إعــــلانات

محمد مسلمي من مكافحة الإرهاب إلى صفوف البطالة

محمد مسلمي من مكافحة الإرهاب إلى صفوف البطالة

ضحى بنفسه في سنوات الجمر والدموع و نجا من الموت بأعجوبة في العديد من المرات، ليجد نفسه في لحظة وبسبب قرار فوقي سجين البطالة.

“محمد مسلمي” من مواليد 1958 بالجلفة، هو أحد مؤسسي مفارز الحرس البلدي عبر عدد من دوائر ولاية الجلفة، وقد حاول تجاوز الحديث عن تلك الفترة القاتمة من حياة الجزائر، غير أنه سرعان ما تراجع ليروي لـ “النهار” مسيرة من التحدي والتمرد، طبعتها وطنيته التي مازال ينشدها إلى حد الساعة. كان “محمد مسلمي” مسؤول مركز للتدريب، وتخرجت على يديه عديد الدفعات، وقد وضع سنة 1995 بمنصب مندوب أمن بدائرة فيض البطمة، وخلال السنة ذاتها كلف بالأمن على مستوى دائرة دار الشيوخ.
يتحدث “محمد مسلمي” عن تلك الفترة، فيقول أنه رغم صعوبة المهمة إلا أن “وطنيته كانت تدعوه للتصرف بسرعة وتعقل من أجل تأسيس فرق من الحرس البلدي والدفاع المدني والذاتي لمواجهة الإرهابيين”. وتعود به ذاكرته إلى سنة 1995، حين قامت مجموعة إرهابية بنصب حاجز مزيف بالمكان المسمى”فريض” بطريق سيدي بايزيد، وأوقفت عددا من المواطنين، وبعد تفتيشهم تم العثور على صور بلباس عسكري للمواطن ” محمد، ل” الذي اقتيد باتجاه منطقة “بسباسة” لإقامة الحد عليه، ويضيف “محمد” أن خال المواطن الذي حضر الحادثة أبلغه بما حدث، وعلى الفور تم استدعاء فرق الحرس البلدي رفقة عناصر الدرك الوطني، وقد تمكنوا من مباغتة الإرهابيين والقضاء على ثلاثة منهم، فيما نجا المواطن “محمد، ل” بأعجوبة بعد أن هم الإرهابيون بذبحه.
ويؤكد “محمد” أن مكافحة الإرهاب كانت دائما هدفه الأول في سنوات الجمر، مما جعله يقتنع بأن الأعمار بيد الله، مهما كانت الظروف صعبة، بدليل أنه نجا من الموت في العديد من المرات، أخطرها انفجار قارورة غاز من الحجم الكبير تحت سيارته التي كان يقودها أثناء رجوعه رفقة نقيب في الجيش وقائد مفرزة الحرس البلدي بسيدي بايزيد، غير أنها لم تصب أحدا بأذى. ويشير “محمد” إلى أنه موازاة مع مكافحة الإرهاب كان سببا في إقناع عدد من المغرر بهم للنزول من الجبال، مثل قيامه بإقناع إرهابيين سنة 1997، سلما نفسيهما بعد أن قاما بتسليم أميرين قضي عليهما في مواجهة مع القوات المشتركة للأمن، وكانا بحوزتهما أسلحة وذخيرة.
رغم كل ما قدمه “محمد” إلا أنه وجد نفسه في دائرة البطالين، عقب القرار الذي صدر عن قائد مجموعة الدرك الوطني سنة 1997، حيث ما يزال لحد الساعة يجهل أسباب توقيفه يقول المتحدث الذي يعد أبا لـ10 أطفال وابنا لمجاهد.

رابط دائم : https://nhar.tv/W6Aau