محتجّون يغلقون المستشفى ويجبرون المسؤولين على توقيع اعتذار كتابي في تبسة
تجمهر أمس، عشرات المواطنين من أقارب الإمام الشيخ علي جابري 78 سنة، الذي وافته المنية أول أمس بمستشفى ولاية عنابة، إثر تعرضه لحادثة مأساوية على مستوى المؤسسة العمومية الإستشفائية عالية صالح بمدينة تبسة كانت سببا في رحيله، بعد أن تسبب مصعد غير صالح نكل بجسده الهزيل على مرأى من أبنائه الذين نقلوه من أجل العلاج، قبل أن ينزل به بسرعة البرق ويرتطم على الأرض من ارتفاع تجاوز 15 مترا حسب ما تطرقت إليه ”النهار”،في عددها الصادر يوم أمس.ونقلوا حركتهم التي لقيت تعاطفا لدى الرأي العام المحلي، إلى غاية المؤسسة الإستشفائية التي شهدت الحادثة، وقاموا بالتجمع داخل ساحتها الرئيسية وطالبوا بضرورة حضور المسؤولين على القطاع الصحي، بعد أن أصروا على توقيف عمل المصالح وشل حركة العمل من خلال غلق الأبواب الخارجية. وفي غضون ذلك تدخلت مصالح الأمن التي بقي أفرادها ماكثين داخل المؤسسة الصحية يراقبون الوضع عن كثب، وبالموازاة مع ذلك حضر عدد من الأئمة أصدقاء المرحوم الذين دعوا إلى إطفاء لهيب الغضب وعدم التسرع أو التهور، وهي الدعوة التي عبّر عنها الغاضبون بالقول ”نحن لم نأت هنا للتكسير أو إبراز العضلات وإحداث الفوضى إنما جئنا لنقل واقع مرير والتنديد بجريمة حقيقية ارتكبت في حق شيخ جليل عمل لمدة 50 سنة في المساجد يدعو إلى الطريق القويم”، في الوقت الذي لم يسجل فيه حضور أي منتخب محلي سواء على مستوى المجلس الشعبي البلدي أو الولائي، وبعد 4 ساعات كاملة من الوقوف والتنديد وأمام إصرارهم على ضرورة حضور المسؤولين، حضر المدير الولائي للصحة ومدير المؤسسة العمومية الإستشفائية عالية صالح، حيث أبديا التضامن الكامل مع عائلة الضحية، وأعربا عن نيتهما الخالصة في تقديم التعازي، إلا أن المحتجين رفضوا وتعالت أصوات الغضب التي تحمّلهم مسؤولية ما جرى وتطالبهم بالاستقالة، ليتمكن بعد تدخل عدد من العقلاء وأبناء الشيخ، مدير المؤسسة درابلي عبد العزيز من أخذ كلمة، حيث قال فيها، ”أعزيكم في مصابكم، وأعتذر مع تحملي كل المسؤولية القانونية عن الحادثة باعتباري المدير، مؤكدا على أن التحقيق المفتوح سيكون كفيلا بتحديد المتسببين الذين سيدفعون الثمن غاليا”، تاركا الكلمة للمدير الولائي زبيدي جمال الذي صرخ بأعلى صوته بعد أن قدّم واجب العزاء ”سيعاقب كل مسؤول عن الحادثة وكل متسبب فيها دون استثناء، بما فيهم أنا لو تثبت إدانتي”، في إشارة إلى أن التحقيق سيكون صارما ولن يستثني أحدا مهما كانت رتبته، وقد اعتبر المسؤولان أن الأمر خطير وأن المحتجين على حق، خصوصا أن الأمر يتعلق بإزهاق روح أب لـ10 أبناء وجد لعدد كبير من الأحفاد، وقد رفض أبناء الشيخ نقل جثته لإتمام مراسيم الدفن واضعين شرط الاعتذار الكتابي يوقعه المسؤولان وهو ما تم فعلا، حيث وقّع كل من مدير الصحة ومدير المستشفى اعتذارا كتابيا قرئ على مسامع الحاضرين وتسلمت ”النهار” نسخة منه، تضمن اعتذارا عن جميع الأخطاء الصادرة عن عمال وموظفي المؤسسة، وتأكيدا على تحمل المسؤولية، وإجراءات ردعية فورية وتوقيفات تمس كل من كان متسببا، ليتم بعدها نقل الجثمان وسط مئات المشيعين إلى مقر سكناه قبل أن ينقل إلى مسجد أنس بن مالك للصلاة عليه ومنه إلى المقبرة أين ووري التراب. وقد صرح لنا مصدر نقابي بأن هيئته دعت في عدة مناسبات المستخدمين إلى الإضراب عن العمل بسبب تماطل الجهات الوصية في إنهاء مختلف الأشغال التي انطلقت على مستوى المستشفى منذ 4 سنوات ولم تنته إلى جانب التحذير من وقوع كوارث جراء عدم صلاحية المصاعد وانسداد البالوعات والمجاري الخاصة بمياه الصرف الصحي.