محلات “الفاست فود” تتحول إلى واجهات تحترف بيع الزلابية وقلب اللوز
التجار يستغلون شهر رمضان لربح المزيد من المال وتعويض بطالتهم
يمثل شهر رمضان بالنسبة لبعض التجار شهرا لتغيير النشاط، لفترة معينة، خاصة وأن الحلويات التقليدية والرمضانية خاصة تعرف إقبالا كبيرا خلال الشهر الفضيل، وبذلك يعلق أصحاب المحلات آمالهم على هذا الشهر لملء خزينتهم أو لإنقاذ أنفسهم من الركود الذي يكون قد لحقهم قبل رمضان، لما يعرف عن إقبال الجزائريين خلال الشهر الكريم على اقتناء الحلويات بكميات معتبرة.
وكالعادة، تتحول العديد من المحلات لتغير طبيعة نشاطها فور قدوم شهر رمضان المعظم في كل سنة، من محلات ملابس ومطاعم إلى محلات بيع الحلويات التقليدية، خاصة الزلابية والقلب اللوز، التي تعد من أكثر الحلويات استهلاكا من قبل المواطنين. وفي جولة استطلاعية قادت “النهار” إلى بعض شوارع العاصمة، وقفنا على حقيقة مفادها أن العديد من المحلات غيرت من طبيعة نشاطها التجاري استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل.
المطاعم والبيتزيريات تتحول إلى بيع زلابيات
تحدث إلينا “علي”، صاحب مطعم بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، قائلا “محلنا في الأصل مطعم، لكن خلال شهر رمضان ونظرا لأهمية تجارة الحلويات والتوقف عن العمل العادي، فإننا نجهز المحل لنبيع الحلويات التقليدية خاصة الزلابية والقلب اللوز، وهي حرفة ورثناها عن آبائنا، ونحترفها منذ أكثر من عشر سنوات”. وأضاف “رشيد”، صاحب بيتزيريا بباب الواد “من غير المعقول أن أتوقف عن العمل في شهر رمضان، فأحاول أن أتاجر في أمور أخرى كجلب الزلابية والشاربات من مدينة بوفاريك لأبيعها خلال هذه الفترة”.
وأكد لنا “عادل”، أحد الشباب بباب عزون، أن صديقه صاحب محل بيع ملابس رجالية أوقف نشاطه منذ أكثر من 15 يوما قصد تغيير طبيعة تجارته واستعدادا لاستقبال رمضان في حلة جديدة. وبنفس الشارع لمحنا محلا به أشغال ترميم جارية، فاقتربنا منه، حيث أكد لنا صاحبه أنه يعيد ترميم محله عند حلول شهر رمضان لأن النشاط يكثر خلاله، خاصة وأنه كان يشغل “فاست فود”، حيث قال “بما أن الأكل الخفيف يتوقف خلال شهر رمضان، فنحاول إيجاد البديل، خاصة وأن الحي المتواجد به لا يوجد به باعة الزلابية والحلويات التقليدية الخاصة بشهر رمضان”.
الحلواجيون يستغيثون بشهر رمضان وآخرون يستغلون الفرصة
وتشهد الحلويات التي تعرضها هذه المحلات إقبالا منقطع النظير، خلال شهر رمضان، وهو ما أكده “محمد”، صاحب محل للحلويات التقليدية، الذي قال “خلال شهر رمضان يتضاعف العمل، ونقوم باستقطاب أعداد وفيرة من الزبائن، كما أقوم بمضاعفة عدد العمال بالمحل، وأقوم بتنويع المنتجات مثل الزلابية العادية والتونسية وغيرها من الحلويات كالمحنشة، السيجار، البقلاوة وأنواع أخرى عديدة”.
كما التقينا “زينب” بأحد المحلات بباب جديد، وقد كانت بصدد شراء مستلزمات الحلويات الخاصة بشهر رمضان، فأكدت أنها تعتبر هذه الحلويات من الأطباق الرئيسية في الموائد الجزائرية خلال شهر رمضان، مضيفة “بعد رمضان يكاد ينعدم الاهتمام بهذه الحلويات لتترك مكانها للحلويات الأخرى التي تشترى عادة، في العيد أو خلال الأيام العادية”، فيما تحدثت إلينا” زهيدة”، حلواجية، والتي أكدت أن شهر رمضان له أنواع معينة من الحلويات التقليدية، وأضافت أنها في الأيام الأخيرة تعرض أنواعا أخرى بمحلها الكائن بالبليدة، بالإضافة إلى أنها تعرض الزلابية والقلب اللوز الذي تعده رفقة فتاة تعمل معها.
وفيما كان لأصحاب محلات الحلويات بالعاصمة نفس الرأي حول إقبال المواطنين على أنواع معينة من الحلويات الخاصة بشهر رمضان، قال “حليم”، بائع بمحل الحلويات “إن بعض الأنواع لا نعرضها في شهر رمضان، ونستبدلها بعدة أنواع أخرى فالحلويات المشرقية تعرف إقبالا من الزبائن وفي كثير من الأحيان تكون طلبات خاصة لأنواع معينة لسهرات الرمضانية”، فيما وصف “كمال”، بائع بمحل الحلويات التقليدية بشارع بلوزداد، أجواء الإقبال على الحلويات خلال شهر رمضان قائلا “الإقبال على شراء الحلويات التقليدية خاصة الزلابية والقلب اللوز وأنواع أخرى أصبحت لا تقل أهمية عن تلك السالفة الذكر ويكون ذلك قبل وبعد الإفطار، فتجد طوابير من الزبائن تنتظر دورها لشراء الحلويات الخاصة بالسهرات الرمضانية”، بالإضافة إلى أنه يعرض بجانب محله المكسرات بكل أنواعها. و أكد “خليل”، عامل بأحد المطاعم والذي يفضل أن يأخذ عطلته السنوية في شهر رمضان قصد استغلالها في العمل بمكان آخر، فيقول “بصفتي أملك خبرة في إعداد الحلويات أعمل في شهر رمضان بمحل الحلويات التقليدية”.