مثقفون يدعون الى إعادة الاعتبار للبنايات القديمة وجعلها في خدمة الفن
توجد في الجزائر العاصمة و في غيرها من المناطق الكثير من البنايات القديمة المهجورة،التي كانت تستغل في الماضي كمصانع و مذابح والتي أضحت اليوم عرضة للإهمال و الانهيار في الوقت الذي يعاني فيه الفنانون من نقص فادح في فضاءات التعبير الإبداعي. و أمام هذه الوضعية المأساوية دق عدد من الفنانين و المثقفين ناقوس الخطر حتى يتم إعادة الاعتبار لهذه البنايات،التي تتربع على مساحات واسعة و جعلها في خدمة الثقافة و الفن و الإبداع. و أشار الكاتب و الصحفي مصطفى بن فوضيل الى بعض التجارب الناجحة في مجال تحويل بعض الأروقة التجارية القديمة في العاصمة،إلى متاحف للفن المعاصر و ترميم قصر رياس البحر، متأسفا في ذات الوقت لكون الكثير من البنايات المماثلة التي تستحق أن يتكفل بها تبقى تنتظر تدخل السلطات العمومية لرد الاعتبار لها. و أشار الفنان التشكيلي سليم سرقوة في هذا السياق إلى ”أن الفنانين لا يطالبون سوى بفضاءات بسيطة و عملية للتعبير عن إبداعاتهم الفنية معتبرا أن الأماكن الفاخرة لا تساعد على تحريك إلهام و مخيلة الفنان” و أبرز الفنان إعجابه الكبير بالبنايات القديمة للعاصمة،متأسفا لما آلت إليه هذه الأماكن القيمة أمام تراجع فادح للفضاءات الفنية . بالإضافة إلى الحالة المتدهورة لهذه الأماكن سجل الفنانون مشكلا آخر،يتمثل في الملكية و تجرأ مصطفى بن فضيل في صائفة 2009 على تخصيص ظهيرة لقراءة أحد مسرحياته في إطار نشاط حر شمل بعد ذلك فضاءات أخرى على غرار مسرح تيبازة القديم و ساحة الشهداء أو الموقف الأرضي لرياض الفتح،و أكد بن فوضيل أنه حتى يتمكن الفنانون من استغلال هذه الأماكن ضحية الإهمال يجب أولا تحديد ملكية هذه الفضاءات داعيا إلى “تدخل الدولة لتسوية المشاكل القانونية المتعلقة باستغلالها” و أوضح هذا الصحفي فيما يخص هذا الموضوع “بعض هذه البنايات هي ملك لخواص من بينهم مالكين فرنسيين سابقين. فجزء من هذا التراث يعود إلى الجماعات المحلية و أخرى تابعة للوزارات من بينها وزارة الثقافة. و لهذا يجب قبل كل شيء تسوية وضع هذه الفضاءات قانونيا حتى يتسنى استغلالها. فعندما يتم تحديد المسؤوليات بوضوح يمكننا عندئذ توجيه نداء للطرف المعني” كما اقترح الاستنجاد بالمهنيين مهندسين معماريين و فنانين و مختصين في العمران،لتشخيص حالة هذه المواقع بشكل دقيق حتى يمكننا معرفة الأماكن التي يمكن استرجاعها و من ثمة استغلالها و أعرب كريم سرقوة عن أسفه أمام البيروقراطية اللامتناهية التي تعترض المساعي الرامية إلى استرجاع هذه الأماكن.
الجزائر - النهار أولاين