محتجون يغلقون المستشفى ويجبرون المسؤولين على توقيع اعتذار كتابي في تبسة
وفي غضون تدخلت مصالح الأمن التي بقي أفرادها ماكثين داخل المؤسسة الصحية يراقبون الوضع عن كثب، وبالموازاة مع ذلك حضر عدد من الأئمة أصدقاء المرحوم الذين دعوا إلى إطفاء لهيب الغضب وعدم التسرع أو التهور، وهي الدعوة التي عبر عنها الغاضبون بالقول”نحن لم نأت هنا للتكسير أو إبراز العضلات وإحداث الفوضى إنما جئنا لنقل واقع مرير والتنديد بجريمة حقيقية ارتكبت في حق شيخ جليل عمل لمدة 50 سنة في المساجد يدعو إلى الطريق القويم”، هذا في الوقت الذي لم يسجل فيه حضور أي منتخب محلي سواء على مستوى المجلس الشعبي البلدي أو الولائي، وبعد 4 ساعات كاملة من الوقوف والتنديد وأمام إصرارهم على ضرورة حضور المسؤولين، حضر المدير الولائي للصحة ومدير المؤسسة العمومية الإستشفائية عالية صالح، حيث أبديا التضامن الكامل مع عائلة الضحية، وأعربا عن نيتهما الخالصة في تقديم التعازي، إلا أن المحتجين رفضوا وتعالت أصوات الغضب التي تحملهم مسؤولية ما جرى وتطالبهم بالاستقالة، ليتمكن بعد تدخل عدد من العقلاء وأبناء الشيخ، مدير المؤسسة درابلي عبد العزيز من أخذ كلمة، حيث قال فيها، “أعزيكم في مصابكم، وأعتذر مع تحملي كل المسؤولية القانونية عن الحادثة باعتباري المدير، مؤكدا على أن التحقيق المفتوح سيكون كفيلا بتحديد المتسببين الذين سيدفعون الثمن غاليا”، تاركا الكلمة للمدير الولائي زبيدي جمال الذي صرخ بأعلى صوته بعد أن قدم واجب العزاء، ” سيعاقب كل مسؤول عن الحادثة وكل متسبب فيها دون استثناء، بما فيهم أنا لو تثبت إدانتي”، في إشارة إلى التحقيق سيكون صارما ولن يستثن أحدا مهما كانت رتبته، هذا وقد اعتبرا المسؤولان أن الأمر خطير وان المحتجين على حق خصوصا وان الأمر يتعلق بإزهاق روح أب لـ10 أبناء وجد لعدد كبير من الأحفاد، وقد رفض أبناء الشيخ نقل جثته لإتمام مراسيم الدفن واضعين شرط الاعتذار الكتابي يوقعه المسؤولان وهو ما تم فعلا حيث وقع كل من مدير الصحة ومدير المستشفى اعتذارا كتابيا قرئ على مسامع الحاضرين و تسلمت “النهار”، نسخة منه، تضمن اعتذارا عن جميع الأخطاء الصادرة عن عمال وموظفو المؤسسة، وتأكيدا على تحمل المسؤولية، وإجراءات ردعية فورية وتوقيفات تمس كل من كان متسببا، ليتم بعدها نقل الجثمان وسط مئات المشيعين إلى مقر سكناه قبل أن ينقل إلى مسجد أنس بن مالك للصلاة عليه ومنه إلى المقبرة أين ووري التراب. هذا وقد صرح لنا مصدر نقابي بأن هيئته دعت في عدة مناسبات المستخدمين إلى الإضراب عن العمل بسبب تماطل الجهات الوصية في إنهاء مختلف الأشغال التي انطلقت على مستوى المستشفى منذ 4 سنوات ولم تنته إلى جانب التحذير من وقوع كوارث جراء عدم صلاحية المصاعد وانسداد البالوعات والمجاري الخاصة بمياه الصرف الصحي.
الجزائر -النهار أون لاين