنبة أرجو الصفح والغفران، وأتمنى زوجا يخلصني من هذه الأحزان ويطير بي إلى دنيا السكينة والاطمئنان وكأنه حمام السلام.
هذه حكايتي ويشهد الله أني أخلصت التوبة، فمن يتخذني لحياته شريكة، فأنا جميلة، كريمة وأمينة، ولولا ما حدث لي لكنت جوهرة نادرة عالية الجودة، أي نعم فقدت أغلى ما تملك المرأة، ولكني قلبي مفرخة لمشاعر صادقة، فمن يمنحني الفرصة لأكون له مخلصة، أقبله من أي مكان المهم أن يتصف بالخلق وأن يعاملني بإحسان.
@ لبنى/ تيزي وزو