“محمد” الشيخ الظاهرة .. يقطع يوميا أزيد من 10 كلم لإلقاء السلام ومصافحة المواطنين
يعرفه الكبير والصغير ولديه قصص مع المسؤولين الذين تعاقبوا على المسيلة
ليس من الغريب على أي شخص يزور مدينة المسيلة، أن يلفت انتباهه شيخ طاعن في السن يجول أرجاء وأحياء عاصمة الحضنة، وكأنه شاب لا يزال في كامل قواه الجسدية والبدنية، ليس طلبا للصدقة كما قد يتبادر الى الأذهان، بل لأجل إلقاء التحية على كل شخص، يجده في طريقه. إنه الشيخ “محمد بوعلان”، 81 سنة، يقطع يوميا مسافة تزيد عن 10 كلم مشيا على الأقدام، من أجل الالتقاء بالمواطنين.
يقول الشيخ محمد إن قصته مع إلقاء التحية على المواطنين تعود إلى أزيد من 40 سنة ، وبأن والده رحمه الله، هو الذي غرس فيه عددا من القيم الأخلاقية والدينية، وترك له وصية تحثه على إلقاء تحية “السلام عليكم” على كل شخص يلتقيه، سواء أكان الشخص يعرفه أو لا يعرفه، وذلك بالمشي كل صباح وقطع مسافة أزيد من 10 كيلومتر عبر كامل أرجاء المدينة، وأيضا أثناء سفره إلى الولايات الأخرى لأجل مصافحة الأشخاص وعدم الرد على أي شخص يرفض مصافحته ما دام، يضيف - الشيخ محمد – أن أجر العمل مثبت عند الله سبحانه وتعالى، أما عن عدد الأشخاص الذين يلقي عليهم التحية يوميا، فقدر عددهم ما بين 2000 و3000 شخص، ويتناقصون تدريجيا في حال مرضه وبقائه داخل البيت.
البعض اعتقد بأن “محمد” شخص مجنون
الشيخ محمد انهمرت عيناه بالبكاء عندما أكد أنه وفي الوقت الذي كان يجمع في حسنات وجزاء الله على عمله من جراء إلقائه للتحية، تلقى جزاء آخر ولكنه سلبي من طرف عدد من المواطنين الذين حاولوا إلصاق تهمة الجنون به، بالرغم من تواجده في كامل قواه العقلية. يتوقف قليلا عن الكلام، ليواصل، قائلا “من شدة مصافحتي وإلقائي التحية يوميا على المواطنين وبدون استثناء، راح بعضهم يعتقد بأنني شخص مجنون، وأستغل طيبة وإحسان الناس من أجل نيل بعض الدنانير”.
دخلي ألف دينار شهريا أعيل به 6 أفراد من العائلة
مفاجأتنا كانت كبيرة، عندما اكتشفنا بأن الشيخ محمد يتكفل بعائلة متكونة من 6 أفراد وبمبلغ مالي يقدر بـألف دينار فقط يتقاضاه من شبكة البطالة ببلدية المسيلة، وهو مبلغ قليل لا يكفي حتى لسد رمق شخص وليوم واحد، إلا أن الشيخ محمد اعتبره بركة من البركات التي منّ بها الله عليه.
